صدر عن صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة المصرية كتاب عن المنتج والكاتب السينمائي وحيد حامد من تأليف عمرو خفاجي وذلك في مناسبة تكريم حامد في المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته الثالثة عشرة. ويقع الكتاب الذي يحمل عنوان"وحيد حامد... طائر السينما"في 231 صفحة من القطع المتوسط يحتوي على عدد من الفصول يحمل الأول والثاني منها عنواني"الأمير"وپ"المشاغب"ويتحدث فيهما المؤلف عن مولد وحيد في إحدى قرى محافظة الشرقية عام 1944 لأسرة بسيطة تملك كل خصائص العائلات الريفية المصرية. ويروي كيف انه حافظ على خصائص وسمات الفلاح وأبرزها الصبر حتى وصل إلى"قمة المجد السينمائي". ويعرض الكاتب أيضاً كيفية اتجاه وحيد إلى الدراما التمثيلية بعد أن كانت كل الدلائل تشير إلى انه ماض في طريق القصة القصيرة أو الرواية مثل معشوقيه يوسف إدريس ونجيب محفوظ، خصوصاً بعد أن نشرت له مجموعة قصصية عن دار الكاتب العربي. وكيف أن السينما بحثت عن أفكار وشخصيات وحيد وعن"الدراما المختلفة"التي كان يكتبها وپ"الآراء الجريئة"التي كان يعبر عنها ووضعه من البداية لعدد من القرارات الخاصة والقواعد التي التزم بها طوال مشواره، ومنها ألا يتفق على أي فيلم إلا بعد الانتهاء من كتابته وموافقة الرقابة عليه وكذلك موافقة الشركة المنتجة وموافقته على المخرج المرشح لإخراج الفيلم، وان يكتب سينما"تقول شيئاً للناس"وتمتعهم وبلغة"يفهمها الجميع". وهو ما حدث طوال مشواره الذي زاد على 30 عاماً حيث نذر وحيد حامد نفسه لمواجهة"السلطة الغاشمة"ولمحاربة الفساد ثم لاكتشاف واستكشاف واستخراج"أجمل ما في الناس"، الى درجة أن شخصية الإنسان جميل محب الخير، الرقيق والحساس والرومانسي حكمت أعماله السينمائية، إلى أن هبط الإرهاب الأسود على مصر فكان أول من واجهه وهاجمه وفي المقابل طارد السلطة التي له منها موقف ثابت. وهو ما اتضح جلياً في أول أفلامه"طائر الليل الحزين"مروراً بپ"الإرهاب والكباب"أو"البريء"وپ"الراقصة والسياسي"وپ"الغول"وپ"اللعب مع الكبار"وپ"كشف المستور"وپ"دم الغزال"وپ"طيور الظلام"وپ"ملف سامية شعراوي"وپ"معالي الوزير"وانتهاء بپ"عمارة يعقوبيان"ولم يغفل وحيد حامد في أعماله، بحسب خفاجي موقفه في مواجهة السلطة معلناً عن الغياب الدائم للقانون وان هناك دائماً لحظة تاريخية يكون فيها القانون في غفلة، ويحرض على عدم الاستسلام لغفلة القانون مثلما قدم في"التخشيبة"أو إصرار المدرس البسيط في"آخر الرجال المحترمين"على الحل والعثور على الطفلة المخطوفة حتى لو تقاعست السلطة ثم يتجلى وحيد في محاوراته مع القانون حين يعلن بقوة سينمائية أن القانون ليس هو العدل في فيلم"ملف في الآداب". ويقف الفساد أيضاً بقوة ووضوح في معظم أعماله ومنها"رجل لهذا الزمان"والذي تحدث فيه عن فساد الكبار وهو ما فعله في"معالي الوزير"وأيضاً في آخر أفلامه"عمارة يعقوبيان"، حيث أظهر كيفية وجود رجال للفساد في السياسة حزباً وحكومة الى درجة أن بعض الساسة اعتقدوا انه يتحدث عنهم شخصياً. معارك وعنون مؤلف الكتاب عمرو خفاجي أحد فصول الكتاب بپ"المقاتل"وعرض فيه اللعديد من المعارك التي خاضها وحيد مع من اتهموه باقتباس أو نقل أعماله من أفلام أجنبية أو من قصص للشباب الجدد أو بعض أبناء جيله. وكذلك من معاركه مع الرقابة التي يرى أن قانونها سمح وان المشاكل دائماً ما تحدث مع الأشخاص العاملين في الرقابة. وأيضاً معركته مع المخرج علي بدرخان والتي اشتهرت وقتها باسم"معركة الماعز"نسبة إلى مسرحية"جريمة في جزيرة الماعز"للكاتب الإيطالي اوجوبتي التي كتبها وحيد في فيلم سينمائي لعبت بطولته نادية الجندي ومحمود حميدة وأخرجه خيري بشارة وحمل عنوان"رغبة متوحشة"، في حين قدم علي بدرخان المسرحية في فيلم"الراعي والنساء"لسعاد حسني وأحمد زكي. ويضيف خفاجي إلى ذلك كله معركة حامد الأخيرة مع فيلم"عمارة يعقوبيان"والتي شهدت عدة دعاوى قضائية، حيث ذهبت قضية الفيلم إلى مجلس الشعب وقررت الرقابة تخصيص عرضه للكبار فقط. وخصص الكاتب الفصل التالي لطقوس الكتابة لدى وحيد حامد وعرض لمشهدين الأول من فيلم"عمارة يعقوبيان"والثاني من سيناريو"فاروق الأول والأخير"وهو فيلم قيد التجهيز منذ فترة طويلة. وعرض المؤلف في فصل مستقل بعضاً من مقالات وحيد في عراك مع الواقع والتي حملت عناوين ذات مغزى عميق ومنها"وزارة أبو الشمايل"وپ"مناطق الخلل"وپ"سلطانية مرزوق"وپ"الراعي الرسمي للإرهاب"وپ"أخلاق الخدم"وغيرها، وخصص فصلاً كاملاً لسجل إبداع وحيد على الشاشة"فيلموغرافيا"إلى جانب ملامح نقدية لأفلامه. وخُتم الكتاب بمجموعة كبيرة من الصور التي هي بمثابة ذكريات لوحيد في فترات الصبا والشباب مع العديد من أبطال ومخرجي أفلامه ومنهم احمد زكي وعادل إمام وسهير البابلي ويسرا والهام شاهين وعاطف الطيب وسمير سيف وشريف عرفة وابنه مروان حامد إلى جانب بعض الصور مع عدد من الجوائز التي حصل عليها خلال مشواره الفني.