احكم الجيش اللبناني في اليوم الثالث والثلاثين على اشتباكاته مع مسلحي تنظيم "فتح الاسلام"، سيطرته على مجمل مخيم نهر البارد الجديد بعد تدمير مبنى التعاونية ومجمع ناجي العلي الطبي، واقتحامهما. وتراوحت قوة النيران المستخدمة، تارة لملاحقة فلول المسلحين وتارة لدك معاقل جديدة تحصن هؤلاء المسلحون فيها، بين المناوشات الخفيفة والاشتباكات العنيفة وتدخل المروحيات في احيان لقصف اهداف محددة. وتركزت الاشتباكات على محوري الشمال والشمال الغربي متجهة وسط المخيم. ومشطت وحدات الجيش بعض الجيوب في عدد من الابنية المحيطة بالموقعين المذكورين. وسبق ذلك قصف عنيف لمواقع "فتح الاسلام" واشتباكات سجلت صباحاً، في حين تابعت وحدات الهندسة تفكيك الألغام والمتفجرات التي زرعها مسلحو التنظيم. ولم يعرف بعد مصير قيادة"فتح الاسلام". وكان الجيش وضع يده على مجمع مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا وعزز وحداته داخله ورفع العلم اللبناني عليه. واعتباراً من الحادية عشرة قبل الظهر، شن الجيش هجوماً بالمدفعية على الحي الجنوبي للمخيم بعدما لجأ اليه مسلحو"فتح الاسلام"الذين تراجعوا بعد هزيمتهم الى وسط المخيم. كما قصفت مدفعية الجيش منطقة"مسجد الحاووز"حيث يتجمع المسلحون الذين استخدموا قذائف الهاون في قصفهم لمواقع الجيش من مواقعهم في المخيم القديم، ورد الجيش على هذه الاعتداءات بالأسلحة المناسبة. ودارت معارك على تخوم المخيم القديم لناحية الجنوب والغرب حيث السيطرة هناك لحركة"فتح". وأفيد ان مطلوبين للدولة فروا الى المخيم قبل نشوب المعارك يشاركون في القتال الى جانب مسلحي"فتح الاسلام". ونقلت وكالة"فرانس برس"عن ضابط في الجيش طلب عدم ذكر اسمه ان"كل مواقع فتح الاسلام في المخيم الجديد سقطت ويمكن ان نقول ان المعارك انتهت في تلك المواقع". وأضاف الضابط:"نتقدم متراً بمتر ونؤمن المخيم الجديد حياً بحي خوفاً من الالغام". ونقلت"وكالة الانباء الالمانية"عن مصدر عسكري رفيع المستوى إن جميع المباني المرتفعة التي كان يتحصن داخلها عناصر جماعة"فتح الاسلام"هي الآن في ايدي قوات الجيش اللبناني. وأوضح أنه يجرى التحرك الآن في المنطقة بحذر بسبب الالغام وپ"لكن معظم المواقع التي كانت تحت قبضة المتشددين تم تدميرها وتوجد الآن في ايدي القوات المسلحة اللبنانية والاعلام اللبنانية مرفوعة عليها". ونعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه الرقيب الشهيد أسامة منير السيوفي مواليد 1980 - طرابلس الذي استشهد أثناء قيامه بواجبه العسكري في منطقة الشمال. الوساطة وتابع أمس وفد وسطاء من"رابطة علماء فلسطين"برئاسة الشيخ داود مصطفى تحركه بين قياديي"فتح الاسلام"وقيادة الجيش اللبناني، والتقى مدير المخابرات في الجيش العميد الركن جورج خوري، ووضعه في"الآلية المتكاملة والافكار للخروج من هذه الازمة". وقال الشيخ داود بعد الاجتماع:"قيادة الجيش ستدرس هذه الآلية ثم ترد عليها"، رافضاً"الخوض في جوهرها حرصاً على أهميتها"، نافياً ما تردد في وسائل الاعلام عن فحواها، ومعرباً عن تفاؤله ب"الوصول الى حلول تنهي هذه الازمة". واكتفى الشيخ محمد الحاج بالقول في تصريحات:"الوفد سيستكمل اتصالاته من اجل التوصل الى نتائج ايجابية". ونقلت"وكالة الانباء الالمانية"عنه قوله:"ان الاجتماعات مع زعماء"فتح الاسلام"داخل المخيم كانت إيجابية للغاية". وأضاف"أن قوة مسلحة مشكلة من الفصائل الفلسطينية سيتم نشرها في ضواحي المخيم لضمان سلامة نحو ألفي فلسطيني ما زالوا داخل المخيم وأنه يجري مناقشة تفاصيل هذه المسألة مع قائد الجيش اللبناني". وعلمت"الحياة"من مصادر رسمية لبنانية ان الوفد عرض بقاء من تبقى من المسلحين المنتمين الى"فتح الاسلام"في المخيم على ان يعلنوا فك ارتباطهم بالتنظيم وحلّه، ويجري تسليم المخيم الى القوة الامنية المشتركة الموجودة أصلاً. الا ان الرد اللبناني على هذه الاقتراحات كان الرفض. وكانت طرحت أيضاً فكرة ان يتم دمج بعض عناصر"فتح الإسلام"في بعض التنظيمات المندرجة في تحالف القوى الفلسطينية الحليفة لدمشق لضبطهم واستيعابهم. وهو ما رفض بحزم أيضاً. وتطالب الحكومة اللبنانية باستسلام مسلحي"فتح الاسلام". ويصر الجيش اللبناني على ان لا بديل من إنهاء التنظيم. اغاثة النازحين في هذه الاثناء، أنهت الهيئة العليا للاغاثة تجهيز مركزين جديدين من اصل أربعة، لاستقبال النازحين في مدارس البداوي الرسمية لتخفيف الضغط عن مخيم البداوي. وهما: مدرسة الفجر الرسمية التي وصلت اليها 35 عائلة نازحة الى البداوي حيث بدأت الهيئة العليا تقديم المستلزمات الضرورية لها من فرش ومواد غذائية، على ان يقدم تيار"المستقبل"وجبات الطعام الساخنة لهم يومياً، ومدرسة روضة البداوي الرسمية التي وصل اليها 180 نازحاً قدمت إليهم كل الاحتياجات. وأعلنت ممثلة الهيئة في لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني جوانا نصار"ان الهيئة تجهز مدرسة البداوي الرسمية للبنين بالبنى التحتية من ادوات صحية ومياه، اضافة الى الفرش والبطانيات ومستلزمات السكن لاستقبال المزيد من النازحين". وأشارت الى"ان الهيئة افتتحت مدرسة السقي للبنات وبدأت تجهيزها لاستقبال النساء الحوامل اللواتي يحتجن الى العناية الخاصة". ووصلت الى مطار رفيق الحريري الدولي بعد ظهر أمس، طائرة عسكرية كويتية، هي الثانية خلال اليومين الماضيين، حاملة عشرة اطنان من المواد الطبية والاغاثية والانسانية قدمتها الحكومة الكويتية الى الحكومة اللبنانية لتوزيعها على النازحين والمنكوبين في شمال لبنان. وأعلن القائم بالاعمال الكويتي في لبنان طارق الحمد، عن 16 شاحنة ستصل الى لبنان من طريق البر محملة 230 طناً من المواد الانسانية والغذائية لتوزيعها ايضاً على النازحين. وأطلقت"مؤسسة رينه معوض"برنامجها المشترك للنازحين الفلسطينيين"برنامج الطوارئ - روس"بالتعاون مع منظمة"آرشي"الايطالية وبتمويل من مركز التعاون الايطالي. وشملت جولة القيمين على البرنامج مدرسة البداوي الرسمية للبنات، ثم مدرسة اللقمان - طرابلس. وتبلغ موازنة البرنامج نحو 160 الف يورو، ويشمل توزيع وجبات غذائية يومية للنازحين اضافة الى توزيع ثياب للرجال والنساء والأولاد، وأكياس تتضمن مستحضرات للنظافة، وتنظيم برامج تثقيفية وترفيهية وتوزيع العاب على الأولاد، وتأمين الدعم النفسي من قبل اختصاصيين لمن يحتاج.