قال الرئيس بشار الاسد امس إن "الجو العام ايجابي" في منطقة الشرق الاوسط، مشدداً على اهمية "اعطاء دفع للتطورات الايجابية"المتمثلة باتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين، و"التهدئة"بين اسرائيل وحركة"حماس"، والمفاوضات غير المباشرة بين بلاده واسرائيل برعاية تركية، ودعا إلى تفعيل الدور الأوروبي، خصوصاً في ما يتعلق بعملية السلام"، كما دعا الى"الاسراع"في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان. من جانبه، اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم موافقة بلاده على استقبال مفتشي الوكالة الدولية للطاقة بين 22 و24 الشهر الماضي، دليلاً الى عدم وجود برنامج نووي سري لديها لأن المفتشين زاروا موقعا عسكريا كان قيد الانشاء. وأوضح ان وزارة الدفاع كانت تتعاطى مع الأمر وليس وزارة الخارجية، قائلا:"أنا كمواطن، أتمنى لو كان لدى سورية مثل هذا البرنامج لأن اسرائيل قطعت اشواطا في صناعة القنابل الذرية". واشار الى ان جولة ثالثة من المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل ستجرى في الايام المقبلة. جاء ذلك خلال محادثات المسؤولين السوريين مع وزير الخارجية النروجي يوهانس غيهر ستوره الذي قال ل"الحياة"إن زيارته لدمشق جاءت بعد اتصال هاتفي مع المعلم ل"دعم جهود"دمشق في اتفاق الدوحة والتهدئة والمفاوضات، مع اشارته الى وجود"اختلاف"في الرأي ازاء موضوع حقوق الانسان. وعلم ان الوزير النروجي تحدث عن العلاقات السورية - الايرانية، اذ قال للجانب السوري إن لدى دمشق الآن"خيارات اخرى غير التحالف مع ايران". كما تطرق الى موضوع مزارع شبعا وإمكان بدء دمشق برسم الحدود على الخريطة. وقالت مصادر سورية ل"الحياة"امس إن موقف دمشق الذي سمعه الوزير النروجي يقوم على ان"المشكلة ليست بين سورية ولبنان، بل في الاحتلال الاسرائيلي. سورية موافقة على ترسيم للحدود يبدأ من الشمال الى الجنوب. اما بالنسبة الى مزارع شبعا، فترسم بعد خروج اسرائيل. اذا خرجت اسرائيل من المزارع والجولان، تحل قضية الترسيم بين سورية ولبنان خلال يومين. واذا خرجت من المزارع وسلمتها الى الاممالمتحدة، فهذا مرحب به لأن سورية ترحب بتحرير أي ارض عربية. لكن الترسيم يبقى الى وقت لاحق". واوضح الوزير النروجي ل"الحياة"انه لدى لقاء الاسد نهاية عام 2006"كانت العمليات تسير باتجاه سلبي، وأنا قدمت إلى دمشق للبحث في تحويلها إلى الاتجاه الإيجابي، سورية يجب أن تستمع الى آراء شركائها في أنحاء العالم، واحترام سورية قرارات الأممالمتحدة يسهم في تسوية المسائل في المنطقة". وزاد في مؤتمر صحافي:"إن تحقيق النجاح في كل هذه المسائل يتطلب مشاركة فاعلة من الأطراف كافة، غير أن هذه القضايا بحاجة إلى مشاركة عالمية، لذلك فإن دول شمال أوروبا، خصوصا النروج، مستعدة للمشاركة في هذه العملية". وعلمت"الحياة"ان الوزير النروجي حض دمشق على اقناع"حماس"بقبول"مبادئ"اللجنة الرباعية القائمة على الاعتراف باسرائيل والاتفاقات الموقّعة ونبذ العنف، والعمل على عقد لقاء بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل يومي 6 و7 تموز يوليو الجاري. وأوضح المعلم في مؤتمر صحافي ان"الوحدة الوطنية هي الضمان لحقوق الشعب الفلسطيني، نحن على تواصل مع الفصائل الفلسطينية لاستطلاع رأيها في كيفية تحقيق هذه الوحدة. نريد أن نُطلع عباس ونطّلع منه على الوضع الراهن في المفاوضات لأننا حريصون على التنسيق مع الجانب الفلسطيني في ما يتعلق بعملية السلام". وأعرب المعلم عن الامل في ان تشكل زيارة الاسد لباريس ومحادثاته مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي والمشاركة في القمة المتوسطية"نقطة بارزة سواء في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي أو في العلاقات الثنائية بين سورية وفرنسا، وهذا شيء ننتظر اختباره". وزاد:"ما زلنا ننتظر خطوات عملية ملموسة من الأوروبيين تجاه سورية، خصوصا بعد أن برهنت على صدقية موقفها القائل إنها جزء من الحل في المنطقة، وأن ما تسعى إليه هو أمن المنطقة واستقرارها". وعلم ان الجانب السوري شدد على تعزيز العلاقات الاقتصادية، وان المعلم سيزور اوسلو في آب اغسطس المقبل.