يُشكك الكثيرون من سكان العاصمة العراقية بأن شيئا يمكن ان يحفظ مدينتهم من المزيد من اراقة الدماء. وقال الجنرال جون ابي زيد، اكبر مسؤول في الجيش الاميركي في الشرق الاوسط، ان عملية"معاً الى الامام"حققت"نجاحاً عظيماً"مشيراً الى ان نشر 12000 من القوات الاميركية والعراقية في شوارع المدينة"ساهم في الحد من عمليات المسلحين والعنف الطائفي". لكن مسألة رفع الروح المعنوية في الشوارع، حيث اصبحت قطاعات من بغداد عبارة عن مدن مهجورة حتى في اوقات النهار، سيتطلب اكثر من زيادة الاحصاءات المتعلقة بمقتل المسلحين وضبط الاسلحة. واغلقت صفوف تلو الاخرى من المحلات ابوابها على طول الطريق الرئيسي لحي المنصور الذي كان ذات يوم من الاحياء التجارية المزدهرة والراقية بمتاجره الانيقة ومحلات المجوهرات والشطائر والتي لا تبعد سوى بضعة شوارع عن معظم السفارات في بغداد. ولا يزال مطعم الساعة، وهو من المطاعم الشهيرة في المدينة يمارس نشاطه، لكن العاملين فيه يقولون ان مسلحين قتلوا سبعة اشخاص في الشارع في الاسبوعين الماضيين فقط ما دفع المزيد من اصحاب المتاجر الى اغلاقها. وفي الشارع شرح علاء محمود، صاحب محل بقالة، اسباب هروبه الى سورية قبل العودة مجدداً على امل استعادة نشاطه التجاري فقال"سار المسلحون الى محل اللعب هنالك وقتلوا صاحبه وشقيقه. رأيتهم. كانوا يرتدون ملابس عادية. حدث هذا بكل سهولة". ثم اشار الى ثلاثة محال اخرى تعرض اصحابها للقتل ايضا. وبسطت القوات الاميركية سيطرتها على اربعة من اكثر الاحياء التي اتسمت بالعنف في السابق على امل توفير اساس يتيح للعراقيين تولي المهمة. لكن ليس من الواضح ما اذا كان رجال الميليشيات والمسلحون"انسحبوا ام انهم تواروا لفترة من الوقت". وفي بغداد لم تُفلح الحملة الامنية المستمرة منذ ثلاثة اسابيع في اقناع عماد فادي صاحب محل تجاري بانه سيكون في مأمن في اي وقت في المستقبل القريب. وفي الاسبوع الماضي انفجرت قنبلة زرعت على جانب طريق بالقرب من دورية للجيش الاميركي وقتل سمكري شاب بالرصاص على مسافة عشرة امتار من محل فادي في حي الجمعية القريب من معاقل المسلحين السنة التي استولت عليها قوات اميركية وعراقية. وقال فادي"لم ار ايا من القوات الاميركية او العراقية... اين حكومتنا". وتهدف عملية"معا الى الامام"الى التأكيد للعراقيين ان قواتهم المحلية تتولى المسؤولية. لكن يبدو ان قوات الكوماندوس التابعة للشرطة والمرابطة بين اثنين من معاقل المسلحين غير مستعدة نفسياً لخوض قتال مع المسلحين الذين قتلوا الالاف من زملائهم. وقال علي عبد الغني، وهو يشير الى صفوف من المنازل التي توفر غطاء للمسلحين قبالة نقطة التفتيش المحاطة باكياس الرمال التي يتولى الحراسة فيها"تلقينا تدريبات جيدة على يد الاميركيين لكننا كثيراً ما نتعرض لهجمات... الارهابيون يطلقون قذائف المورتر او يطلقون النار علينا". واضاف"اطلقوا النار علينا هذا الصباح خلال دورية وقمت بالرد عليهم. الان يتعين علي ان ادفع ثمن بعض الاعيرة النارية لانني اطلقت الكثير جداً منها... انها لوائح وزارة الداخلية كل ما اريده هو العودة الى بلدتي". وزحف الصراع الى الاحياء التي كانت تشتهر بالمطاعم المزدحمة. واستخدمت جذوع النخيل كحواجز على الطرق لمنع المفجرين الانتحاريين الذين يقودون سيارات ملغومة من الاقتراب. وقال سيف الحسيني، المتخصص في الكومبيوتر امام منزل عائلته في حي الزيونة الذي كان من الاحياء الفخمة،"في الليل نقوم بدورياتنا الخاصة وفي الصباح تنفجر السيارات الملغومة عادة ما بين الساعة السابعة والساعة الثامنة ولهذا لا يخرج الناس".