سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سليمان أجرى محادثات "ممتازة" مع الأمير سلطان ... واثار وضع "الكهرباء" وتنشيط الاستثمارات . الملك عبدالله يدعو إلى "رفع اليد عن لبنان" ويبدي استعداداً للمساعدة في كل المجالات
تُوجت زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان التي استمرت يومين إلى المملكة العربية السعودية بوعد من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ب"استعداد المملكة لمساعدة لبنان في كل ما يطلبه وبالعمل على كل ما من شأنه تأمين المساعدات في شتى المجالات". واستشهد الرئيس سليمان بكلام جدده له خادم الحرمين ب"أن دعم لبنان واجب علينا، ومن يقصر في حق لبنان مقصر في حق نفسه وعروبته وإنسانيته". وعلى صعيد الوضع السياسي في لبنان، واصل رئيس"تكتل الاصلاح والتغيير"النائب ميشال عون محادثاته في طهران، فيما علم أمس ان رئيس الهيئة التنفيذية لحزب"القوات اللبنانية"سمير جعجع سيبدأ اليوم زيارة الى القاهرة يستقبله خلالها الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية احمد ابو الغيط ورئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان. راجع ص 6 و7 وأكد الملك عبدالله بعد المحادثات الموسعة ليل أول من أمس مع الرئيس سليمان والوفد المرافق أن العلاقة التي تربط المملكة بلبنان قديمة منذ ما قبل الاستقلال، وقال:"أسمع أننا مع ناس وضد ناس، نحن مع الحق وإن شاء الله يأتي يوم يرجع الجميع إلى أصلهم، نحن مع الجميع وعلى مسافة محبة واحدة ومحبتنا للبنان لا نبتغي منها أي مصلحة"، مؤكداً إنه"أكبر عيب على الإنسان أن يتعاطى مع أخيه بالسلاح". ودعا الملك عبدالله إلى"رفع اليد عن لبنان"، واصفاً إياه بأنه"متنفس للعالم العربي وأن المطلوب من كل الدول احترام هذا البلد". وأكدت مصادر وزارية شاركت في اللقاء ل"الحياة"أن"خادم الحرمين أكد حرص المملكة الدائم على وحدة لبنان واستتباب أمنه ليعود كما كان فاعلاً في محيطه العربي إلى جانب أشقائه العرب". وشدد الملك عبدالله أيضاً على حرص المملكة على جميع الأطياف في لبنان من جميع الأطراف والطوائف كافة وبلا تمييز، وأن يحترم الجميع سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه وشعبه. بدوره أعرب الرئيس سليمان، الذي عاد مساء أمس الى بيروت، عن شكر لبنان وتقديره للمملكة ملكاً وحكومة وشعباً لما قدمته وتقدمه للبنان على مختلف الصعد من دعم ومؤازرة ومساندة ولدعم اتفاق الدوحة بعدما كان لها دور كبير منذ اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية. وأعلن سليمان أن"المرحلة المقبلة في لبنان هي مرحلة حوار ومصالحة، وتحتاج إلى مبادرات شجاعة من الجميع لتنعكس إيجاباً، ولبنان يحتاج إلى متابعة للمواضيع السياسية، وخصوصاً موضوع حق العودة للاجئين الفلسطينيين لأنه لا يستطيع استيعاب هذا العدد من اللاجئين على أرضه". ووضع رئيس الجمهورية هذا الموضوع في عهدة خادم الحرمين"لبذل الجهود اللازمة لحله". وبعد انتهاء المحادثات الموسعة، فاجأ الملك عبدالله الرئيس سليمان بمنحه قلادة الملك عبدالعزيز الذهبية، وهي أرفع قلادة في المملكة، عربون محبة وتقدير. وعقد خادم الحرمين والرئيس سليمان محادثات ثنائية تم خلالها البحث في الوضع العربي العام، وسبل تعزيز التضامن العربي والخطوات الآيلة إلى تعزيز هذا التضامن. وعقد الرئيس اللبناني اجتماعاً امس مع ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في قصره في جدة، وعبر عن تقديره البالغ لولي العهد وللمملكة على ما قدمته للبنان ومن ذلك اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية، إضافة إلى مساندتها لاتفاق الدوحة. ثم عقد الرئيس سليمان والأمير سلطان اجتماعاً مغلقاً حضره الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل تم خلاله استعراض سبل دعم التعاون بين البلدين الشقيقين وتعزيزه في المجالات كافة. وأكدت مصادر رسمية لبنانية ل"الحياة"أن"المحادثات مع ولي العهد كانت ممتازة جداً وتناولت الأوضاع العربية والإقليمية عموماً واللبنانية خصوصاً". وكشفت المصادر ل"الحياة"أن أبرز ما طرح في الشأن اللبناني وضع قطاع الكهرباء وسبل إيجاد حلول له، إضافة إلى الاستثمار في لبنان وتطويره. وانتقل الرئيس اللبناني بعد ذلك إلى فندق"هيلتون"حيث التقى الجالية اللبنانية، وأزاح الستار عن مشروع تشييد القنصلية اللبنانية الجديدة في جدة. والتقى الرئيس اللبناني ايضاً الأمير سعود الفيصل الذي أعلن بعد اللقاء أن"مشكلات السعودية مع بعض الدول سببها لبنان"، مؤكداً أنه"إذا سلم لبنان فلا مشكلة للمملكة مع أحد". كما التقى سليمان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، وشدد خلال اللقاء على"ضرورة العمل لنبذ الإرهاب ومحاربته والتصدي لمحاولات ربطه بالدين الإسلامي". لحود وقال ل"الحياة"الوزير نسيب لحود الذي رافق رئيس الجمهورية:"لمسنا من خادم الحرمين الشريفين حرصاً كبيراً على لبنان، كما حرص الملك عبدالله على تأكيد أن علاقة المملكة وعلاقته شخصياً هي على مسافة واحدة من الجميع". ولفت الوزير لحود إلى أن خادم الحرمين أكد حرصه الشديد على تشجيع الحوار والتفاهم بين اللبنانيين، وسيلعب دوراً مميزاً في تشجيع اللبنانيين على التلاقي وعلى الوحدة الوطنية. وأكد أن دعم السعودية للبنان لم يتوقف منذ عشرات السنين وهو لا يرتبط بأي زيارة، والمملكة كانت إلى جانب لبنان في كل المحن وكانت السباقة الى إعادة إعمار لبنان بعد الاعتداءات الإسرائيلية والدعم المستمر للوضع الاقتصادي.