في وقت ارتفعت حصيلة المواجهات بين قبيلتين عربيتين في جنوب دارفور إلى نحو 60 قتيلاً، شن وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم حسين هجوماً عنيفاً على سياسات الولاياتالمتحدة تجاه بلاده، واتهمها بالسعي إلى تطويق اتفاق السلام بين شمال السودان وجنوبه. غير أنه قلل من تهديدات واشنطن بتغيير الميزان العسكري لمصلحة الجنوب عبر دعم "الجيش الشعبي لتحرير السودان". وأعرب حسين عن تمسك بلاده برفض نشر قوات دولية في دارفور. لكنه أكد أن"الحكومة لا تزال على موقفها الداعي إلى قيادة الاتحاد الافريقي للعمليات كافة، ولا نمانع في دور للأمم المتحدة عبر تقديم دعم فني ولوجيستي للقوات الأفريقية، على أن يعمل خبراؤها تحت إمرة الاتحاد الأفريقي كقوات رقابة". وأضاف:"إذا كانت القوات الدولية ستحل المشكلة، لما ترددنا أبداً في قبولها. لكن يقيننا أنها ستفاقم الأزمة وتزيدها، وتذهب بالبلاد والمنطقة إلى بحر من الفوضى". ورأى أن"واشنطن لا تريد استقراراً للسودان". وقال إن سياسات الولاياتالمتحدة لا تعالج الاوضاع الإنسانية في دارفور، بل تؤدي إلى فتنة وستقود"حتماً إلى كارثة إنسانية جديدة"، مشدداً على أن هدفها"لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون إنسانياً، بل محاولة للضغط على الحكومة لقبول نشر قوات دولية لتنفيذ أجندتها الخاصة". وكانت مصادر أميركية كشفت أخيراً عزم البيت الأبيض على تطبيق"إجراءات عقابية صارمة جديدة"على الحكومة السودانية بسبب رفضها نشر قوات دولية في دارفور. وأكدت أن بين العقوبات تغيير ميزان القوى العسكرية لمصلحة المتمردين السابقين الذين يحكمون إقليم جنوب السودان. إلى ذلك، ارتفعت حصيلة تجدد المواجهات في جنوب دارفور بين قبيلتي"الترجم"و"الرزيقات الأبالة"العربيتين إلى 60 قتيلاً و23 جريحاً. واتهمت"الترجم"الابالة باستخدام قوات"حرس الحدود"الحكومية لشن الهجوم عليهم، مطالبين بفتح تحقيق في الأحداث. وكانت"حركة جيش تحرير السودان"قالت إن ميليشيا"الجنجاويد"شنت هجوماً على مدنيين أول من أمس. لكن اتضح أن القتلى سقطوا في المواجهات بين القبيلتين. وقال زعيم قبيلة"الترجم"حمد جلالي:"دفننا السبت 23 جثة، ونقلت ليلاً 37 أخرى إلى مشرحة مستشفى نيالا". وتجمهر مئات من قبيلة"الترجم"أمام مستشفى نيالا بعد وصول القتلى والجرحى، رافضين دفن قتلاهم قبل أن تقدم الحكومة"تفسيراً منطقياً للأحداث". ووصف محافظ نيالا محمد العاجب إسماعيل الحادثة بأنها"ذات طابع نهب وليست حادثة قبلية"، مشيراً إلى أن الاشتباك بين الطرفين وقع بعد سرقة 500 رأس من أبقار يملكها أشخاص من"الترجم"، يُعتقد بان أفراداً من"الابالة"سرقوها. وقال إن حكومته"اتخذت تدابير أمنية عاجلة لاحتواء الموقف، ومنحت القوات التي أرسلتها إلى المنطقة صلاحيات واسعة".