قبل سنوات عدة التقى الهلال السعودي مع الأفريقي التونسي على المباراة النهائية لبطولة الكأس الأفرو - آسيوية وهي المباراة التي تجمع بطلي آسيا وأفريقيا، وقد جرت المباراة النهائية على ارض ملعب الملك فهد الدولي في العاصمة السعودية"الرياض"، ويومها احتسب الحكم الإماراتي"علي بوجسيم"أكثر من عشر دقائق وقتاً بدل ضائع، وبسبب هذا الوقت استطاع المهاجم التونسي"فوزي الرويسي"أن يستغل ثغرة دفاعية وخطأ كبيراً ارتكبه دفاع الهلال وسجل هدفاً أرسل البطولة إلى الأفريقي، ليتعرض بعدها الحكم الإماراتي لهجوم واسع من الصحافة السعودية بسبب استخدامه المفرط لحقه في احتساب الوقت بدل الضائع، وهو ما وفر للفريق التونسي الحق في تسجيل هدف غير نتيجة المباراة... هكذا كانت وجهة نظر الصحافة السعودية يومها ولم يفكر احد في مناقشة المدافعين الذين ارتكبوا أخطاء بالغة أدت إلى وصول الرويسي إلى شباك الهلال. لقد تذكرت تلك القصة وأنا أتابع لقاء الهلال مع الاتحاد في الجولة العشرين من الدوري السعودي"كأس دوري خادم الحرمين الشريفين"لكرة القدم والذي انتهى بفوز الاتحاد بهدفين في مقابل هدف واحد... لقد تعرض الحكم"علي المطلق"لهجوم حاد من الهلاليين بعد اللقاء وقد حاولت سؤال الخبير التحكيمي السعودي"محمد فودة"عن رأية في المباراة تحكيمياً فأكد لي صحة ركلة الجزاء الثانية التي سجل منها"هييرا"الهدف الثاني وانتقد الدولي عبداللطيف الغنام لطريقة دخوله وإعاقته لنور بطريقة غير احترافية. وقد أعدت السؤال أكثر من مرة على الفودة: يا محمد هل في المباراة اي أخطاء تحكيمية؟.. فكان يرد بكل ثقة: ماعدا بطاقتين صفراوين لم يشهرهما المطلق فإنه قاد المباراة بشكل جيد!!.. إنني هنا استند في مقالي إلى رأي خبير تحكيمي سعودي مهم فهو يستمد خبرته من تجربة في واحدة من أقوى المسابقات المحلية العربية وهي الدوري السعودي ولم استشهد برأي أي خبير آخر يمثل مسابقة آسيوية أو افريقية محدودة الانتشار... واعلم أن أنصار الهلال يعرفون أنني لم اتخذ يوماً موقفاً عدائياً او مزاجياً تجاه أي ناد سعودي والهلال من بينهم لكنني لا أجد أن هناك سبباً مقنعاً يدفعني للاعتقاد بأن الهلال قد خسر مساء السبت في الرياض بسبب تحكيمي!! ان كل شواهد المباراة تؤكد ان الهلال قد خسر لأسباب تكتيكية وفنية وبالذات من خط الدفاع، واذا كان ولا بد من تحديد سبب لخسارة المباراة بشكل مباشر فهي الإعاقة التي قام بها عبداللطيف الغنام وليس من أطلق الصافرة. إنني أتفهم حرارة المباريات وانفعالها لكن ليس من المنطقي ان نستخدم اهتزاز الثقة في الحكم السعودي كورقة ضغط بشكل دائم لأنها ورقة ستؤدي إلى عدم تطوير ثقافة اللاعب السعودي تكتيكياً واعتماده على شماعة التحكيم وبالتالي فإن المتضرر الأكبر سيكون المنتخبات السعودية التي سيذهب إليها لاعبون يراقبون أخطاء الحكام أكثر من مراقبتهم لخطة مدربهم!!.