بعد أسبوع على بدء "عملية السهم الحارق" في محافظة ديالى، شكك القادة العسكريون الأميركيون في "قدرة القوات العراقية على حفظ الأمن في المحافظة التي تضم خليطاً من السنّة والشيعة"، مشددين على ضرورة التأكد من امكانات هذه القوات قبل تسليمها المسؤولية الأمنية. في هذه الاثناء حذر قادة أمنيون وزعماء عشائر من لجوء تنظيم"القاعدة"إلى استهداف البنى التحتية في المحافظات الشمالية بعد اخراجه من بعقوبة". وقال الجنرال دانا بيتارد، رئيس الوحدة الاميركية المكلفة دعم القوات العراقية ان قواته"أسرعت في السابق بالانسحاب من ديالى، فاندفع العنف مجدداً، لذا على القادة العسكريين ان يتأكدوا من ان القوات العراقية قادرة على حفظ الأمن في هذه المحافظة"، وحذر من الاستعجال في خفض القوات، وقال ان"القوات العراقية تحتاج الى عامين قبل ان تكون قادرة على تولي السيطرة الكاملة على كل العمليات العسكرية في العراق". من جانبه، أكد مدير مركز القيادة الوطني عبدالكريم خلف ل"الحياة"ان"قيادة العمليات في محافظة ديالى عراقية وان قوات وزارتي الدفاع والداخلية التي يقودها اللواء علي غيدان تحقق نجاحات باهرة في بعقوبة"، واضاف:"ان القوات العراقية هي التي ستمسك الأرض في المحافظة، والهدف الأساسي في هذه المرحلة هو تحرير مدينة بعقوبة". وقال:"بعد ان تمت السيطرة على المناطق الغربية من بعقوبة بدأنا نتجه نحو المناطق الجنوبية". وعزا خلف بطء سير العمليات الى"حجم المقاومة التي نواجهها وصعوبة الانتشار في مناطق المحافظة الوعرة، مع ذلك فإن العملية لن تتوقف إلا بعد تحرير ديالى"، وزاد:"ان القوات العراقية والاميركية اتخذت التدابير اللازمة ووضعت عدداً من الخطط لمنع هروب الجماعات المسلحة الى المناطق المجاورة". الى ذلك، قال اللواء مهدي صبيح، قائد قوات حفظ النظام ل"الحياة"إن"المعلومات الاستخبارية تشير الى ان تنظيم"القاعدة"يسعى الى ضرب البنى التحتية كالسدود والجسور ومحطات توليد الطاقة للتغطية على الخسائر التي يتعرض لها في ديالى"، وأشار الى ان الحكومة وضعت"خططاً لحماية هذه المواقع، كما وضعت خطة خاصة لحماية سد الموصل والبنى التحتية الاخرى في صلاح الدين وبغداد". وتابع:"نسعى الى حصر الجماعات المسلحة في المناطق الصحراوية والجبلية وإبعادهم عن التجمعات السكانية والمناطق الحيوية التي يسعون الى استهدافها". من جهته، حذر الشيخ علي البرهان، عضو مجلس"انقاذ ديالى"من"لجوء الجماعات المسلحة الى محافظات صلاح الدين والموصل وكركوك او الى شمال بغداد بعد اخراجها من ديالى"وقال ل"الحياة"إن"الجماعات المسلحة متغلغلة في محافظة ديالى ولديها جذور وامتدادات في الكثير من المناطق المجاورة لذا فإن السيطرة عليها صعبة جداً". ودعا الى"حماية البنى التحتية في ديالى والمحافظات الاخرى التي تعتبر اهدافاً سهلة للمتمردين"، وقال"على رغم العملية العسكرية الجارية في بعقوبة، فإن المسلحين استهدفوا في الأيام الماضية محطة توليد الطاقة في المدينة وخطوط النقل وهاجموا عدداً من المنازل". في هذه الاثناء دانت"هيئة علماء المسلمين"في العراق"عملية السهم الحارق"، وقالت في بيان ان"مدن العراق لا تزال تنحر الواحدة تلو الاخرى وتدك بالآلة العسكرية الاميركية على مرأى ومسمع من العالم أجمع وفي ظل صمت مطبق، على المستويين العربي والاسلامي، ولا تزال مشاهد الدم والخراب التي تغطي ديالى وسائر مدن العراق شاهداً على ان سياسة الاحتلال تهدف الى تحويل العراق الى بلد منهك فقير بعد سرقة ثرواته وتدمير بناه التحتية".