أعلن الحلف الأطلسي ناتو أمس، ان جنوده في أفغانستان قتلوا بالتعاون مع الجيش الباكستاني متشددين على الحدود الوعرة، في عرض نادر لعملية عسكرية مشتركة عبر الحدود. وأطلق مقاتلو"طالبان"صواريخ وقذائف صاروخية على مواقع تابعة لقوات"الناتو"في ولاية خوست شرق أفغانستان، ما حتم رد القوات الدولية بإطلاق قذائف مورتر ونيران مدفعية وتنفيذ هجمات جوية، قبل ان يفر المتشددون عبر الحدود. ولاحقاً، نسق المسؤولون العسكريون في"الناتو"مع الجيش الباكستاني الذي اطلق جنوده النار على المقاتلين المتقهقرين داخل باكستان، والذين لم ترشح معلومات حول خسائرهم. وكان مسؤولون أفغان اتهموا اسلام آباد الشهر الماضي بمساعدة مسلحي"طالبان"ضد كابول، وأعلن الحلف الأطلسي الأحد الماضي انه لا يحل السلام في أفغانستان ما دام يجد المتشددون ملاذاً آمناً في باكستان. لكن ثمة خطوط اتصالات مفتوحة ودائمة بين قوات أفغانستانوباكستان والحلف الأطلسي، في محاولة لتنسيق العمليات على امتداد الحدود الطويلة التي تكثر فيها الثغرات الأمنية. وفي حادث منفصل في خوست، قتلت قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان 33 متشدداً في غارات جوية. وأوضح التحالف ان الهجوم وقع على مسافة سبعة كيلومترات من حدود باكستان، حيث رصدت مروحيات مقاتلة مواقع مسلحين وهاجمتها، لكن"طالبان"قالت انه خسر عشرة مقاتلين فقط في الهجوم. وسقط أربعة من رجال الشرطة الأفغان حين اصطدمت آليتهم بقنبلة الى جانب طريق في ولاية اروزجان. على صعيد آخر، قتل سبعة أشخاص وجرح 11 آخرون في اشتباكات اندلعت بين جماعتين دينيتين متناحرتين في وادي تيراه بمنطقة خيبر شمال غربي باكستان. وأشارت مصادر أمنية الى ان الاشتباكات كانت استؤنفت في المنطقة بين جماعات متناحرة منذ 11 يوماً. وكان الجيش الباكستاني شن الأسبوع الماضي هجوماً في منطقة خيبر التي يوجد فيها ممر حدودي تمر عبره الإمدادات الحيوية الى القوات الغربية في أفغانستان. واعتبر هذا الهجوم الأول الذي يشن ضد المتشددين في عهد الحكومة الجديدة منذ توليها السلطة بعد انتخابات شباط فبراير الماضي. الى ذلك، كشف موقع"أي - كاجوالتيز"على شبكة الانترنت لتعداد الضحايا مقتل 51 جندياً أجنبياً الشهر الماضي، ما جعله العدد الأكبر في صفوف القوات الدولية في أفغانستان منذ إطاحة نظام"طالبان"نهاية عام 2001 وأشار الموقع الى ان حزيران يونيو شهد اكثر من 40 في المئة من الخسائر البشرية التي سجلت منذ بداية السنة، والتي بلغت 122 جندياً أجنبياً سقط معظمهم في انفجار عبوات لدى مرور قوافلهم او دورياتهم. ويعتبر الربيع والصيف الموسمين التقليديين لبدء العمليات العسكرية الكبيرة لقوات الأمن الأفغانية والقوات الدولية وكذلك المتمردين. وفي محاولة للتقليل من أهمية النتائج، أعلن الجنرال كارلوس برانكو الناطق باسم"ايساف"ان 55 جندياً سقطوا في معارك خلال الفترة الممتدة من الأول من كانون الثاني يناير 2007 و21 حزيران ، في مقابل سبعين خلال 2008، مشيراً الى ان هذه المقارنة"قد لا تكون صحيحة اذا لم توضع في سياقها، اذ نشر الأطلسي في كانون الثاني2007 37 الف جندي، في مقابل حوالى خمسين الفا حالياً، ما يعني ان نسبة القتلى من الف جندي هي نفسها تقريباً خلال 2006 و2007". وتابع:"اضافة الى ذلك باتت قوات الأطلسي تنتشر في مناطق لم تدخلها ابداً في السابق".