طفل في جوفه القرآن نور على الأرض يتحرك وسط الظلام الأخلاقي الذي يسود أيامنا الحالية، ونخشى اتساع رقعته في الأعوام المقبلة، قال تعالى:"كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور". والقرآن هو دستور حياتنا، وخير ما يثبت العقيدة في قلوبنا، ويسكب في القلب برد الطمأنينة والرضا، ويفسح أمام العقل آفاق العلوم والمعرفة، لذلك، لا بد من أن تعي الأسرة دورها في تنشئة أطفالها على حب القرآن، لأن الطفل إذا أحبه أعانه ذلك على حفظه، ولان الأطفال أمانة في أعناقنا قال صلى الله عليه وسلم:"كفى بالمرء أثماً أن يضيع من يعول". وذاكرة الطفل صفحة بيضاء، إذا لم نملأها بالمفيد مُلئت بما هو موجود وما إدراك بالموجود؟! لان أطفالنا إذا أحبوه وفهموه وتسببوا في أن يحبه غيرهم كان ذلك صدقة جارية في ميزان حسنات الوالدين إلى يوم القيامة، ويلبس الوالدان تاج الوقار بحفظ ولدهم للقران، ولان القرآن حبل الله المتين وهو الذي يربط المسلمين في شتى بقاع الأرض ويجمع بين قلوبهم، وما أحوجهم إلى ذلك في وقت اشتدت فيه الهجمات على الدين الإسلامي والمسلمين في كل مكان. ولكن، كيف نغرس حب القرآن في قلب الطفل؟ 1- أثبتت الدراسات أن الجنين يتأثر بما يحيط بأمه، ويتأثر بحالتها النفسية، ويستمع إلى ما يدور حولها، ويؤكد ذلك محمد النابلسي، الحاصل على الدكتوراه في"تربية الأولاد في الإسلام"بقوله: إن الأم الحامل التي تقرأ القرآن تلد طفلاً متعلقاً بالقرآن، لهذا فالإكثار من تلاوة القرآن، والاستماع إليه يزيد من ارتباط الطفل بالقرآن. 2- الأم التي ترضع طفلها تشبع بطنه وتسعد قلبه، فإذا كانت الأم تتلو القرآن، فإن ذلك يشعر الطفل بالطمأنينة والرضا ويكون أقرب لوجدانه وقلبه. 3- تلعب القدوة دوراً مهماً في توجيه سلوك الطفل، فإذا رأى الطفل والديه يتلوان القرآن أثناء أو قبل أو بعد الصلاة، وينصتون ويستمعون لآيات الذكر الحكيم في التلفزيون أو حتى أثناء أداء الأعمال المنزلية، فسيكون لديه شعور نحو هذا القرآن، ويفضل في ما بعد أن يستمع إليه حين يكبر وهو يؤدي أعمالاً قد تكون روتينية. 4- تعليم الطفل الأدب مع كتاب الله، فلا يقطع أوراقه ولا يضعه على الأرض، ولا يضع فوقه شيئاً، ولا يدخل به دورة المياه، ولا يخط به قلماً، وأن يستمع إليه بانتباه وإنصات حين يتلى. 5- انتقاء قصص من القرآن الكريم تتناسب وفهم الطفل وإدراكه، ومن المفيد أن نختم كل قصة بالعبر المستفاد منها. 6- تشجيع الطفل بأن تكون هدية نجاحه أو قيامه بسلوك طيب هي مصحف ناطق للأطفال أو أشرطة صوتية أو قرص كومبيوتر يحوي المصحف مرتلاً. 7- إلحاق الطفل بحلقة قرآنية في مراكز تحفيظ القرآن الكريم تهتم بتجويد القرآن وتفسيره وحفظه وتلاوته. 8- مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء، فإذا كان أحد الأطفال لديه القدرة والاستعداد للحفظ في عمر مبكر، فيجب انتهاز تلك الفرصة بتشجيعه وإعانته على الحفظ. 9- من الضروري أن نجعل للطفل كرامة من كرامة القرآن الكريم الذي يحفظه كأن يقول الأب: لولا أنك تحفظ القرآن لعاقبتك، حينما يصدر عنه أي تصرف غير لائق. 10- يمكن أن نضع في مكان بارز في البيت لوحة أو سبورة يكتب عليها الأولاد أحاديث شريفة عن فضل القرآن الكريم، بحيث يتسابقون في البحث عنها ووضعها على هذه اللوحة كل أسبوع، ليراها الأبناء ويحفظونها ويتناقشون في معانيها، وبعد ذلك تكون هناك جائزة لمن يجمع أكبر عدد ممكن من الأحاديث. 11- تشجيع الأبناء على عمل أبحاث حول الإعجاز العلمي للقرآن في شتى المجالات، وأن يتعاون مع أصحابه في ذلك، ويتبادل معهم المعلومات، ويمكن تشجيعهم على نشر مثل تلك الأبحاث عن طريق الإنترنت من خلال المنتديات الخاصة الموجودة على الشبكة العنكبوتية. 12- تشجيع الأبناء كذلك على إتقان اللغة الأجنبية، فعندئذ يمكنهم ترجمة تلك الأبحاث إلى تلك اللغات، وتشجيعهم على نشرها من خلال شبكة الإنترنت مع احتساب الأجر عند الله. 13- عقد جلسة أسبوعية تجمع العائلة، وإلقاء درس يتضمن تفسير آيات القرآن الكريم يتخللها بعض المسابقات. 14- إخبار الأبناء بالهجمات الشرسة على القرآن الكريم ومحاولة تحريفه وتشويهه، وأن الله حافظ لكتابه. 15- وضع خطة للأبناء يومية - أسبوعية - شهرية - سنوية لحفظ القرآن الكريم في جدول على أن يتم حفظ ستة أجزاء مثلاً في السنة. 16- إذا بدأ الفتور لدى الطفل فلا يظهر الوالدان اهتماماً بهذا الفتور، بل يجب أن يستمرا في طريقتهما في الحفظ ولا يتغير شيء في نظامهما. 17- تنظيم رحلات خلوية مع الأسرة، وأثناء الرحلة يتم التسميع للأبناء في السيارة، أو عمل برنامج معين خلال الرحلة يتضمن التأكيد على الحفظ، وليكن الأبوان قدوة في ذلك، فيطلب الأب من الأم أن تقوم باسترجاع ما حفظته خلال الأسبوع ثم يفعل الأب ثم الأبناء. 18- لا بد من الصبر والمثابرة من الآباء، فهم مفتاح النجاح الحقيقي مع الأبناء. جوهرة الصقر- الإحساء كلية التربية للبنات -الأقسام الأدبية