تُعدّ منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فاو، لعقد مؤتمر تستضيفه روما بين الثالث والخامس من حزيران يونيو المقبل، لوضع مسائل الزراعة والغابات ومصايد الأسماك والأمن الغذائي على جدول الأعمال الدولي في شأن التغير المناخي. وتتعاون في تنظيم هذا المؤتمر، الذي يجمع قادة العالم وصناع السياسات والخبرات للبحث في هذه القضايا، مع الجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي. وتركّز المنظمة على مسألة تغيّر المناخ، نظراً الى تأثيره في جميع الناس، وتعتبر أن"الأكثر تضرراً هم مئات الملايين من المزارعين الصغار وصيادي الأسماك والأشخاص الذين يعتمدون في معيشتهم على الغابات. اضافة الى من هم في موضع ضعف لجهة تعرضهم في شكل حاد لانعدام الأمن الغذائي. كما من خلال تأثير التغير المناخي على ما هو متاح من الأراضي والمياه والتنوع الحيوي وأسعار الأغذية". ورأت أن الطلب المتزايد على الوقود الحيوي المستخرج من المحاصيل الزراعية"يؤثر أيضاً على الفقراء". وتناولت في بيان الأهداف من عقد هذا المؤتمر وتوقيته الآن، والضغوط على الأمن الغذائي، فاعتبرت أن"تغير المناخ والطاقة الحيوية لا يؤثران فقط على إنتاج الأغذية، بل أيضاً على سلسلة إمداداتها، فضلاً عن الأبعاد الأربعة للأمن الغذائي، وتتمثل بإتاحة الأغذية من الإنتاج المحلي والواردات، والوصول إلى الموارد بهدف إنتاج الأغذية وشرائها، واستقرار الإمدادات من الجوانب البيئية والاقتصاد الكلي، وأخيراً استخدام الأغذية، ومن ضمن ذلك، أفضلية المستهلكين وسلامة المياه والأغذية". وكشفت في بيانها، أن الزراعة"تستهلك 70 في المئة من المياه المستخرجة عالمياً، وسيؤدي تغير المناخ إلى زيادة في شح المياه وفي الطلب عليها للري في أجزاء كثيرة من المناطق الاستوائية". ولفتت إلى أن"ارتفاع أسعار الطاقة سيؤدي الى زيادة في تكاليف ضخ المياه، ما يستوجب على الزراعة زيادة تخزين المياه واستثمارها، أي إنتاج مزيد من المحصول بكمية أقل من المياه". لذا طالبت الدول"بإدخال ممارسات زراعية أفضل، لتحسين خصوبة التربة والحد من تدهور الأراضي". وتحدثت عما يتعرض له صيد الأسماك وتربية الأحياء المائية من تهديد نتيجة تغير المناخ،"ما يعد مصدر قلق لنحو 42 مليون صياد سمك ومئات الملايين من العمال الموقتين في المصايد. إذ سيصبح بعض موارد الأسماك أقل وفرة، وربما تنتقل أنواع مهمة إلى مناطق أخرى، فتصبح متاحة في شكل أقل للصيادين، كما ستتحوّل تربية الأحياء المائية أقل إنتاجاً. وستكون المجتمعات المحلية التي تعيش في المناطق الساحلية والجزر الصغيرة، أكثر عرضة للأعاصير والفيضانات بل ربما تضطر نتيجة ارتفاع مستوى البحر، الى الرحيل عن مواطنها". وأعلنت المنظمة أن العالم"يفقد نحو 13 مليون هكتار من الغابات سنوياً"، واعتبرت أن من شأن"الحد من تدهور الغابات وإزالتها أن يساعد على حماية موارد المياه والتربة وكذلك حماية التنوع الحيوي، كما يساهم في خفض انبعاثات غازات الدفيئة". وأظهرت المنظمة أن نحو 197 مليون شخص تضرروا العام الماضي، غالبيتهم في الدول النامية، نتيجة حالات التطرف المناخي، خصوصاً الفيضانات، إذ باتت تحصل حالات التطرف المناخي والكوارث المرتبطة بها في شكل متكرر. كما يمكن أن يكون تأثيرها السلبي على إمدادات الأغذية شديداً".