رجح امس سياسيون وضباط عراقيون تحدثوا الى "الحياة" ان تكون الخطة الاستراتيجية الجديدة للرئيس جورج تتضمن "بنودا سرية" تنص على التعاون في مهاجمة "القادة المتطرفين" من السنة والشيعة، وان"تبدأ بعمليات خاطفة لها صدى اعلامي"يُساعد في اعطاء دفعة للادارة الاميركية في"المعركة - 2"لاحتلال بغداد. وكانت وكالة"فرانس برس"نقلت عن مسؤول عسكري اميركي كبير مساء الخميس ان"القوات الاميركية قد تستهدف القادة المتطرفين في بغداد بموجب الخطة الجديدة التي وافقت عليها الحكومة العراقية عندما رفعت القيود التي كانت تحول حتى الآن دون مهاجمة القوات الاميركية لبعض القادة المتطرفين". ولم يستبعد مراقبون ان تعتمد القوات الاميركية مثال الغارة على"البعثة الايرانية"في اربيل نموذجاً للعمليات الخاطفة ضد قادة عسكريين في"جيش المهدي"او بعض الضباط السابقين الذين يُعتقد بانهم يُشرفون على عمليات المسلحين من منازلهم في بعض معاقل السنة وسط بغداد. ونفى البيت الابيض امس اشاعات تحدثت عن استعداد الولاياتالمتحدة لشن عمل عسكري ضد ايران او سورية. راجع ص 2 و3 و4 ومع ان الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قال أن تطبيق"خطة امن بغداد"الجديدة لا يرتبط بوصول القوات الاميركية الاضافية، فانه رفض الحديث عن موعد بدء تطبيقها. لكن قادة عسكريين قالوا ل"الحياة"امس ان"الخطة ستُطبق مطلع شباط فبراير المقبل وتشمل عزل القواطع التسعة، التي ستُقسم بغداد لمدة اسبوع لكل منها، تجري خلاله عمليات عسكرية واسعة تستهدف تنظيف بغداد من المسلحين والمليشيات وقادتهم ومخازن اسلحتهم". ولاحظ سياسيون عراقيون باهتمام ما اعلنه امس السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد عن ان"بعض القادة العراقيين أخطأ التقدير عندما ظن أن الدعم الاميركي سيستمر من دون شروط لكنه يدرك الآن أن صبر الشعب الاميركي ينفد". مضيفاً"ان رئيس الوزراء نوري المالكي تعهد لرئيس الولاياتالمتحدة التصدي لجيش المهدي". وتوقف مراقبون امس عند مفهوم خطط الحكومتين العراقية والاميركية، التي ركزت في عمومياتها على ضمان امن بغداد، من دون التوقف عند محاولة انهاء المشكلة الطائفية في العراق. ومع رفض"هيئة علماء المسلمين"خطة بوش واعتبارها"انها الطريق لفتح حمام دم جديد في بغداد"اعتبرها سليم عبدالله الناطق باسم"جبهة التوافق"مقدمة ل"نقلة نوعية في مجال الأمن"مركزاً على الدور الايجابي الذي سيلعبه نشر المزيد من القوات الاميركية في العاصمة، بالاضافة الى اهمية"التحذير الواضح الذي وجهه الرئيس الاميركي الى الحكومة العراقية في حال فشلها في ضمان الامن". وفي الجانب المقابل رأى سياسيون من احزاب شيعية مهمة، بينها"حزب الدعوة"و"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"، ان في خطة بوش"فرصة اخيرة للحكومة العراقية لتحقيق اهدافها والقضاء على العنف". لكن التيار الصدري، احد اقطاب الائتلاف الشيعي، ندد بالخطة مؤكداً انها محاولة لضرب"التيارات الوطنية والاسلامية الصادقة وتصفية عناصرها". واكد جابر الخفاجي، المقرب من مقتدى الصدر في خطبة الجمعة في الكوفة امس"رفض التيار الصدري السياسات الدنيوية الجديدة"، مشدداً على ان"استراتيجيتهم هدفها القضاء على المخلصين المؤمنين الذين قالوا لا للاحتلال والظلم والعبودية". ويقول مقربون من المالكي ان استخدام القوة لمعالجة مشكلة المليشيات ربما يغدو"الخيار الوحيد المتوافر"خصوصاً اذا اقترن باستخدام القوة لضرب المجموعات المسلحة السنية والاوساط الداعمة لها لرفع شبهة التحيز لطائفة معينة اتهمت بها الحكومة مراراً. وقال سياسي قريب الى المالكي، في اتصال مع"الحياة"، ان الاطراف التي ترفض الخطط الامنية وتنظر الى استراتيجية بوش باعتبارها معبر الى المزيد من الدم، هي"التي ترعى العنف وتتبادل الهجمات على يد المسلحين التابعين لها من المتطرفين في الطائفتين". وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس استبعد امس شن هجمات داخل ايران او سورية لاستهداف الشبكات التي تهرب الاسلحة والمقاتلين الاجانب الى العراق. وقال، في شهادة امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، ان تعهد الرئيس بوش في خطابه حول الاستراتيجية الجديدة في العراق، بمهاجمة شبكات تزويد العراق الاسلحة والمقاتلين من ايران وسورية لا تشير الى القيام بعمليات عبر حدود البلدين. واوضح ان خطاب بوش"اشار بشكل حصري الى شن عمليات داخل العراق وليس عبر الحدود". وقال غيتس:"من الناحية العسكرية لا حاجة الى عبور الحدود الايرانية... نستطيع تعقب الشبكات، ونقوم بتعقبها، في العراق حيث تتوافر ادوات قتل قواتنا، بغض النظر عن المكان الذي اتت منه، كما زدنا الموارد اللازمة للقيام بذلك". وقال الجنرال بيتر بايس رئيس هيئة الاركان المشتركة الذي ادلى كذلك بشهادته امام لجنة مجلس الشيوخ، انه تم القاء القبض على ايرانيين مرتين اثناء قيامهم بعمليات في العراق خلال الاسبوعين الماضيين.