انشغلت الأوساط السياسية في لبنان أمس، بتداعيات جريمة اغتيال عضو "اللقاء النيابي الديموقراطي" وحزب "الكتائب اللبنانية" انطوان غانم. وأمت شخصيات سياسية وديبلوماسية ونقابية كنيسة القلب الأقدس في بدارو حيث تقبل أهل الشهداء غانم ومرافقيه طوني ضو ونهاد غريب التعازي. كما تلقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الموجود في الولاياتالمتحدة، قدم فيه التعازي باستشهاد غانم. وحث كوشنير بري خلال الاتصال على"الاستمرار في مبادرته لايجاد تسوية للأزمة". وتلقى بري برقيتي تعزية من رئيس الحكومة العراقية السابق اياد علاوي، ومن منسقة نشاطات الأممالمتحدة في لبنان منى همام. وتلقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالات تعزية من مفوض الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وكوشنير والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ورئيسة الاتحاد السويسري ميشلين كالميري. ووصف الجميل في حديث الى محطة"TV 5"الفرنسية أمس، جريمة اغتيال غانم بالنكراء، لافتاً الى ان"المستفيد منها هو سورية وحلفاؤها لزعزعة الاستقرار في لبنان والقضاء على ثورة الارز، وتالياً الاتيان برئيس يعود بالتبعية إليهم". وكان الجميل التقى في منزله في بكفيا السفير الاميركي جيفري فيلتمان الذي قدم له التعازي، واستقبل كذلك السفير المصري احمد البديوي الذي نقل إليه تعازي بلاده. كما تلقى الجميل سلسلة اتصالات للتعزية أبرزها من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي تخطى الكلام بينها وبين الرئيس الجميل المجاملات، وأظهر تصميم الولاياتالمتحدة الأميركية على الوقوف الى جانب السلطات اللبنانية وضرورة ان تأخذ الديموقراطية مداها وان تحصل الانتخابات الرئاسية في موعدها. وأكدت رايس للرئيس الجميل ان الاغتيال غير مقبول كوسيلة للوصول الى هدف سياسي. وتلقى الجميل اتصالاً من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للتعزية، وكذلك من الموفد الفرنسي جان كلود كوسران الذي أبلغه تعازي وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير. وتلقى الجميل كذلك اتصالاً من النائب حسن فضل الله باسم الامين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصر الله. إدانة وأجمعت ردود فعل السياسيين والديبلوماسيين ورؤساء الأحزاب والشخصيات اللبنانيين أمس، على استنكار اغتيال النائب غانم. ودان البطريرك الماروني نصر الله صفير أمس،"الجريمة النكراء التي جاءت بعد جرائم عدة تعتدي على أمن البلد وأبنائه". وقال:"رحم الله المحامي انطوان غانم ورفاقه وجنب لبنان المزيد من الاغتيالات وأعمال العنف". كما دان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، اغتيال غانم، ووصفه بأنه"عمل إجرامي لنشر الرعب والفوضى في لبنان، ولإرباك الحكومة التي تعمل جاهدة على استقرار لبنان وسلامة أبنائه". وأكد قباني"أن اليد المجرمة الآثمة التي اغتالت غانم هي نفسها التي اغتالت من قبل الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنواب والشخصيات اللبنانية الذين ناضلوا من أجل حرية لبنان وسيادته واستقلاله"، معتبراً أنها"باتت معروفة الأهداف، لأن هذه الاغتيالات تستهدف عرقلة عمل المحكمة الدولية وزعزعة استقرار لبنان ودفعه نحو الفوضى العامة، وتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية". واستنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، بشدة اغتيال غانم، معتبرا"أن هذه الجريمة تستهدف مسيرة الوفاق التي يقودها الرئيس بري". واعتبر رئيس المجلس النيابي السابق حسين الحسيني أن"الادانة والاستنكار لا يكفيان تجاه هذه الجريمة الا اذا تكونت الارادة الوطنية الجامعة للخروج مما يعانيه الوطن والمواطنين". ورأى رئيس الحكومة السابق سليم الحص في تصريح باسم"منبر الوحدة الوطنية- القوة الثالثة"أن"روح الإجرام لا تزال تتحكم بحياة الناس من دون وازع أو رادع"، معتبراً ان"الدولة تفقد صفتها اذا ما عجزت عن ضبط الأمن ولو في حدوده الدنيا. والأمن في لبنان أضحى مفتقدا على وجه فاضح وغير مسبوق". وأشار وزير الاتصالات مروان حمادة في حديث إلى إذاعة"صوت لبنان"إلى أن"التفجير استهدف مبادرة الرئيس نبيه بري وبيان المطارنة الموارنة واجتماع المجلس النيابي الثلثاء المقبل والمحكمة الدولية"، مؤكدا أن"الجواب الأنجع على هذه الجريمة هو في إجراء الاستحقاق الرئاسي والبقاء على المبادرات سواء مبادرة الرئيس بري أم قوى 14 آذار كي لا نقع في الفخ الذي نصبه النظام السوري للرئيس بري بمقدار ما نصبه للنائب الشهيد واللقاء الديموقراطي وحزب الكتائب"، ومتمنياً على بري وعلى قادة الكتل"ملاقاة الأكثرية إلى المجلس لفتح الحوار ولتأمين النصاب الذي يتيح انتخاب الرئيس منذ الدورة الأولى". ووجه الوزير أحمد فتفت اصابع الاتهام الى سورية، مشدداً على ان"قوى 14 آذار لن تتنازل عن حرية بلدها واستقلاله". وقال للپ"ال بي سي"أمس، إن"الرئيس السوري بشار الأسد قال ان لبنان لن يهدأ وجاء الانفجار". وأعرب رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"النيابية محمد رعد باسمه واسم الكتلة عن"الأسى والسخط والإدانة لجريمة اغتيال الزميل والصديق النائب غانم"، متوجهاً إلى"عائلته وأهله المفجوعين وإلى محبيه وذوي الضحايا البريئة، وإلى"حزب الكتائب"ورئيسه الأعلى وإلى الزملاء النواب وكل اللبنانيين، بأحر التعازي والمواساة"، ومؤكداً أن"استهدافه إنما هو استهداف للتوافق الذي نصبو إليه والذي يدعونا اليوم بإلحاح إلى مواصلة المساعي والجهود لانجاح المبادرات الإنقاذية للبلاد لا سيما مبادرة الرئيس نبيه بري والتي نأمل الإصرار على متابعتها وندعمها وصولاً إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي في شكل دستوري". ورأى الأمين العام لپ"كتلة التحرير والتنمية"النيابية أنور الخليل، أن الاغتيال"محاولة مفضوحة لإجهاض المبادرة الوفاقية التي أطلقها الرئيس بري والتي كانت في طريقها إلى جمع شمل اللبنانيين"، مؤكداً أن"الرد هو بإنجاز الاستحقاق الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة المقبلة في 25 أيلول سبتمبر فيأتي هذا الانتخاب بإجماع النواب". وأكد المرشح لرئاسة الجمهورية النائب بطرس حرب بعد زيارته بري"وجوب استمراره في مساعيه ومبادرته وان لا تكون المبادرة إحدى ضحايا هذه الجريمة". وأبدى النائب سمير فرنجية تخوفه من"تزايد وتيرة الاغتيالات حتى تاريخ 14 تشرين الثاني نوفمبر المقبل"، مشيراً إلى أن"النظام السوري اخذ في اليومين السابقين قرارين الأول هو مطالبة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الأحزاب اللبنانية المرتبطة بسورية لتصعيد الاعتصام في الوسط التجاري. اما الثاني فهو تصفية نواب الأكثرية، منعاً لأي محاولة لانتخاب الرئيس بالنصف زائداً واحداً". وأكد عضو كتلة"القوات اللبنانية"النيابية انطوان زهرا في حديث تلفزيوني أمس، أنه"عندما يكون هناك مناخ إقليمي ودولي متساهل إلى حد ما مع سورية، يحصل تفجير في لبنان"، لافتاً إلى أن"نواب بعبدا- عاليه مستهدفون أكثر من غيرهم نظراً الى الوضع الانتخابي المفترض في تلك المنطقة، وذلك بهدف تغيير الغالبية النيابية". واعتبر المرشح لرئاسة الجمهورية النائب السابق نسيب لحود أن"غانم سقط شهيد الجريمة السياسية المتمادية، لا لسبب إلا لأنه أراد أن يمارس واجب كل نائب في انتخاب رئيس للجمهورية"، مشيراَ إلى أن"يد الجريمة أرادت وتريد دفع لبنان إلى الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية". وأكد التكتل الطرابلسي في بيان أمس، أن جريمة اغتيال غانم"تهدف إلى تعطيل الانتخاب الرئاسي". ودان الجريمة السفراء الأميركي جيفري فيلتمان والكويتي عبد العال القناعي والسعودي عبد العزيز خوجة الذي اكد أن"الرد على الجريمة لا يكون إلا بزيادة قوة الإرادة الجامعة عند اللبنانيين بتحقيق الوفاق وانتخاب رئيس جديد للجمهورية". واتصل خوجة معزياً بكل من الجميل وبري والسنيورة ورئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط ورئيس كتلة"المستقبل"سعد الحريري.