سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
30 مليون دولار دفعت على شكل فديات هذه السنة لخاطفي السفن في خليج عدن . القراصنة الصوماليون يتوقعون "مخرجاً ايجابياً" لمفاوضاتهم مع مالكي السفينة الأوكرانية
يجري القراصنة الصوماليون الذين يحتجزون سفينة شحن أوكرانية محملة بالأسلحة، مفاوضات مع مالكي السفينة من دون أن يتخلوا عن مطلبهم الحصول على فدية تبلغ عشرين مليون دولار. وقال الناطق باسم القراصنة سوغولي علي في اتصال هاتفي من السفينة، لوكالة"فرانس برس":"نفاوض مالك السفينة فاينا والمفاوضات تتجه إلى مخرج ايجابي، لكن لم يتم التوصل إلى شيء نهائي حتى الآن". وأضاف أن"مالكي السفينة يعرفون منذ البداية إننا نطلب عشرين مليون دولار"، مؤكداً أن"القراصنة الحقيقيين هم الذين ينقلون الأسلحة في المياه الصومالية ويستحقون دفع غرامة على ذلك". وعبّرت"حركة الشباب"التي تضم إسلاميين يقودون حرباً لطرد القوات الإثيوبية التي تدعم الحكومة الصومالية، للمرة الأولى، الخميس، عن دعمها لمهاجمة سفينة الشحن، لكنها نفت في الوقت نفسه أي اتصال مع القراصنة. وقال الناطق باسم"الشباب"الشيخ مختار روبو في اتصال هاتفي مع وكالة"فرانس برس"إن"خطف السفن التجارية جريمة لكن هذا لا ينطبق على السفن التي تنقل أسلحة إلى أعداء الله". وأضاف:"نعتقد أن الشحنة تعود إلى إثيوبيا"، موضحاً أن القراصنة"إذا لم يحصلوا على المال الذي يطلبونه فعليهم احراق سفينة الشحن وحمولتها وإغراقها". ويحتجز قراصنة صوماليون منذ 25 أيلول سبتمبر قرب السواحل الصومالية سفينة الشحن الأوكرانية التي تنقل 33 دبابة هجومية من طراز"تي 72"وكانت متوجهة الى مرفأ مومباسا الكيني. وتراقبها حالياً سفن حربية ومروحيات أميركية في مرفأ هوبيو 500 كلم شمال مقديشو. وأكدت كينياوأوكرانيا أن الشحنة مرسلة إلى كينيا من أوكرانيا في إطار عقد موقع بين البلدين، ونفتا بذلك معلومات للأسطول الخامس الأميركي الذي أشار إلى أن الشحنة كانت مرسلة إلى زبون في السودان. وحذّرت مؤسسة"تشاتام هاوس"للدراسات في لندن، الخميس، من أن التجارة العالمية تواجه تهديداً خطيراً يتمثل بالقرصنة قبالة السواحل الصومالية، إذا تم تغيير الطرق البحرية ولم تمنع المجموعة الدولية القراصنة من التحالف مع الإرهابيين. وكتبت المؤسسة البحثية في تقرير:"لم يعد القراصنة مجرد انتهازيين، فعملياتهم باتت أشد اتقاناً وسيستمر تطورها في هذا الاتجاه إذا لم يتغير الرد على هجماتهم". وأضاف تقرير المركز البحثي البريطاني:"إذا أصبحت كلفة التأمين باهظة وإذا أصبح التهديد كبيراً جداً، فإن شركات الملاحة يمكن أن تتجنب خليج عدن وتسلك الطريق الأطول عبر أوروبا وأميركا الشمالية ورأس الرجاء الصالح"جنوب افريقيا. وأشار التقرير إلى أن"أيام الملاحة الإضافية واستهلاك محروقات أكثر ستزيد كثيراً من كلفة نقل البضائع"، فيما تمارس أسعار النفط ضغوطاً قوية على التجارة العالمية. ويتيح خليج عدن الوصول إلى البحر الأحمر الذي يؤدي إلى قناة السويس، ما يشكل واحداً من أهم طرق التجارة في العالم. وكشف التقرير أن"السيناريو الكارثي الآخر هو إمكان أن يصبح القراصنة عملاء للإرهاب الدولي". وأوضحت مؤسسة"تشاتام هاوس"أن الفدى التي حصل عليها القراصنة تستخدم على الأرجح لتأجيج الحرب الأهلية ومخصصة ل"الشباب"، الحركة التي تخوض حرباً شرسة منذ 2007 ضد الحكومة الصومالية. وأدرجت الولاياتالمتحدة في شباط فبراير الماضي"حركة الشباب"على لائحتها للمنظمات الإرهابية بسبب ارتباطها بتنظيم"القاعدة". وقالت المؤسسة البريطانية إن القرصنة في خليج عدن كلّفت شركات الشحن مبلغاً يتراوح بين 18 و30 مليون دولار هذا العام دفعت على شكل فدى. وأضافت:"إن ارتفاع قيمة الفدى التي يطلبها القراصنة يجعل هذا العام الأكثر ربحاً بالنسبة اليهم على الاطلاق". وأفاد التقرير وهو بعنوان"تهديد التجارة العالمية واذكاء الحروب المحلية"، أن العصابات حصلت على فدى تراوحت بين 500 ألف دولار ومليوني دولار عن كل سفينة استولت عليها العام الحالي. وفي مقديشو، ذكر شهود أن ما لا يقل عن سبعة مدنيين قتلوا بقذائف هاون أطلقت الاربعاء بعد هبوط طائرة تابعة للاتحاد الافريقي في مطار العاصمة الصومالية متحدية تحذيراً أطلقه المتمردون الإسلاميون في منتصف أيلول سبتمبر باغلاق مطار مقديشو. واطلق متمردون قذائف الهاون عند هبوط الطائرة مما أدى إلى رد فوري، لكن لم يعرف هل صدر الرد من جانب جنود حفظ السلام التابعين للاتحاد الأفريقي أو القوات الحكومية الصومالية. وقال أحمد عبدالله الذي كان في الموقع إن"خمسة أشخاص قتلوا في حولواداغ بعد سقوط قذيفة هاون على شارع قرب مقهى كان يجلس فيه عدد كبير من الناس". وأوضح شاهد آخر أن بعض الضحايا الآخرين كانوا ينتظرون الباص عند موقف قريب. واعتقلت الشرطة الكينية مساء الأربعاء خبيراً في الملاحة البحرية هو اندرو موانغورا بعد أيام من ادلائه بمعلومات متعلقة بالسفينة الأوكرانية المخطوفة. ويدير موانغورا برنامجاً للمساعدة البحرية مقره مدينة مومباسا الساحلية، وهو يُعتبر مصدراً مهماً لوسائل الإعلام في الأمور المرتبطة بالقرصنة. وكان موانغورا أول من تحدث علناً عن أن الدبابات والأسلحة الأخرى التي تنقلها السفينة الأوكرانية كانت متوجهة إلى السودان، في حين أن كينيا كانت تُصر على أن الشحنة هي لقواتها المسلحة.