سجل التاريخ مواقف مشرفة للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين تجاه الأشقاء في لبنان خلال السنوات الماضية، ومازالت مواقف المملكة تجاه الشقيقة لبنان تنطلق من مبادئ الأخوة. وفي يونيو/ تموز 2006 أدانت المملكة الحرب التي شنّتها إسرائيل على لبنان وشعبه واقتصاده ومكونات حياته، وعدّتها «انتهاكاً لا يَعرفُ حداً لحقوق الإنسان واستهدافاً مقصوداً للمدنيين والأبرياء، وتنكيلاً بهم دونما أي اعتبار للعهود والمواثيق الدولية والاعتبارات الإنسانية». كما انتقدت المملكة ردود الفعل الدولية على الحرب ووصفتها بأنها «تبيِّن مدى تراخي المجتمع الدولي، وأن التأييد المطلق لبعض الدول للسياسات الإسرائيلية أدى إلى إعاقة مجلس الأمن عن اتخاذ قرار بهذا الشأن». حينها وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتنظيم حملة شعبية لإغاثة وعون الشعب اللبناني والوقوف معه «جراء ما يتعرض له من اعتداءات إسرائيلية غاشمة سببت خسائر بشرية ومادية فادحة وألحقت ضرراً كبيراً بالمنشآت المدنية من طرق وجسور وشبكات مياه وكهرباء»، جاءت توجيهات خادم الحرمين الشريفين امتداداً لما تقدمه المملكة من دعم متواصل للبنان الشقيق. ووجَّه خادم الحرمين بتخصيص منحة بقيمة 500 مليون دولار للشعب اللبناني لتكون نواة صندوق عربي دولي لإعمار لبنان، كما وجَّه بإيداع وديعة بمليار دولار في المصرف اللبناني المركزي دعماً للاقتصاد اللبناني. ودعا خادم الحرمين إلى دعم لبنان حتى يخرج من محنته، قائلاً «إن دعم لبنان واجب علينا جميعاً، ومن يقصر في دعم لبنان فهو مقصر في حق نفسه وعروبته وإنسانيته». وفي أكتوبر 2008، دعا خادم الحرمين إلى «رفع اليد عن لبنان»، مشدداً على أن المملكة «مع الحق» وهي «إلى جانب الجميع في لبنان، وعلى مسافة محبة من الجميع من دون تمييز بين فريق وآخر». وقال الملك عبدالله خلال استقباله الرئيس اللبناني ميشال سليمان، في إطار محادثات رسمية تناولت الوضعين اللبناني والإقليمي حينها، «أسمع أننا مع ناس وضد ناس، نحن مع الحق، وإن شاء الله يأتي يوم يرجع الجميع إلى أصلهم»، مشدداً على أن «أكبر عيب على الإنسان أن يتعاطى مع أخيه بالسلاح»، كما تمنى الملك عبدالله أن «يحب اللبنانيون وطنهم ويعودوا إلى ضميرهم لأن لبنان متنفس للعالم العربي»، لافتاً إلى أن «المملكة استقبلت اللبنانيين من دون أي تمييز أو تفرقة»، موضحاً أن «المطلوب احترام لبنان، وعلى الدول كذلك أن تحترم هذا البلد»، مشدداً على «استعداد المملكة لمساعدة لبنان في كل ما يطلبه».