تستعرض أخصائية الطب النفسي الدكتورة سوسن محمد عبدالخالق كيفية دخول السيدات إلى المجمع للعلاج، فتقول: "تبدأ فترة العلاج بدخول المتعاطية الطوارئ، برغبتها أو بطلب من أسرتها، فتتعرف على آلية العلاج في المستشفى، الذي يوقع معها عقداً مدته شهر كامل للإقامة في المجمع، ثم تقابل الطبيب المعالج، ليتعرف على نوع التعاطي، ومدته والأعراض الانسحابية، وآخر جرعة. أي أنه يجري تاريخاً شاملاً للحالة". وتضيف: "تستمر مدة علاج التسمم أسبوعاً، ثم تبدأ البرامج التأهيلية، وبعدها تُعقد جلسات مع الأخصائية النفسية ثم الاجتماعية، والأخيرة تقوم بالتواصل مع أسرة الحالة لمعرفة الأسباب والظروف التي أدت بها إلى التعاطي. ثم تدخل في الأنشطة التأهيلية، ومنها محاضرات توعية وتثقيف ديني ومحاضرات عن المرض والمادة المخدرة، والعدوى وطرق الوقاية من الأمراض، تنتقل بعدها إلى ممارسة أنشطة الحياكة والرسم. وكل هذه البرامج حلقات متصلة تستمر شهراً كاملاً. وبعدها تغادر المستشفى، وتحدد لها مواعيد للمراجعة بعد التعافي، ويقوم المستشفى بإعداد برنامج وحدة الرعاية المستمرة للمراجعة مرتين أو ثلاثاً في الأسبوع، ثم نجري تحاليل لمعرفة ما إذا عادت للتعاطي أم لا". وتذكر الدكتورة سوسن أن للتعاطي أسباباً تختلف من شخص إلى آخر، فقد تكونا لعوامل اجتماعية، مثل التفكك الأسري والمشكلات بين الأب والأم أو الأسرة، ومنها أيضاً تقليد الوالدين، فإذا كان أحدهما أو كلاهما مدمناً فقد يحاول الأبناء تقليدهما. كما تشير إلى أن هناك عوامل نفسية تدفع الإنسان إلى التعاطي، مثل القلق والخوف والتوتر والاكتئاب، وتقول "قد يلجأ الإنسان إليها لاعتقاده أنها تخفف حدة التوتر، فيكتشف أنه وصل إلى مرحلة الإدمان". ومن العوامل التي تذكرها الدكتورة سوسن أيضاً، "أصدقاء السوء". وتقول: "هؤلاء يكون لهم دور كبير، خصوصاً بين فئة المراهقين والشبان، حيث تنتشر المخدرات بين طلبة المدارس للتجربة، أو كمساعدة على المذاكرة". وهنا تنصح الآباء بمتابعة أبنائهم وتوعيتهم بمعلومات كافية عن المخدرات. وتذكر أن لغياب الوالدين دوراً كبيراً في الوقوع في براثن الإدمان، فقد يكون الأب متوفى، والأم غائبة عن المنزل، أو قد تكون موظفة، وتغيب عن البيت لساعات طويلة وكذلك الأب. وتعتبر حب الاستطلاع والتجربة أحد الدوافع، وتقول: "قد يقوم الشخص بتجربتها، ما يؤدي إلى إدمانه"