الخميس في الثالث من كانون الثاني يناير المقبل ستختار ولاية آيوا المرشَحين الأبرز لحكم البيت الابيض من بين 16 مرشحاً من الحزبين الديموقراطي والجمهوري لتسلم السلطة في 20 كانون الثاني 2009. ومع عدم اليقين بشأن من سيُحقق الفوز عن الحزب الديموقراطي: السيدة هيلاري كلينتون التي تحسنت فرصها في"استطلاعات الميلاد"، او منافسها الرئيسي باراك اوباما، تبدو الصورة غير واضحة حتى الآن بين المرشحين الجمهوريين بعدما تقدم في استطلاعات الرأي الاخيرة حاكم اركنسو السابق المعمداني مايك هاكبي على منافسه المورموني ميت رومني. وسيتساقط المرشحون عن الحزبين 8 عن كل حزب ويخرجون من السباق تباعاً في الانتخابات التمهيدية على مستوى الولايات ليسمي كل من الديموقراطيين والجمهوريين مرشحه في مؤتمري الحزب في آب اغسطس وايلول سبتمبر لمعركة الرابع من تشرين الثاني نوفمبر 2008 التي ستحدد"سيد واشنطن"حتى السنة 2012 على اقل تقدير. ويشير المحللون الى التقلبات الكثيرة في مواقع المتنافسين في هذه المرحلة ما يجعل من المستحيل إطلاق أي توقعات جدية. وقال دان شي استاذ العلوم السياسية في كلية اليغيني بنسيلفانيا لوكالة"فرانس برس"لم يسبق ان شاهدت"حملة متقلبة"الى هذا الحد من الجانبين. ووصفت صحيفة"نيويورك تايمز"معركة الرئاسة الحالية بأنها"الاكثر شراسة"منذ نصف قرن. وفي الجانب الديموقراطي المتحمس اكثر من اي وقت مضى لطرد الحزب الجمهوري بزعامة الرئيس جورج بوش من البيت الابيض، تلقى كلينتون منافسة شديدة في استطلاعات الرأي من اوباما السناتور الاسود عن إيلينوي. واطلقت هيلاري اول من امس شعاراً دعت فيه ابناء آيوا الى"اختيار الرئيس"كما سمت 160 شخصاً من انصار زوجها المخلصين، بينهم 40 من نسائه على رأسهم وزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت، مستشارين لها اذا فازت بالرئاسة كما اختارت 72 ضابطاً ومسؤولاً وعضواً في الكونغرس كنواة لحملتها فور تسميتها مرشحة عن الديموقراطيين. وكتبت"نيويورك تايمز"في موقعها الالكتروني ان السنة المقبلة ستشهد"ولاية النساء في السلطة الاميركية". وقال دان شي"لست واثقا من ان نتيجة آيوا ستعطي فعلاً دفعاً للمرشحين الثلاثة في الطليعة". وستستمر المنافسة الحادة بين المرشحين خلال المحطات المقبلة في نيوهامشر في الثامن من كانون الثاني وفي كارولاينا الجنوبية نهاية الشهر، وصولاً الى"الثلثاء الكبير"في الخامس من شباط فبراير حيث تجري الانتخابات التمهيدية في عشرين ولاية. وفي صفوف الحزب الجمهوري، فإن حاكم ماساتشوستس السابق المورموني ميت رومني سيتضرر كثيراً في حال هزم في آيوا بعدما ركز جهوده على هذه الولاية في مواجهة حاكم اركنسو السابق المعمداني مايك هاكبي الذي حقق تقدماً لافتاً منذ شهرين. غير ان الخبراء يعتبرون ان فوز هاكبي سيكون تأثيره محدوداً بسبب العداء الذي تثيره نزعته الشعبوية بين القيادات الجمهورية والامكانات القليلة في متناوله. غير ان انتصاره قد يكون لصالح مرشح ثالث هو السناتور النافذ جون ماكين الذي ينتظر المرحلة الثانية من السباق الى الترشيح الجمهوري في نيوهامشر شمال شرق حيث يتصدر نيات الاصوات الى جانب رومني. ومن المفارقة ان رودي جولياني، الذي يتصدر استطلاعات الرأي الوطنية لا يتوقع تحقيق نتيجة لافتة في آيوا حيث لا تحظى خبرته كعمدة سابق لنيويورك بأي تقدير خاص. وما يزيد من صعوبة التوقعات الغموض الذي يلف نسبة مشاركة الناخبين، خصوصاً ان 16 في المئة فقط من الجمهوريين شاركوا العام 2000 في المؤتمرات الحزبية في آيوا. وقاربت المشاركة الديموقراطية العام 2004 نسبة 20 في المئة. ورأى دينيس غولدفورد الاستاذ في جامعة درايك آيوا انه سيكون"مدهشاً جداً"ان يتم تخطي هذه النسبة الاسبوع المقبل نظراً الى تزامن المؤتمرات مع اعياد رأس السنة. غير ان ذلك لم يمنع المرشحين من تكثيف جهودهم لاجتذاب الناخبين، فأنفقوا ملايين الدولارات على التنقلات وعمليات كسب التأييد والاعلانات التلفزيونية. وما يبرر هذه النفقات الضخمة ان الانتخابات السابقة اثبتت ان الفائزين في آيوا يتمتعون بحظوظ كبيرة للفوز بترشيح حزبهم وخوض الانتخابات الرئاسية، وهو ما حصل مع جيمي كارتر عام 1976 وجورج بوش عام 2000 والديموقراطي جون كيري عام 2004. وافادت وكالة"اسوشييتدبرس"ان اوباما خصص 7.5 مليون دولار لحملته الاعلانية في الايام الاخيرة قبل انتخابات آيوا مقابل 5 ملايين لحملة كلينتون و5.2 مليون لحملة رومني.