عقد وزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط اجتماعاً لهم في مرسيليا مساء أمس برئاسة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ونظيره المصري أحمد أبو الغيط اللذين يرأس بلداهما الاتحاد. وسبق الاجتماع الوزاري خلاف حول موضوع مشاركة الجامعة العربية ووضعها في إطار الاتحاد، بعدما كانت قمة باريس التأسيسية في تموز يوليو الماضي اعطتها وضع المراقب. وتناول الخلاف مشاركة الجامعة في اجتماعات كبار الموظفين والاجتماعات القطاعية. وكانت اسرائيل وضعت"فيتو"على مثل هذه المشاركة للجامعة، معتبرة انها ينبغي ان تكتفي بحضور اجتماعات وزراء الخارجية والقمم من دون ان تكون مخولة حق الكلام خلالها. وكانت الرئاسة المصرية قدمت عرضاً لحل هذه المشكلة. والموضوع الثاني الذي أثار خلافا، هو صوغ البيان الختامي الذي سيصدر عن اجتماعات مرسيليا بالنسبة إلى مسيرة السلام في الشرق الأوسط. فهناك توافق حول ضرورة الإشارة الى مؤتمر مدريد، وخريطة الطريق، فيما أبدى الجانب العربي رغبته بإضافة مشكلة الاستيطان الاسرائيلي. ومن المرتقب ان يشير البيان الختامي الى المسارين الاسرائيلي - السوري والاسرائيلي - اللبناني مع الترحيب بالدور التركي على صعيد المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل. ومن بين المواضيع التي لا تزال تثير تبايناً بين المشاركين في اجتماعات مرسيليا، البلد الذي سيعتمد لاستضافة مقر الأمانة العامة. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ل"الحياة"إن الجانب الفلسطيني متمسك بالإشارة الى الاستيطان في البيان الختامي"خصوصاً بعد تجربتنا غير المشجعة في قمة باريس في الصيف الماضي". وأضاف ان هناك مواقف وكلاماً يسمع هنا وهناك لكن الأمور ما زالت تراوح مكانها ولن تتوضح قبل منتصف اليوم الثلثاء. وعقد كوشنير اجتماعاً منفرداً مع ابو الغيط لايجاد حل للمشاكل المطروحة، كما عقد وزراء الخارجية العرب من جانبهم اجتماعاً مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وكانت الجلسة المسائية مخصصة للحوار السياسي بين وزراء خارجية دول ضفتي المتوسط. وبالنسبة الى البلد الذي سيستضيف مقر الأمانة العامة، تبدو برشلونة الأوفر حظاً بعد إقدام تونس على سحب ترشيحها. وقال مصدر مشارك في الاجتماعات ان الدول العربية تصر، إذا كان مقر الأمانة العامة في بلد على الضفة الشمالية للمتوسط، على ان يكون الأمين العام من احدى دول الضفة الجنوبية.