رحيل أوسكار بيترسون رائد الموسيقى الأفرو- أميركية

توفي الفنان الكندي الأسود أوسكار بيترسون عن عمر ناهز 82 سنة بعد ان تربع على عرش البيانو وخلف اكثر من 200 البوم تشتمل على اروع ما قدمه لموسيقى الجاز.
ولد في مونتريال عام 1925 وعاش في كنف عائلة متواضعة من اصول افريقية. وكان البومه الاول I Got Rythm منطلقاً لشهرته حين ادخل على آلة البيانو تقنيات جديدة. وشارك في مهرجانات الجاز العالمية الى جانب المشاهير امثال لويس ارمسترونغ وري اليريج وديك الينغستون وكينغ كول وشاري باركر وغيرهم.
وكان الى جانب ما يتمتع به من كاريزما، متعدد المواهب، عازفاً ومغنياً ومؤلفاً ومنظماً. وتميزت موسيقاه بنبرة احتجاجية رافضة للظلم والتمييز العنصري.
وكانت مقطوعة"نشيد الحرية"Hymn to Freedom اكثر أغنياته شيوعاً في الولايات المتحدة الاميركية ابان معركة الحقوق المدنية في ستينات القرن المنصرم . وبذلك كان اول من اضفى على موسيقى الجاز صفة المقاومة المدنية.
يعتبر بيترسون في الأوساط الموسيقية والغنائية نموذجاً واسطورة في عالمي الجاز والبيانو. جمع بين الكلاسيكية كواحد من الحراس القدامى للجاز وبين الحداثة وان لم ينتم الى جيل المجددين. ويذهب البعض الى ان موسيقى بيترسون جعلت منه شخصية رومنطيقية بمقاييس القرن التاسع عشر وشخصية جامعة لتراث الجاز في القرن العشرين.
وفاة بيترسون تركت فراغاً كبيراً في الساحات الفنية العالمية وشكلت خسارة فادحة لكندا التي خلدته قبل مماته بإصدار طابع بريدي تذكاري تكريماً لعطاءاته كواحد من أبرز شخصياتها.