هذه الجي كي رولينغ لغز محير محاط بالإثارة في كل حركتها، تماماً كمؤلفاتها"سلسلة هاري بوتر"التي عادت ببلايين الدولارات عليها، لتجعلها في سنوات قليلة من اثرى النساء البريطانيات، وتحتل كتبها قائمة الأكثر مبيعاً في بريطانيا وأميركا وفي الدول الناطقة بالإنكليزية، وحتى المترجمة منها تنال نصيبا واسعا من الجماهير المتعطشة لقراءة أحداث مغامرات بوتر في كل مكان في العالم ، حتى في إيران المحافظة. هذا الأسبوع كان موعد العالم مع الجزء السادس من السلسلة، التي بدأت بفكرة خطرت لرولينغ في القطار، إذ حضرت صورة هاري بوتر بنظارتيه المميزتين في خاطرها كاملة، وعند وصولها الي محطة كينغز كروس في لندن كانت كل الشخصيات اكتملت، وبدأت بوضع خطط لكل جزء من السلسلة، إذ صدر الجزء الاول منها عام 1997"هاري بوتر وحجر الفلاسفة". المثير في هذا العمل الروائي الموجه في الاساس للصغار والشبان تحوله الي ظاهرة نشر عالمية، وأعادت رولينغ هذا الجيل المشتت بألعاب الفيديو والقنوات الفضائية والإنترنت الى الكتاب مرة أخرى، فأزاح ملايين الصغار حول العالم كل هذا، وانكبوا على قراءة السلسلة التي منحت الحياة مرة أخرى لقراءة الكتب، بوهج تعدى أعمالاً روائية كبيرة لروائيين بحجم هيمنغوي او ديكنز او اوستن. الأهم أن تجربة رولينغ الناجحة بمخاطبة الصغار بلغة جديدة وبعوالم غير مسبوقة منحت الأمل للكثيرين من المؤلفين الهواة لخوض غمار التجربة والتقدم بأعمالهم للنشر، وقرأت عن محاولة طفل صيني اسمه بيان جين يانغ، عمره 9 سنوات، محاكاة سلسلة هاري بوتر، وقدم بالفعل روايتين، أحدثتا ضجة كبيرة، وتسابقت دور النشر في الصين وخارجها إلى شراء حقوق أعماله المقبلة. رولينغ وهاري بوتر الصيني قدما عالم الأحلام السهل للطفل، بحبكة قد لا تكون كاملة، لكنها مفعمة بالأفكار الحادة والخيال العجيب، ومن الواضح أننا في البلدان العربية قادرون على تقديم أعمال أدبية مشابهة، في ظل توافر تربة إبداع لمسناها منذ ان تحركت عجلة الطباعة قبل عقود، والفرصة مهيأة لقائمة طويلة من كتّاب الطفل أن يبادروا بدخول هذا العالم من بوابة مختلفة هذه المرة، بإصرار وعزيمة، تماماً كما فعلت رولينغ التي أنهت الجزء الاول من الكتاب بينما كانت تعيش من اعانات الدولة بعد طلاقها، وكانت تكتب في المقاهي اثناء نوم ابنتها الصغيرة في عربتها، وظلت تبحث عن دار للنشر لمدة عامين. [email protected]