ذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية امس، ان برلين تبذل جهوداً مكثفة بمساعدة النمسا للعثور على الطبيب النمسوي النازي اريبرت هايم، احد آخر مجرمي الحرب النازيين الذين يجري البحث عنهم حتى الآن. وقالت المجلة ان السلطات الألمانية تبحث في النمسا واسبانيا عن اقرباء واصدقاء لهايم الذي يبلغ من العمر 93 سنة والمطارد منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وتابعت ان الحكومة النمسوية تساند الجهود الجارية للعثور على اشخاص كانوا على اتصال بهايم في السنوات الاخيرة ويمكن ان يكونوا على علم بمكان وجوده. وعرضت المانيا 130 الف يورو لمن يقدم معلومات تسمح باعتقاله. وقالت المجلة ان رجل اعمال اميركياً وعد بتقديم المبلغ ذاته للعثور على الطبيب الذي يشتبه بان قتل وعذب اكثر من 300 معتقل في معسكر ماوتهاوزن شمال النمسا. كما عرضت النمسا منتصف تموز يوليو الماضي، خمسين الف يورو اضافية لمن يقدم معلومات تسمح بالعثور على هايم. وقالت السلطات الالمانية ومركز سيمون فيزنتال في القدس ان هايم الذي فقد اثره في 1962، يختبئ في اوروبا او اميركا اللاتينية. وكان الأميركيون اوقفوه في 15 آذار مارس 1945 وسجنوه في معسكر الأسرى في لودفيغسبورغ جنوب غربي المانيا. وأجبر على العمل في استخراج الملح بين 1947 و1949، قبل ان يتم الإفراج عنه نظراً الى تعاونه مع الحلفاء على الارجح. وفي 1979 اصدرت محكمة بادن بادن مذكرة توقيف دولية ضده. في الوقت ذاته، ذكرت المجلة ان آخر شاهد على قيد الحياة من معاوني ادولف هتلر، وهو حارسه الشخصي والمسؤول عن الرد على الاتصالات الهاتفية روشيس ميش، احتفل الأحد بعيد ميلاده التسعين وينوي ان يحتفظ لنفسه ب"آخر اسراره". يذكر ان روشيس ميش الذي كان في السابعة والعشرين من عمره، كان آخر شخص يغادر في الثاني من ايار مايو 1945 ملجأ هتلر المحصن تحت الارض في وسط برلين المدمرة عندما أنهى الجيش الأحمر احتلالها. وما زال يرفض الكلام عمن قتل هرمان فيغيلين، زوج شقيقة ايفا براون، اي عديل هتلر. وقال ميش للمجلة ان"هوغل، مساعد يوهان راتنهوبر، قائد الحرس الشخصي لهتلر، اصدر الأمر بإطلاق النار على فيغيلين. وعرفت ذلك من ضابط في جهاز امن الرايخ الذي اطلق زميله النار على فيغيلين. اعرف اسمه لكني احتفظ به لنفسي". وأضاف ان هتلر لم يصدر الأمر بإطلاق النار على فيغيلين، خلافاً لما يؤكده المؤرخ الألماني يواكيم فيست كاتب سيرة هتلر. وكان فيغيلين ضابط الاتصال بين هتلر وهاينريش هيملر، قائد القوات الخاصة الذي غادر الملجأ المحصن من دون إذن في 27 نيسان ابريل وقتل في 29 منه، في منزله ببرلين. وبعد اكثر من 60 سنة على الحرب العالمية الثانية، ألف ميش الذي يعيش في برلين كتاباً بعنوان:"كنت الحارس الشخصي لهتلر"سيصدر هذا الخريف في المانيا. وصدر هذا الكتاب حتى الآن في اميركا الجنوبية واليابان واسبانيا وبولندا وتركيا. وقد أمضى ميش الذي أسره الروس ثماني سنين في احد المعسكرات في كازاخستان وفي سيبيريا، ثم عاد الى برلين في 1953.