نعرف ان الحكم العثماني دام في المنطقة العربية والكردية أكثر من أربعة قرون. ولم تكن هناك دول ذات سيادة أو حدود، بل كانت ولايات عثمانية. ولم تكن لسورية خرائط دولية، بل كانت معروفة ببلاد الشام. وبعد زوال الاحتلال العثماني، ومجيء الاحتلال الأوروبي للمنطقة، بعد اتفاقية سايكس - بيكو، وقامت بتقسيم المناطق بحسب مطامعها ونزواتها، تجزأ الأكراد الى أربعة أجزاء، بين سورية والعراقوتركياوايران، على ما هي حالياً. وحين وضعت الحدود بين الدول، ووزعت الأسلاك الشائكة بينها، ضاع حق الشعب الكردي الذي طالما كان يحلم، مثل اخوانه في فلسطين، بدولة ذات سيادة مستقلة. لذلك، فبأي حق نقول: لا يوجد كردستان سورية، أو أكراد المهجر؟ انهم يقطنون أراضيهم منذ مئات السنين. هذا لا يعني أنني أطالب بكردستان مستقلة، بل نطالب بأبسط الحقوق وهي الحقوق المدنية والثقافية والاجتماعية. ثم هاجر قسم من الأكراد من ايران ومن سورية الى أوروبا وتركيا، والى ايران، ومن العراق الى تركيا. فهذا يدل على وحدة الأكراد، ووحدة أراضيهم وتاريخهم العريق في المنطقة، وفي سورية. وحرمان الشعب الكردي من أبسط الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية والثقافية ليس له مبرر تاريخي. وأكثر من 250 ألف كردي هم اليوم محرومون من الجنسية السورية، ويحملون بطاقات حمراً كتب عليها "غير صالحة للسفر خارج سورية". ولتصحيح المعلومات لدى بعض الجهات فإن تعداد أكراد سورية أكثر من 2 مليون ونصف المليون. أليس لهم بعض الحقوق؟ ونحن الأكراد في سورية لم نكن، ولن نكون أبداً أداة لخدمة مصالح دول معادية لسورية، ونحن الأكراد، قلباً وروحاً، مع الشعب الفلسطيني الشقيق. ونحن جميعاً نتذكر عندما قامت المخابرات الأميركية بخطف الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، فقام الشعب الفلسطيني بمظاهرات تضامناً مع اخوانهم الأكراد الذين وقفوا مع فلسطين في اجتياح عام 1982 للبنان. وهل ننسى الناصر صلاح الدين الذي حرر الأرض المقدسة من يد الصلييبيين؟ وهل ننسى ابراهيم هنانو الذي قام في وجه الفرنسي عند احتلاله سورية؟ وهل ننسى الملا مصطفى البرزاني، عام 1973، عندما اوقف ثورته، لأن فرقاً من الجيش العراقي كانت تشترك في الحرب ضد اسرائيل؟ أليست هذه من الشيم التي يفتخر بها الأكراد؟ السعودية - أذاد ابراهيم كردي سوري مقيم في السعودية