كشف الاتحاد الأفريقي في بيان أمس الأحد أن القوات السودانية قصفت موقعين للمتمردين في دارفور بعد أيام فقط من زيارة قام بها قائد قوات السلام الافريقية الجنرال لوك أبريزي للمنطقة لحض المتمردين على الانضمام الى اتفاق وقف النار. وذكر البيان ان الطائرات السودانية قصفت الجمعة أنكا وأم راي في ولاية شمال دارفور حيث كان الجنرال أبريزي التقى الأربعاء مع المتمردين. وقال أبريزي من الخرطوم في اتصال هاتفي أجرته مع وكالة أسوشيتد برس:"صدقيتي تكون معنية عندما يحصل قصف لمنطقة بعدما أكون قد زرتها". وتابع:"لم تعد هناك صدقية لي عند تلك المجموعة من المتمردين". ورأى بيان الاتحاد الأفريقي أن الحادثة تُهدد جهود ضم مزيد من جماعات المتمردين لاتفاق السلام الذي وقعه فصيل واحد من المتمردين في أبوجا نيجيريا في أيار مايو 2006. وأجرى الاتحاد الأفريقي مقارنة بين معلومات المتمردين عن هجمات يوم الجمعة وبين معلومات جنود حفظ السلام في المنطقة، لكن الجنرال أبريزي امتنع عن تقديم تفاصيل عن الخسائر في الأرواح أو الخسائر المادية الناجمة عن القصف. واشار بيان الاتحاد إلى أنه حصل على موافقة مسبقة من السلطات السودانية في دارفور والخرطوم على حصول اللقاء مع المتمردين، ووصف الهجوم السوداني بأنه"تطور مقلق جداً". ولم يكن ممكناً الحصول على تعليق فوري من المسؤولين السودانيين. وأشارت وكالة"رويترز"في تقرير أمس من الخرطوم إلى"تهديدات متزايدة"لعمليات الاغاثة الانسانية في دارفور. وذكرت ان الخوف يتفشى في البلدات الرئيسية في دارفور، مما يؤثر على موظفي الاغاثة هناك وعددهم 14 ألفاً. وفرّ كثيرون من ضحايا الحرب الى أماكن أكثر اماناً في عواصم ولايات دارفور الثلاث خلال الصراع وأقاموا معسكرات حول البلدات. ولكن ذلك الشعور بالأمان تبدد حينما قامت ميليشيات بأعمال شغب مرات عدة خلال الشهور الأخيرة أو اشتبكت مع قوات المتمردين السابقين داخل بلدات دارفور الرئيسية. وفي كانون الأول ديسمبر الماضي أجلت وكالات الاغاثة والأممالمتحدة مئات الموظفين من مدن دارفور مما تسبب في حدوث شلل في عمليات الاغاثة الانسانية. وقال أحد الموظفين الذين شهدوا اشتباكات الشهر الماضي في بلدة الفاشر قبل الجلاء عنها:"الوضع هنا ما زال شديد الخطورة". ولم يوقع على اتفاق أيار للسلام سوى فصيل واحد. وتصاعد العنف حيث شكل زعماء المتمردين الآخرين تحالفاً عسكرياً جديداً وجددوا القتال ضد الحكومة. ويقول مسؤولو الأممالمتحدة ان الخرطوم أعادت نشر ميليشيات الجنجاويد الموالية لها من أجل محاربة التمرد. وقال الأكاديمي الأميركي اريك ريفز ان الميليشيا موجودة في البلدات لأن تحالف المتمردين الجديد ألحق خسائر فادحة في المناطق النائية بالقوات الحكومية والميليشيا الموالية لها. وقال موظف الاغاثة الموجود في الفاشر ان الجنجاويد لا يأتمرون بأوامر أحد وان"هناك كمية هائلة من التوتر بين الجنجاويد وحكومة السودان والشرطة". وفي الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور يجوب مسلحون يرتدون ملابس عسكرية مختلفة الشوارع في سيارات لا تحمل أي علامات مميزة. ويدخل البلدة ويخرج منها أيضاً مسلحون من تشاد. واستهدف مسلحون مجمعات المعونة في كثير من بلدات دارفور الكبيرة في الشهور القليلة الماضية. وفي بلدة طويلة في شمال دارفور غادرت المنطقة وكالات الاغاثة الدولية كافة تاركة عشرات الالاف من الضحايا من دون مساعدة. وأجبر القتال في دارفور 2.5 مليون شخص على النزوح عن ديارهم وأدى الى سقوط ما يقدر بنحو 200 الف قتيل.