ما حدث لمنتخب الناشئين السعودي في تصفيات كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم كان أمراً صعباً على الشارع الرياضي، الذي شاهد صغار"الأخضر"يخسرون بنتيجة 3- صفر في مباراتين متواليتين، على أرضهم وبين جماهيرهم، أمام الهند والعراق، ما يعني خروجهم من التصفيات والتوقف دون الوصول إلى النهائيات التي حسمها ناشئو السعودية في غير مناسبة، بل وذهبوا إلى ابعد من ذلك بالفوز بكأس العالم تحت 16 عاماً في 1989. هذا الإقصاء الباكر جعلنا نعيد التفكير في أسباب التراجع الذي عرفته المنتخبات السنية في السنوات العشر الأخيرة، خصوصاً أن ذلك أسهم في تغييب الكرة السعودية عن المنافسات العالمية، التي كانت مسرحاً لانجازات لافتة لمنتخبات الشباب والناشئين، وهي انجازات أفرزت أجيالاً من اللاعبين أصحاب الخبرة الدولية والثقة العالية بالنفس، على اعتبار أن الانجاز الأبرز للكرة السعودية في كأس العالم 1994 تحقق بفضل لاعبين تدرجوا من"مونديالي"الناشئين والشباب إلى الكأس الكبرى، بكامل الخبرة والثقة. وقبل أن نبحث في أسباب الإخفاق الأخير يجب أن نعترف أننا لم نعد نهتم بالرياضة المدرسية، ولا بلاعبي القاعدة في الأندية، خصوصاً أن أندية مهمة باتت تعتمد على جلب اللاعبين الجاهزين على حساب الاعتناء باللاعبين الصغار، الذين أصبحوا يجدون صعوبة في اكتساب الخبرة والتدرج في الأندية الكبيرة. يجب أن نعترف أيضاً بأننا متساهلون في حقوقنا خلال المنافسات السنية القارية بعدم الاحتجاج على اللاعبين الذين يشاركون في صفوف منتخباتهم وهم فوق السن القانونية المحددة, وكثيراً ما اخترنا الصمت وفضلنا عدم الاحتجاج على تجاوزات بعض المنتخبات العربية التي تشارك بلاعبين من أصحاب الشوارب واللحى، في بطولات مخصصة للناشئين الذين لم يبلغوا السابعة عشرة. ولا أعلم حقيقة السبب وراء إهمال هذه الحقوق، مع أن الاتحادات الأوروبية الأكثر مثالية وتنظيماً تلهث وراء حقوقها، وتحارب من أجل نزاهة المنافسات السنية في القارة الزرقاء. لن يكون خروج منتخب الناشئين من التصفيات الآسيوية نهاية العالم، ولكن يجب على المسؤولين عن كرة القدم السعودية العمل وفق استراتيجية واضحة، تعتمد على التقويم المستمر والتعاون مع الأندية ووزارة التربية والتعليم، لإعادة تصحيح مسار المنتخبات السنية، حتى لا يستمر الإخفاق الذي بات يطارد منتخبات الناشئين والشباب بطريقة محبطة، لا تليق بسمعة الكرة السعودية في القارة الآسيوية على الأقل. [email protected]