اجتاحت لبنان أمس مجدداً موجة حرائق طاولت خراج نحو 33 بلدة من الشمال الى الجنوب، ملحقة خسائر إضافية وفادحة بالثروة الحرجية والمزروعات. وبينما تمكنت فرق الإطفاء التي بلغ عددها نحو 5 آلاف من الدفاع المدني وحراس الأحراج والجيش الذي استخدم مروحيات، من إخماد بعض الحرائق، ترأس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اجتماعاً خصص لبحث الموضوع وأعلن بعده وزير الداخلية حسن السبع أن بعض الحرائق"مفتعل". واستدعى الوضع طلب لبنان من قبرص رسمياً المساعدة في إخماد بعض الحرائق التي اندلعت في مناطق وعرة. وفي الشمال تمكنت فرق الدفاع المدني من تطويق حريق في مثلث ايطو - سبعل - كرمسدة، بعدما امتد الى المنازل في كرمسدة. وعملت طوافتان تابعتان للجيش اللبناني على رش كميات كبيرة من المياه في مكان الحريق. وامتدت ألسنة النيران الى"كوع الصليب"صعوداً الى محلة قريبة من دير مار سمعان- ايطو حيث علت صرخة الراهبات طالبات نجدة فورية قبل ان تصل النيران إلى الدير الأثري. وانضمت 6 فرق من الدفاع المدني في البقاع الى فرق الشمال وتطوع أكثر من 100 شاب من القضاء في الورشة وعمل البعض على إخلاء المنازل المحيطة من النساء والأطفال. واحتاط أبناء بلدة سرعل لمنع وصول الحريق الى البلدة. واخمد الدفاع المدني منتصف ليل أول من أمس، حريقاً في الهري بعدما امتد من حامات وأتى على أحراج معمرة من السنديان والشربين والصنوبر والعفص والبطن وكروم الزيتون. وفي جزين جنوب اندلعت في خراج بلدة صفاري نيران قضت على عدد كبير من أحراج السنديان والأشجار البرية، وعملت فرق من الدفاع المدني والمروحيات وعناصر الجيش على إخمادها، لكن سرعة الرياح ووعورة الطرق وانفجار قذائف من مخلفات الحرب اعاقت عمل فرق الإطفاء. كما شب حريق في خراج بلدة الميدان - مشموشة، وتدخل الدفاع المدني ومروحيات الجيش لإخماده، بعدما قضى على مساحات شاسعة من أشجار الصنوبر والسنديان. وشب حريق في أطراف بلدة جزين في حوش الصنوبر التابع للبلدية وهو قريب من المنازل، وتدخلت سيارات الإطفاء لمنع وصوله إليها. وفي تبنين شب حريق كبير في الاحراج بين بلدتي ياطر وبيت ليف الحدوديتين. وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه بيان أحصى حرائق في نحو 33 بلدة من الجنوب الى الشمال مروراً بجبل لبنان، أتت على مساحة 916 دونماً من الأعشاب اليابسة والأشجار الحرجية والمثمرة، موضحاً أن"الحرائق ما زالت مشتعلة في خراج بلدات صفاري - سبعا وايطو، حيث تعمل الوحدات العسكرية مع الدفاع المدني على إخمادها". السبع وقال السبع بعد مشاركته في الاجتماع الذي ترأسه السنيورة في حضور المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد وممثل عن قيادة الجيش، إن البحث تركز على"موضوع الحرائق التي نشبت خلال ال 48 ساعة الماضية". وأكد أن"الحكومة تعمل بكل قواها للحد من الحرائق التي تقضي فعلاً على طبيعة لبنان الأخضر"، مطمئناً أن"لا إصابات في صفوف المواطنين". وكشف عن معلومة وصلت الوزارة"بأن الأهالي في بلدة عيون السمك عكار شاهدوا حريقاً على رأس الجبل فتوجه بعضهم لإخماده فأطلقت عليهم النار من مجموعة كانت موجودة هناك". وأضاف:"صحيح أن الطبيعة تسهم في الحرائق في هذين الشهرين، لكن امتدادها الجغرافي يضع علامات استفهام كبيرة". وعن الحرائق السابقة قال:"أفادنا أربعة خبراء من الدفاع المدني في تقاريرهم بعد المعاينة الميدانية أن تلك الحرائق كانت مفتعلة، ومن هنا لا نستطيع إلا أن نربط بين ما حدث في عيون السمك وتقارير الخبراء، ونحن لا نريد أن نرمي الاتهامات جزافاً وكلفنا شعبة الإرهاب في قوى الأمن الداخلي الاستماع إلى إفادات الأهالي، وهناك بعض الأشخاص المشبوهين الذين لهم سوابق بالنسبة الى هذا الموضوع، وننتظر نتيجة التحقيق". وأكد أن"الحرائق تفتعل ليلاً وفي مناطق وعرة يصعب على الأشخاص الوصول إليها فكيف بالنسبة الى آليات الدفاع المدني والجيش". وطالبت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض، التي تابعت موضوع الحرائق من الولاياتالمتحدة، بإجراء"تحقيق جدي لكشف الحقائق وملاحقة الفاعلين وإنزال أشد العقوبات بهم وإبلاء هذا الأمر الأهمية القصوى". الكهرباء واعتماداتها ولاحقاً ترأس السنيورة اجتماعاً خصص لبحث موضوع الكهرباء في حضور وزير الأشغال العامة والطاقة بالوكالة محمد الصفدي، ووزير المال جهاد أزعور، ورئيس مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، وتركز على"انتظام امدادات الفيول الى مؤسسة كهرباء لبنان وسبل زيادة فترات التغذية والمراحل التي قطعتها المؤسسة في اصلاح الأعطال الناتجة من تأثير ارتفاع حرارة الطقس والرطوبة". وكشف أزعور في حديث الى تلفزيون"المستقبل"أن"شركة كهرباء لبنان كلفت الخزينة منذ استلام حكومة السنيورة مهماتها، بليونين و300 ألف دولار"، واضعاً كل الكلام الذي يدور حول فتح الاعتمادات في خانة التهويل". وقال:"إن الوضع المالي ليس في بحبوحة كي تسدد الدولة عجز كهرباء لبنان، وان الاستدانة كانت تتم بالعملة الصعبة، ولا نستطيع استدانة المزيد، لأننا لا نملك قانوناً للاستدانة بسبب إقفال المجلس النيابي، كما أن على كهرباء لبنان أن تجبي فواتيرها".