علمت "الحياة" ان القوات الأميركية ترفض تسليم قوات الأمن العراقية مسؤولية الملفات الأمنية في محافظتي كركوك وصلاح الدين على رغم الاستقرار الأمني في المحافظتين، فيما صرح محافظ الموصل دريد كشمولة بأن"عدم تحقيق نصر حاسم في مدينته على تنظيم"القاعدة"سببه عدم تكامل تنفيذ الخطط العسكرية في المدينة". وقال كشمولة في حديث الى"الحياة"انه"على رغم ان العملية العسكرية التي تجري في الموصل حققت نتائج طيبة في بدايتها الا انها تراجعت بسبب عدم استمرار بقاء القوات العراقية في الاماكن التي يتم تطهيرها من المسلحين". وكان قائد القوات الأميركية في شمال العراق الجنرال مارك هرتلينج صرح أول من أمس بأن"القاعدة"جعلت من مدينة الموصل مسرحاً لمواجهتها الاخيرة بعد تراجع العنف في انحاء اخرى من العراق، لافتاً الى ان الوضع الاستراتيجي للمدينة، قرب سورية وجبال نائية وتضاريس صحراوية، يجعل تأمينها صعباً. من جهة أخرى، قال محافظ ديالى رعد جواد الملا الى ان"مشكلتين تقفان في طريق العمليات العسكرية: الاولى جغرافية تتمثل في طبيعة المزارع والبساتين الواسعة التي يتعذر على القوات العسكرية الدخول اليها. والثانية معنوية تخص اهتزاز ثقة المواطن في ديالى بالاجهزة الامنية التي تنفذ مهمة حفظ الامن". واضاف في حديث الى"الحياة"ان"تطويع اهالي المحافظة ضمن صفوف الاجهزة الامنية من شأنه اعادة الامن الى المحافظة بشكل كامل وهو ما بدأت الحكومة بتنفيذه". وعلى رغم ان محافظتي صلاح الدين وكركوك تتمتعان باستقرار امني جيد الا ان مجاورتهما لمحافظتي الموصل وديالى تجعلهما في دائرة الخطر. ويشير هرتلينج الى ان"تنظيم القاعدة يتنقل بين المحافظات الاربع. وعلى رغم ان بعض هذه المحافظات مؤهل تقريبا لتسلم ملفاته الامنية الا ان لدينا مخاوف من نتائج هذه العملية"مشيرا الى ان"تسليم الملفات الامنية في هذه المحافظات سيبدأ مطلع السنة المقبلة". وبحسب المعلومات التي حصلت عليها"الحياة"من مصادر مطلعة ما زالت القوات الأميركية ترفض تسليم القوات العراقية مسؤولية الملف الأمني في محافظتي كركوك وصلاح الدين على رغم الاستقرار الأمني الجيد في المحافظتين. ويقول محافظ كركوك، المتنازع عليها بين العرب والاكراد والتركمان، عبدالرحمن محمد مصطفى ل"الحياة"ان"المدينة مستقرة امنيا ولا تحتاج الى اي عملية عسكرية"مؤكداً ان"المدينة مؤهلة لتسلم ملفها الامني". يذكر ان محافظي الموصل وديالى وصلاح الدين وكركوك شمال بغداد ذات الغالبية السنية اجتمعوا في تكريت أول من أمس مع قيادة القوات الاميركية في شمال العراق للبحث في تطورات الأوضاع في هذه المحافظات على الصعد الاقتصادية والأمنية. وخلص الاجتماع الى ان التحسن الأمني الذي شهدته معظم المناطق العراقية لم يحدث بشكل ملموس في المحافظات الشمالية. وعزا قائد القوات الاميركية في شمال العراق هذا الأمر الى ان"سيطرة خلايا تنظيم القاعدة على اجزاء كبيرة من المناطق والاحياء في محافظات ديالى والموصل وصلاح الدين ساهمت في تغلغل عناصر هذا التنظيم بشكل كبير بين الاهالي واستطاعوا التأثير حتى في عقولهم وافكارهم قبل ان يتبين للجميع اخطاء هذه الافكار". وكان تنظيم"القاعدة"اتخذ من هذه المحافظات بالاضافة الى محافظة الانبار غرب بغداد ملاذا له ومنطلقا لتنفيذ نشاطاته تزامناً مع الفوضى التي عمت البلاد بعد سقوط النظام السابق في 2003. ولفت هرتلينج الى ان"استمرار تنظيم القاعدة بهذه الاعمال يحول دون تسلم محافظات الموصل وديالى وصلاح الدين وكركوك ملفاتها الامنية على رغم ان بعضها مؤهل لذلك"، مشددا على ان"المعركة الاخيرة ضد الارهاب في العراق ستكون في هذه المحافظات".