تُختتم مساء اليوم الجمعة في المسرح الإغريقي بمدينة تاورمينا الصقليّة، الدورة الثالثة والخمسون لمهرجان تاورمينا السينمائي الدولي الذي يُعد أعرق مهرجان سينمائي متوسطي بعد كان. لجنة التحكيم الدولية للأعمال القادمة من بلدان المتوسط حكّمت بين سبعة أعمال من بينها العمل الأخير للمخرج التونسي نوري بوزيد"آخر فيلم"و"آدم وإبليس"للمخرج التركي باريش بيرحسن و"13 متراً مربعاً"للمخرج الفرنسي الشاب بارثيليمي غروسمان و"فورت أباش"للمخرج الإسباني جامي ماتيو آدروفر و"والدي سيّدي"للمخرج الإسرائيلي ديفيد فولاخ و"الرجل الزجاجي"للمخرج الإيطالي ستيفانو إنتشيرتي و"نساء على الطريق"للمخرجة المغربية فريدة بورقيّة. وترأس اللجنة المخرج لويس بويترو وضمّت في صفوفها كلاً من المخرج اليوغسلافي غوران باسكالييفتش ومدير مهرجان تريبيكّا بيتير سكارليت والمخرج المصري الشاب مرواد حامد مخرج فيلم"عمارة يعقوبيان". مشاركة مروان حامد لم تقتصر على عضوية لجنة التحكيم الدولية بل أخرج أيضاً الأمسية الاحتفالية التي خصصت في المناسبة لمصر باعتبارها الدولة ضيفة الشرف في المهرجان. واحتفى المهرجان بالسينما المصرية من خلال عدد من الفعاليات ضمنها منح جائزة"نيلسن للحوار بين الثقافات"إلى وزير الثقافة المصري فاروق حسني و"جائزة تاورمينا للإبداع السينمائي"إلى النجمة يُسرا، إضافة إلى عرض سبعة من الأعمال الروائية التي اختارها الناقد المصري سمير فريد وهي:"الأبواب المغلقة"لعاطف حتاتة و"أحلى الأوقات"لهالة خليل و"بحب السيما"لأسامة فوزي و"مواطن ومخبر وحرامي"لداوود عبدالسيّد و"أولى ثانوي"لمحمد أبو سيف و"سهر الليالي"لهاني خليفة. وعرض المهرجان في ليلة الاحتفال بالسينما المصرية في المسرح الإغريقي شريط شريف بنداري القصير والجميل"صباح الفل"المقتبس من مسرحية للمخرج والكاتب الإيطالي الفائز بجائزة نوبل للآداب داريو فو، والذي أدت دور البطولة فيه بتميّز كبير النجمة الشابة هند صبري. منعطف جوهري بتخصيصه يوم العشرين من حزيران يونيو للسينما المصرية احتفى مهرجان تاورمينا السينمائي الدولي بالذكرى المئوية للسينما المصرية التي شهدت ميلادها الأول قبل مئة عام في مثل هذا اليوم. وبهذا الاحتفال بواحد من أعرق السينمات في العالم سجّل المهرجان، بدءاً من دورته الثالثة والخمسين الحالية، منعطفاً مهماً ستجد فيه السينما الشرق - أوسطية وسينمات العالم الثالث، مساحة مهمة وجوائز تُسهم في تطوير الإبداع في البلدان التي يعاني فيها مبدعو السينما من الكثير من العوائق والمصاعب الانتاجية والرقابية ومن الزحف الشامل لسينما هوليوود التي باتت تُهيمن على مساحة واسعة من قطاع العرض السينمائي ومن شاشات التلفزيون. المدير الفني للمهرجان، الناقدة الأميركية ديبورا يانغ اعتبرت أن"من الطبيعي لهذه الانعطافة أن تبدأ بتحية للسينما المصرية التي شكّلت منذ بدايتها واحدة من مفردات الوعي والتوحيد في العالم العربي وتمكّنت في الكثير من الأحايين، بالذات من خلال إبداعات كبار مبدعيها، منذ منتصف الخمسينات، أن تكون سفيراً للمتغيّرات القائمة في العالم العربي واستشرافاً لما ستؤول إليه الأوضاع في هذه البلدان". وتقول يانغ:"بعد أن تعرّف العالم على بوليوود وإنتاجها، آن الأوان أن تُفتح الأبواب لواحدة من السينمات التي شكّلت قناة مهمة من قنوات الوعي والمخيّلة العربية، أي السينما المصرية التي تمكّنت أن تمنحنا وجهات نظر ذات مغزى كبير عن ثقافة أقل تغريباً ممّا كان، ولا يزال، البعض يحاول ضخّها في أذهاننا". وتضيف:"إن تاريخ العشرين من حزيران سيوّفر للجمهور الصقلّي ولدارسي السينما فرصة كبيبرة للتعرّف على واقع السينما المصرية وواقع صناعة السينما في مصر من خلال العديد من الوجوه السينمائية الكبيرة التي يستضيفها المهرجان". جائزة الابداع ليسرا وبالفعل فقد حضر إلى تاورمينا في هذه الدورة وفد سينمائي مصري كبير ضم في صفوفه المخرجين يسري نصرالله ومر وان حامد كعضو في لجنة التحكيم الدولية والنجوم يسرا وهند صبري وخالد النبوي إضافة إلى نائب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي سهير عبدالقادر التي أثنت على مهرجان تاورمينا احتفاءها بالسينما المصرية مشيرة إلى أنها ستواصل في الدورة المقبلة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ما بوشر به هنا في تاورمينا من توسيع لأطر التعاون بين مهرجانات المتوسط، وأضافت:"ندرس الآن إمكانية دعوة مدراء مهرجانات المتوسط السينمائية إلى القاهرة للاجتماع والخروج بمسارت وأفكار تُسهم في تطوير التعاون والتكامل بين هذه المهرجانات"وتضيف سهير عبدالقادر قولها:"يُبللنا جميعاً ماء نفس البحر ونصطاد منه جميعنا فإذا تمكّنّا من رسم أسس للتعاون والتكامل فيما بيننا سنحقق تقدّماً أفضل بكثير من أجل إيصال الأعمال السينمائية المتميّزة لجمهورنا في مختلف البلدان والذي أصبحت المهرجانات السينمائية بالبنسبة لها الفضاء الوحيد الذي تتمكن من خلاله التعرّف على إنجازات المبدعين في العالم". وإضافة إلى الاحتفال بالسينما المصرية خصت الدورة الثالثة والخمسون تحية لإبداع المخرج الصقلّي الفائز بالأوسكار جوززيبي تورناتوري الذي مُنح جائزة تاورمينا أووارد الممنوحة من قبل شركة هاري وينستون للجواهر. والجائزة نفسها قُدّمت إلى النجمة العربية يُسرا وإلى المخرجين تيرينس ديفز وآندريه تيشينيه وإلى النجم الأميركي مات ديلون والنجمة الألمانية الكبيرة هانا شيغولا.