تعرض الأكراد عبر تاريخهم لشتى صنوف الغدر والخيانة ونكران الجميل، وسر استمرارهم يكمن في مبدأ "الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك"، ولأن الأكراد هم أصحاب الحق والأرض الأصليون وعلى رغم افتقارهم الى الدروع: تكنولوجية كانت أم مؤسساتية التي قد تساهم في إحباط المخططات التي حيكت ولا تزال ضدهم، انطبق عليهم المثل المصري"امشي عدل يحتار عدوك فيك"ولم يجد الأكراد يوماً صديقاً حقيقياً إلا الجبال التي لم يستطع تطويعها يوماً سوى أبنائها الأكراد. لقد بدأ الحقد على الأكراد منذ الدولة الأموية التي اعتبرت الأكراد شعوبيين، وتلاهم حقد البعض باسم المسيحية على الشعب الكردي كون صلاح الدين الكردي قاد الحرب ضد الصليبية. وجاء حقد العثمانيين لطمعهم بأرض الأكراد من جهة ولتزامن ثورات الشعب الكردي مع انتفاضات الأرمن والمسيحيين إبان الحرب العالمية الأولى وما تلاها من جهة أخرى، ونكّل الصفويون بالأكراد لإضفاء الشرعية على احتلال القسم الشرقي من كردستان إثر اتفاقية قصر شيرين بحجة انتمائهم الى المذهب السني، ونكّل العثمانيون بالأكراد لتبرير احتلال بقية كردستان لاحتواء الشعب الكردي بحسب تقسيم معتقدات أبنائه، على اليزيديين والعلويين والشيعة والمسيحيين وحتى اليهود. وجاء حقد العرب أخيراً، بعد اتفاقية سايكس بيكو، حاوياً كل مبررات الأحقاد السابقة مضافاً إليها خطر الأكراد على حماة البوابة الشرقية والشمالية. وكيلا تتكرر مأساة الأكراد في القرن الپ21 المقبل على تغيرات جيوسياسية والتي تتضح خطوطها الأولية من المشاريع المطروحة وما سيليها من العواقب عقب التصارع بين المحور الأوروبي الأميركي والمحور المناهض، وكيلا يلبس الأكراد وزر مشاريع لا ناقة لهم فيها ولا جمل وكي تتعرى خفايا الكواليس لكل الشعوب المتضررة يجب على قادة الأكراد ولزاماً عقد مؤتمر يضم كل الأحزاب ذات الوجود الفعلي على الأرض مع كل الفعاليات الاجتماعية والثقافية الفاعلة وانتخاب مرجعية من أهل الحكمة والخبرة ينضوي تحت مظلتها الشعب الكردي. د. صلاح الدين حدو - عفرين - بريد إلكتروني