@ منذ فترة ليست بقصيرة لم تشدني مباراة في كرة القدم كما شدتني مباراة تونسوالسنغال في البطولة الافريقية المقامة حاليا بتونس، فقد امتعنا نسور قرطاج بادائهم المشرف والرجولي ونجحوا في اقصاء منتخب السنغال الشرس والعنيف الذي كشر عن انيابه رغم عدم وجود برونو ميتسو مدربهم السابق ومدرب العين الحالي الذي قادهم الى المركز الثامن عالميا بعد تألقهم في المونديال الآسيوي بكوريا واليابان. المباراة ممتعة ولكني لا ادري سر هجومهم على الحكم الدولي علي بوجسيم الذي ادار المباراة بحزم وشخصية قوية، فقد كان متابعا لمجرياتها لحظة بلحظة ولم يرتكب اخطاء جسيمة غيرت من نتيجة المباراة، والاحتجاج السنغالي كان خدعة من لاعبي منتخب السنغال فالهدف صحيح ولا أحد يستطيع ان يشكك في النجاح الكبير الذي ظهر عليه حكمنا بوجسيم ممثل الكرة الاماراتية في المونديال الافريقي. وقد استغربت من البعض وهو يوجه اللوم للحكم المونديالي رغم نجاحه الكبير في إدارة المباراة الساخنة التي اقيمت في اجواء ملتهبة، فخروج الحكم بحراسة الشرطة وضع طبيعي لان المباراة كانت مصيرية وبين البلد المنظم ووصيف كأس افريقيا في الدورة السابقة، فالاحداث التي جرت عقب المباراة لا علاقة للتحكيم بها وانما هي امور تنظيمية ادارية تتعلق بالجوانب المنوطة باللجنة المنظمة والاتحاد الافريقي وحكمنا منها بريء وهذه ليست مسؤوليته، ومن اتهم بوجسيم بالفشل مخطىء ونقول له بالفم المليان: عليه ان يراجع نفسه ويشاهد المباراة عبر الفيديو عشرات المرات ليتأكد من صحة هدف جوهر المناري النجم التونسي وحتى الدقائق العشر التي اضافها بوجسيم كانت مستحقة بسبب كثرة التوقفات اثناء المباراة. المباراة كانت غنية بالمهارات الفردية والاداء التكتيكي الرائع الذي قدمه نجوم تونس وذكرونا بالجيل الذهبي للكرة التونسية عام 78 بمونديال الارجنتين، فقد صالوا وجالوا في الميدان الاخضر وشعرنا اننا امام مباراة كبيرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وليس كما نراه حاليا في دورينا الاستثنائي من عك كروي بعيد عن الكرة الحديثة والشاملة. @ جريدة البيان الاماراتية