تشكل الضواحي الفرنسية محط اهتمام المرشحين المتنافسين في انتخابات الرئاسة الفرنسية، الذين يسعى كل منهم الى تعزيز موقعه بكل الوسائل، وذلك قبل 12 يوماً على موعد الدورة الانتخابية الأولى في 22 الجاري. فما من يوم إلا وتشهد هذه المناطق شبه المنسية عادة زيارة لهذا المرشح أو ذاك، من اقصى اليمين الى أقصى اليسار، باستثناء مرشح اليمين الحاكم نيكولا ساركوزي الذي تعذّر عليه حتى الآن، التوجه الى تلك المناطق التي تعج بالناخبين الشباب. ولا بد من ان ساركوزي تابع بغصة سعي المرشحين المنافسين له، لاستغلال الصعوبة التي يواجهها في زيارة الضواحي حيث يعتبر شخصاً غير مرغوب به. ولا شك في ان الغصة الاكبر التي احس بها وزير الداخلية السابق، كانت خلال زيارة مرشح الوسط فرنسوا بايرو لمنطقة سان ساندونيه، حيث استقبل بحرارة بالغة، واحتشد الشباب من حوله، واستغرق ساعة من الوقت ليقطع مسافة 200 تقريباً. وكذلك توجهت المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال الى ضاحية فيلوربان حيث تمكنت من جذب حشد قدّر بحوالى ألفي شخص. اما المرشح المناهض للعولمة جوزيه بوفيه، فكثف زياراته للضواحي فزار ضاحية سان ساندونيه ثم توجه الى لاكورتوف حيث غرس شجرة زيتون تحية لفلسطين، ادراكاً منه لحساسية ابناء الضواحي حيال القضية الفلسطينية، كما زار فينري سورسين وفال فوريه ومانت لا جوليه. وأمضى بوفيه ساعات مستفسراً عن المواضيع التي تحظى باهتمام سكان الضواحي، ووقف بلا ملل مبتسماً الى جانب الذين أبدوا رغبتهم بالتقاط صورة لهم بجانبه. ولم يفوت زعيم الجبهة الوطنية الفرنسية اليمين المتطرف جان ماري لوبن على نفسه فرصة المزايدة على ساركوزي، فقام يوم الجمعة الماضي بزيارة الى ضاحية ارجانتوي. وصحيح ان هذه الزيارة كانت خاطفة ولم تستغرق أكثر من نصف ساعة وتمت الى منطقة شبه فارغة من السكان، لكن لوبن أراد عبرها التأكيد على ان ما من منطقة تعصى عليه بصفته المرشح الذي يجسد الهوية الوطنية الفرنسية. والواقع ان هذا الاهتمام المركز من قبل المرشحين بالضواحي، مرده الى كونها خزان اصوات، خصوصاً منذ ان بادر شبابها الى تسجيل انفسهم على اللوائح الانتخابية، قبيل الانتخابات الرئاسية. وتفيد الأرقام الرسمية ان عدد الناخبين الجدد بلغ حوالى 3.4 مليون شخص، وهو عدد شديد الإغراء وكفيل بأن يرجح ولو جزئياً الكفة لمصلحة هذا المرشح أو ذاك.