تواصلت المعارك أمس، على مختلف محاور المواجهات بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم "فتح الإسلام" داخل المخيم القديم في نهر البارد شمال لبنان وتفاوتت حدة العمليات العسكرية بين العنيفة والمتقطعة. واذ نعت قيادة الجيش شهيداً جديداً سقط أمس في الاشتباكات وشيعت شهيدين آخرين، تحدثت المعلومات عن أسر جرحى لپ"فتح الإسلام"وقتل مسلحين وتفجير أبنية ملغمة داخل المخيم. ودارت صباحاً اشتباكات متقطعة في المخيم استعملت فيها مختلف أنواع الأسلحة. وقامت مدفعية الميدان بين الحين والآخر بدك المربع الأمني، في وقت واصل الجيش تقدمه على مختلف محاور هذا المربع من الجهات الأربع وسيطر على ثلاثة مبانٍ جديدة من الناحية الجنوبية وخمسة مبانٍ من الناحية الشمالية ومبنيين من الناحية الغربية وحي صفير من الناحية الشرقية. ونفذ سلاح الهندسة عملية تطهير وتنظيف من المتفجرات والألغام. وبدا المربع الأمني كثكنة عسكرية صغيرة وهو مؤلف من أبنية عدة ملتصقة ببعضها البعض وفي داخلها أنفاق ودهاليز. وأفيد عن اكتشاف أحد الأنفاق المهمة التي توصل الى هذا المربع ودارت مواجهات عند مدخله، وتمكنت وحدات من مغاوير البحر من الدخول اليه، وقتل عدد من المسلحين. وركز الجيش قصفه على ملاجئ المسلحين في المخيم وعلم انه استخدم قذائف جديدة لخرق التحصينات حيث دارت اشتباكات عنيفة على كل المحاور ترافقت مع قصف على وسط المخيم بالتحديد على ملجأي الحاووز وپ"ملجأ أبو عمار"المؤلف من 4 طبقات تحت الأرض والموصول بشبكة واسعة من السراديب المؤدية الى ملاجئ أخرى. وعمل الجيش على الوصول الى بناية أبو حاتم خلف هذا الملجأ لإسقاطها او تفجيرها ومن ثم الإمساك بباب الملجأ الرئيسي للوصول الى المجموعات الموجودة فيه والتي تتحرك في مناورات كبيرة تحت الأرض. ودارت أيضاً اشتباكات عنيفة على طرف حي المهجرين وبجوار مكتب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وترددت معلومات لم تتأكد عن وجود جثة يعتقد انها تعود للمسؤول العسكري للتنظيم شاهين شاهين. في المقابل تمكن عناصر"فتح الإسلام"من إطلاق صاروخ كاتيوشا في اتجاه منطقة دير عمار ادى الى إصابة المواطنة زهية عيد بجروح طفيفة ونقلت الى أحد مستشفيات طرابلس. ونقلت وكالة"الأنباء المركزية"عن مصادر عسكرية لبنانية"ان نهاية العملية العسكرية هي باستسلام المسلحين أو بالقضاء عليهم". واذ أشارت الى بقاء عائلات المسلحين معهم، أكدت"ان الجيش يحرص على سلامة المدنيين داخل المخيم وخارجه". ولفتت الى"دقة المنطقة التي تجري فيها المعارك وهي الأكثر تحصيناً وتلغيماً، وان الجيش تعاطى مع هذه الأمور بكثير من الدقة وتوخي الحذر". وأشارت المصادر الى ان"مع الاقتراب اكثر فأكثر من المربع الأخير، كثرت الالغام والاشراك، وان المعارك الدائرة انما تدور بين مبنى وآخر وملجأ وآخر"، وأكدت جازمة"ان لا توقيت زمنياً لانتهاء المعارك خلافاً لما يروّج". شهداء الجيش ونعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، الرقيب الشهيد جورج بطرس تنوري مواليد 1971 قاع الريم - زحلة، مشيرة الى انه استشهد بتاريخ 3/8/2007 وكانت قيادة الجيش شيعت كلا من الرقيب الشهيد بيار أمين بو ضلع من كفرحبو - الضنية، والعريف الشهيد راجح جميل وردة من الدورة - عكار، والقى ممثل العماد قائد الجيش كلمة نوه فيها بمناقبية وشجاعة الشهيدين، وتفانيهما في أداء الواجب. وفي مخيم البداوي، حيث يقيم اللاجئون النازحون من مخيم نهر البارد أعلنت"حركة"فتح"أنها تسلمت ألف حصة تموينية غذائية مقدمة من"تيار المستقبل"، في إطار حملة الإغاثة التي يقوم بها"التيار"لمساعدة النازحين من مخيم نهر البارد، وانه تم"استلام 3850 حصة حتى الآن، من أصل عشرة آلاف حصة وعد التيار بتقديمها للنازحين، الذين بلغ عددهم حسب الإحصاء الأخير لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان"الأونروا"5125 عائلة مقيمة في مخيم البداوي". وأوضحت أنه تم"تدعيم القوة الأمنية المشتركة في مخيم البداوي، من أجل مواجهة المشاكل التي بدأت بالظهور والتكاثر، نتيجة الاكتظاظ الكبير الذي يشهده المخيم، بعد نزوح أهالي مخيم نهر البارد إليه".