كشفت وزارة الزراعة عن عزمها اختيار عدد من المناطق الزراعية في البلاد، لتطبيق برامج المكافحة الحيوية باستخدام المبيدات الحيوية والطفيليات والفيرمونات، على أهم الآفات الزراعية، بعد استكمال تأمين الحاجات اللازمة من المركبات والتجهيزات الضرورية لتنفيذ هذه البرامج. وأكد المدير العام لإدارة وقاية المزروعات في الوزارة فهد بن محمد عبدين أن الوزارة تسعى إلى تكثير الأعداء الحيوية التي تم الحصول عليها محلياً، من طريق إنشاء مختبر مكافحة حيوية ووحدات تربية مركزية في الرياض. وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي على اعتبار أن السلالات المحلية من هذه الأعداء الحيوية"أعداء الطبيعة من الدود والطفيليات للآفة الطفيلية ومفترسات ومسببات الأمراض التي تصيب النباتات لخفض أعداد هذه الآفة"متأقلمة مع الظروف الجوية المحلية، وبالتالي فإنها تعد أكثر كفاءة من الأعداء الحيوية المستوردة حالياً. وأعلن عبدين عن عزم الوزارة عقد ورش عمل تدريبية بالتعاون مع الإدارة المختصة والقطاع الخاص، بهدف تدريب الفنيين العاملين في المجال التطبيقي في الإدارات العامة لشؤون الزراعة في المناطق، وما يتبعها من مديريات وفروع، وإطلاع المزارعين على النتائج التطبيقية للمكافحة الحيوية، وتعريفهم بهذا المجال الجديد في أعمال المكافحة. كما أعلن عن عزم الوزارة إطلاق مشروع المكافحة الحيوية لسوسة النخيل الحمراء، تحت مظلة المنظمة العربية للتنمية الزراعية، مشيراً إلى أن هذا المشروع اجتاز المرحلتين الأولى والثانية، وأسهم في اكتشاف ثماني"عزلات"من الفطر، وعزلات من النماتودا، وتم تطبيقها في ظروف شبه حقلية، وحققت نتائج جيدة. وشدد عبدين على أن الوزارة مستمرة في مجال المكافحة الحيوية للآفات الزراعية، بهدف تحقيق الهدف الرئيس لهذا التوجه، وهو حماية الإنسان والبيئة من أضرار المبيدات الكيماوية، من طريق تقليل الاعتماد على هذه المبيدات تدريجياً، وإدخال المبيدات الحيوية التي أثبت استخدامها محلياً كفاءتها في السيطرة أو القضاء على الآفة المستخدمة. ولفت في هذا الصدد إلى أن الوزارة أمنت العام الماضي مبيدات حيوية بقيمة إجمالية وصلت إلى مليون ريال، فيما تجاوزت القيمة الإجمالية لهذا العام حاجز المليون ريال، مؤكداً أن الوزارة ستواصل هذا التوجه عاماً بعد عام، بهدف تقليل الاعتماد على المبيدات الكيماوية، وإحلال المبيدات الحيوية مكانها، وخصوصاً للآفات التي تتوافر وسائل مكافحة حيوية لها، إضافة إلى التواصل مع الشركات الوطنية العاملة في مجال المكافحة الحيوية للتعاون والاستفادة من خبرتهم في مجال المكافحة الحيوية. +