من الطبيعي أن يعبر لاعب الاتحاد محمد نور عن شعوره عقب كل انتصار يحققه فريقه، سواء بالحديث إلى الإعلام بوسائله كافة أم بتحية الجماهير أم ب"الشقلبة"إن كان يجيدها، حتى لا يقع في إصابة هو في غنى عنها، أم التغني بأهازيج فريقه الفرايحية، ليفعل نور ما بدا له لكن شريطة ألا يمس شعور الآخرين بالتجريح، خصوصاً أن صاحب القميص رقم 18 في الفريق الاتحادي تحت المجهر التربوي والرياضي، إذ إن قائمة سلوكه داخل الملعب مشاكة باللون الأحمر وهو اللون الذي يعني الخطر عندما يجر القلم الملون ذيله تحت اسم من الأسماء. وبعد نهاية مباراة"دربي"جدة أجمع النقاد على أن نور كرر سلوكه غير السوي عندما راح يتحدث عقب نهاية اللقاء بكلام يضعه في دائرة التعصب الأعمى ويؤخره مراحل عدة إلى الخلف بدلاً من أن يتقدم تجاه القمة، خصوصاً أن"الأخضر"ومسؤوليه غفروا له لعل وعسى أن يستقيم سلوكه للأفضل لكن"دربي"جدة كشف أنه لا فائدة من ذلك. وجاء انتقاد النقاد صريحاً وواضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار، وطالبوا نور بالاعتذار لأن الأهلي فريق عريق ويمتلك عناصر من الشبان والخبرة، استطاعوا أن يقدموا لوحة فنية رياضية راقية طوال الموسم. وأكد عدد من الاتحاديين أن وصف نور يمثل رأيه وعقليته وتفكيره الصغير، الذي لا يتجاوز نشوة انتصار، ويحاول بعض المقربين من البيت الاتحادي الضغط على لاعبهم في سبيل الاعتذار عما بدر منه من كلام لا يخدمه ولا يخدم ناديه، إلا أن عنجهية اللاعب لا يمكنهم السيطرة عليها، ولذلك نادى كثير من المهتمين بالشؤون التربوية والرياضية بضرورة معاقبة اللاعب تربوياً ورياضياً، حتى لا تستشري أخطاؤه السلوكية والكلامية، معللين ذلك بأن جيلاً من الشبان الصغار في المدارس يتابعون الرياضة السعودية، خصوصاً كرة القدم كونها الرياضة الشعبية الأولى. وبالتالي فإن تعبير نور عن الانتصار كان خاطئاً في شكل كبير، لذلك لا بد من تصويبه إلى السلوك القويم. الشارعان الرياضيان السعودي والعربي اللذان تابعا لقاء"دربي"جدة وما واكبه من تصريحات إيجابية وسلبية كان لهما رد فعل واضح حول أحاديث نور الاتحاد الذي قتل التوهج بالسقوط التعبيري، مؤكدين أن نور كرر سلوكه الخاطئ مرات عدة، وعلى رغم العقوبات الرادعة التي اتخذت في حقه إلا أنه لم يستقم على الروح الرياضية والمنافسة الشريفة. وقال المتابع عوض ردة الحزماني:"محمد نور لا نشكك في موهبته الكروية، فهو ثروة فنية جيدة، لكن لا يستقيم حال اللاعب إذا كان يجيد الفن الكروي ولا يجيد التعامل مع الآخرين، وللأسف تكررت أخطاء نور كثيراً، لكنه فقد الإحساس بالمسؤولية وبشعور الرياضيين كافة، سواء مع ناديه أم مع منتخب بلاده، وتصرفاته الرعناء ظهرت وانكشفت غير مرة، بل تمادى كثيراً وخذل أنصار الكرة السعودية في بطولة كأس الخليج للمنتخبات في نسختها الأخيرة وتميز بالبطاقات الملونة، على رغم العفو الكريم من ولي العهد آنذاك الأمير عبدالله، ومشاكسة محمد نور ليست وليدة اليوم، فهي ممتدة منذ سنوات طوال، وما زال الشارع الرياضي العربي يتذكر أحداث البطولة العربية التي نظمها الاتحاد في جدة منذ سنوات وكيف صعد نور وأحد زملائه إلى مدرجات ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة واحتكاكهما مع الجماهير الاتحادية آنذاك". فيما قال حميد عبدالحكيم الحربي"أنا من أنصار الاتحاد ومشجعيه وأحرص على متابعته دائماً وفي كل مناسبة، وأدرك جيداً أن التنافس الشريف هو قمة المتعة حتى وإن كانت ممزوجة بإثارة، لكنها لا تخرج عن الروح الرياضية، وبقدر ما كنت سعيداً بانتصار الاتحاد إلا أنني تضايقت كثيراً من تصرفات محمد نور وتصريحاته التي لا داعي لها، خصوصاً أنه حقق أول انتصار لفريقه هذا الموسم بعد تعادلين وخسارة من المنافس التقليدي الأهلي". فيما أشار عبيد حمدان الجغثمي"اتحاديتي تفرض علي أن أعبر عن شعوري بعد تأهلنا على حساب الجار المنافس التقليدي الأهلي، لا سيما أن الفوز قادنا إلى التأهل إلى مرحلة أخرى لمواجهة الهلال، لكن الشيء الذي رفضته كوني اتحادياً ومن أنصار الرياضة السعودية التصريحات التي لا داعي لها من محمد نور، إذ كنا نأمل منه بأن يكون أكبر من هذا، فاللاعب الكبير دائماً يتطلع إلى القمة في الفن الكروي والأخلاق وكسب حب وتعاطف الجماهير كافة مثل أسطورة الملاعب السعودية ماجد عبدالله، وعلى رغم نصراويته لكنه محبوب الجماهير الأول حتى الآن، مع أنه اعتزل ممارسة الكرة منذ سنوات". وكان الرياضيون حيوا رئيس مجلس إدارة الاتحاد منصور البلوي على تصريحه المنطقي والمهذب عقب نهاية المباراة، عندما امتدح المنافس وتمنى له التوفيق في المناسبات المقبلة تارة وهنأ أيضاً أنصار ولاعبي ناديه تارة أخرى، والحال نفسها تنطبق على مدرب الفريق الفرنسي ميتسو، الذي أشاد بالمستوى الذي قدمه خصمه، وبالعناصر الشابة التي وصفها بالجيدة، وينتظرها مستقبل باهر. ومن خلال تصريحات البلوي وميتسو نلمس عمق الديبلوماسية في التعبير عن نشوة الانتصار مع عدم تجريح المنافس، كون دائرة الفوز والخسارة دائرة ولا تتوقف عند فريق بعينه، وإلا لما استمر التنافس الشريف على عكس محمد نور الذي دائماً ما توقعه زلات لسانه في مآزق لا جدوى منها وتفتح عليه أبواب النقد التي هو في غنى عنها. الأهلاويون بدورهم أكدوا أن تصرفات نور مرفوضة من أنصار الكرة السعودية نهائياً، وليس من فريقهم أو إدارة ناديهم، آملين بأن يهتم اللاعب بنفسه وبمستواه وأن ترك ما لا يعنيه.