حين خطف عناصر حركة التمرد الاوغندية"جيش الرب للمقاومة"الطفل مارتن اوكينجو 8 سنوات حاول والده نجدته، غير ان المتمردين شلوا حركته. وتحت نظرات الطفل المذعور، بتروا ذراعي وساقي والده بساطور. وقال مارتن وهو يمسك بيد صديق قاسمه محنته:"ثم ضربوه على مؤخرة رأسه حتى الموت ... وأخلوا سبيلنا". وغادر الطفلان قرية موبا في جنوب السودان على الحدود مع جمهورية الكونغو الديموقراطية، وتوجها الى موندري التي تبعد 80 كلم شمالا، والتي لجأ اليها ثمانية آلاف شخص في الآونة الاخيرة. وتوزع المتمردون الاوغنديون في مجموعات صغيرة الشهر الماضي إثر عملية مشتركة للقوات المسلحة الاوغندية والسودانية والكونغولية، مستهدفين الاهالي في نقطة التقاء البلدان الثلاثة في منطقة استوائية شاسعة. وقتل وخطف مئات الاشخاص وفر آلاف آخرون من منازلهم، بحسب السلطات. وقال حاكم الولاية الاستوائية الغربية جنوب السودان جمعة نونو كومبا"لقد تسببوا في الكثير من الدمار واحرقوا المنازل وقتلوا الناس بالسواطير والقوا بهم في النار". وبحسب السلطات المحلية تسببت اعمال العنف في نزوح 33 الف سوداني داخل جنوب السودان، يضاف اليهم ثمانية آلاف كونغولي عبروا الحدود بحثاً عن ملاذ. وقالت آليسيا اركانجيلو عميدة سكان قرية صغيرة"لقد تركنا كل ما نملك. هؤلاء الناس بلا رحمة". وقال بولن ابياتارا اريواري ممثل السلطات المحلية في موندري الغربية التي شهدت هجمات عنيفة"نحتاج الى مساعدة عاجلة". وبحسب مسؤولين محليين، تم تعزيز الامن في موندري مع انتشار قوات اضافية. اما على الطرقات الوعرة خارج المدينة فتتولى ميليشيات من شبان مسلحين برماح وسواطير واحيانا رشاشات، الحراسة امام القرى. وأوضح بيسمارك مانداي اسقف موندري"الناس خائفون، ولا نعرف لماذا يهاجمون عناصر جيش الرب الأهالي". ونهب متمردون كانوا يبحثون عن مؤن العديد من المنازل. غير ان معظم الفظاعات بحق المدنيين ليس لها من دافع واضح باستثناء رغبة حركة التمرد في اثبات وجودها. ويطارد القضاء الدولي جوزف كوني الزعيم الغامض لمجموعة"جيش الرب للمقاومة"التي تهدف الى إطاحة نظام الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني واقامة نظام يقوم على تعاليم الانجيل. ووجهت الى قادة منظمته السياسية التبشيرية تهمة تجنيد اطفال بالقوة واتخاذ عبيد جنسيين واغتيال عشرات آلاف الاشخاص في معارك تجاوزت حدود اوغندا. وقالت لويز كابوري من مركز"كرايسيز غروب"الدولي للابحاث"لا أرى شيئاً ايجابياً في الافق. والأمن قد يتدهور اكثر مع مقاتلي جيش الرب للمقاومة والعسكريين الذين يطاردونهم وعدم التفاوض على هدنة". نشر في العدد: 16735 ت.م: 28-01-2009 ص: 12 ط: الرياض