رقم سلبي لياسين بونو مع الهلال    استشهاد 13 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة    استمرار ارتفاع درجات الحرارة ونشاط الرياح المثيرة للأتربة على عدة مناطق في المملكة    أكثر من 6000 حاجاً يتلقون الخدمات الصحية بمدينة الحجاج بمركز الشقيق خلال يومين    القاسم يقدم ورشة بعنوان "بين فصول الثقافة والصحافة"    جمعية نماء تنفذ برنامجًا شبابيًا توعويًا في بيت الثقافة بجازان    إطلاق النسخة التجريبية لأكبر مشروع للذكاء الاصطناعي في المسجد النبوي    اتفاقية تعاون بين قدرة للصناعات الدفاعية وفيلر الدفاعية لتعزيز الصناعات العسكرية بالمملكة    محافظ الزلفي يدشن ملتقى الباب للتمكين التقني    المملكة تحتل المركز الثاني عالميًا بعد الولايات المتحدة في جوائز "آيسف الكبرى"    الفريدي يحصل على الماجستير في الإعلام الرقمي    تشلسي يفوز على مانشستر يونايتد في الجولة ال (37) من الدوري الإنجليزي    صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على منح وسام الملك عبدالعزيز    النصر يتعادل إيجابياً مع التعاون في دوري روشن للمحترفين    النفط يتجه لثاني أسبوع من المكاسب    النصر يتعادل أمام التعاون ويفقد فرصة اللعب في دوري أبطال أسيا للنخبة    الRH هل يعيق الإنجاب؟    الرياض عاصمة القرار    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يحصد 23 جائزة في مسابقة آيسف 2025    سيرة الطموح وإقدام العزيمة    سلام نجد وقمة تاريخيّة    الاتحاد حديث الصحف العالمية بعد التتويج بلقب دوري روشن    سمو الأمير سلطان بن سلمان يدشن "برنامج الشراكات العلمية العالمية مع أعلى 100 جامعة " مع جامعة كاوست    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 53,119 شهيدًا    إمام وخطيب المسجد النبوي: تقرّبوا إلى الله بالفرائض والنوافل.. ولا وسائط بين العبد وربه    الدوسري في خطبة الجمعة: الدعاء مفتاح الفرج والحج لا يتم إلا بالتصريح والالتزام    نادي الاتفاق يتحصل على الرخصة المحلية والآسيوية    جمعية تعظيم لعمارة المساجد بمكة تشارك في معرض "نسك هدايا الحاج"    نائب رئيس جمعية الكشافة يشارك في احتفالية اليوبيل الذهبي للشراكة مع الكشافة الأمريكية في أورلاندو    أمانة القصيم تطرح فرصة استثمارية لإنشاء وتشغيل وصيانة لوحات إعلانية على المركبات بمدينة بريدة    أمانة القصيم تقيم حملة صحية لفحص النظر لمنسوبيها    زمزم الصحية تشارك في فرضية الطوارئ والكوارث    أمين الطائف" يطلق مبادرةً الطائف ترحب بضيوف الرحمن    46٪ لا يعلمون بإصابتهم.. ضغط الدم المرتفع يهدد حياة الملايين    مبادرة طريق مكة والتقدير الدولي    بلدي+ .. أول تطبيق للخرائط المحلية وإعادة تعريف تجربة التنقل في مدن المملكة        "الصحة" تُصدر الحقيبة الصحية التوعوية ب 8 لغات لموسم حج 1446ه    برشلونة بطلاً للدوري الإسباني للمرة 28 في تاريخه    الرياض تعيد تشكيل مستقبل العالم    "هيئة تقويم التعليم والتدريب" تطبق الاختبارات الوطنية "نافس"    ضبط مصري نقل 4 مقيمين لا يحملون تصريح حج ومحاولة إيصالهم إلى مكة    انطلاق "عرض سلافا الثلجي" في الرياض    الاتحاد السعودي يختتم برنامجه الرياضي في مخيم الزعتري بالأردن    مُحافظ الطائف يستقبل مدير فرع هيئة التراث بالمحافظة    نائب أمير الرياض يطّلع على برامج وخطط جائزة حريملاء    أمير منطقة تبوك يرعى حفل تخريج الدفعة ال 19 من طلاب وطالبات جامعة تبوك    تحذيرات فلسطينية من كارثة مائية وصحية.. «أونروا» تتهم الاحتلال باستخدام الغذاء كسلاح في غزة    جناح سعودي يستعرض تطور قطاع الأفلام في" كان"    أكد أن كثيرين يتابعون الفرص بالمنطقة… ترامب لقادة الخليج: دول التعاون مزدهرة.. ومحل إعجاب العالم    أسرتا إسماعيل وكتوعة تستقبلان المعزين في يوسف    رؤيةٌ واثقةُ الخطوةِ    الحدود الشمالية.. تنوع جغرافي وفرص سياحية واعدة    عظيم الشرق الذي لا ينام    الهيئة الملكية لمحافظة العلا وصندوق النمر العربي يعلنان عن اتفاقية تعاون مع مؤسسة سميثسونيان لحماية النمر العربي    نائب أمير منطقة تبوك يشهد حفل تخريج متدربي ومتدربات التقني بالمنطقة    مُحافظ الطائف يشهد استعداد صحة الطائف لاستقبال موسم الحج    ولي العهد والرئيس الأمريكي والرئيس السوري يعقدون لقاءً حول مستقبل الأوضاع في سوريا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسائل من الملك عبدالله الى قادة اميركا وبريطانيا وروسيا - بري : وقف فوري للنار ترافقه مفاوضات لتبادل الاسرى تتولاها الحكومة . العدوان الاسرائيلي في يومه ال 11:معارك برية وقصف لإسكات الإعلام
نشر في الحياة يوم 23 - 10 - 2011

يشهد البيت الابيض اليوم محادثات اميركية - سعودية تتركز على سبل احتواء التصعيد الخطير في لبنان ومنع نيرانه من تخطي مسرحها الحالي. وبعد المحادثات تغادر وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى الشرق الاوسط سعياً الى توفير"أسس سياسية لوقف دائم للنار". وقبل مغادرة رايس جدد بوش تحميل"حزب الله"مسؤولية اطلاق التدهور الحالي مكرراً ادانته لسياستي سورية وايران. واظهرت مواقف الامس بدايات تباين في المواقف بين الولايات المتحدة وكل من فرنسا وبريطانيا. راجع ص 2، 3، 4، 5، 6 و7
وتأتي هذه الحركة الديبلوماسية في وقت شهدت فيه بلدة مارون الراس اللبنانية معارك عنيفة بين قوات اسرائيلية توغلت داخل الاراضي اللبنانية ومقاتلي"حزب الله"الذي أمطر امس مدناً وقرى في شمال اسرائيل، بينها حيفا، بعشرات الصواريخ.
وكان لافتا امس قيام الطائرات الاسرائيلية بقصف محطات ارسال تلفزيوني وهوائيات الاتصالات الخلوية. وادى القصف الى استشهاد زميل من"المؤسسة اللبنانية للارسال"ال. بي. سي. كما تعرض فريقان من محطتي"العربية"و"الجزيرة"لعملية تخويف استهدفت ابعادهما عن المنطقة الحدودية في لبنان. وبدا واضحا ان اسرائيل تتعمد ابعاد الاعلام او تعطيله لمنعه من نقل المجازر التي ترتكبها قواتها في لبنان، والتي ادت الى انطلاق تظاهرات احتجاج في عواصم عربية وعالمية.
وكان اليوم الحادي عشر من العدوان الإسرائيلي على لبنان شهد افراغ معظم القرى الجنوبية الحدودية من سكانها باستثناء تلك التي يعجز أهاليها عن التحرك بسبب استهداف الطيران الإسرائيلي لها وارتكابه المجازر عليها، وتوغل المدرعات الإسرائيلية عشرات الأمتار داخل الأراضي الجنوبية، على ثلاثة محاور مطلة على القطاعين الشرقي والأوسط والغربي، بعد المعارك التي دارت على تلك المحاور خلال الأيام الماضية.
وفيما دارت اشتباكات عنيفة بعيد السادسة مساء أمس على هذه المحاور وغيرها على رغم ان التوغل الإسرائيلي كان ما زال محدوداً وفق الصور التي استطاع بثها مراسلو محطات التلفزة من الجنوب، فإن انذاراً جديداً سبق التوغلات المدرعة الإسرائيلية بضرورة إخلاء عشرات القرى الحدودية التي بقي فيها سكان قبل السادسة مساء، وتولت الأمم المتحدة نقل هذا الإنذار خلال النهار للسلطات اللبنانية.
واستمر امس جنون الآلة العسكرية قصفاً وتدميراً، في مناطق عدة، مع التركيز أكثر على المنطقة الحدودية الجنوبية والمناطق الوسطى وصولاً الى مجرى نهر الليطاني إضافة الى قصف منطقة البقاع الغربي المتصلة بالمناطق الجنوبية الشرقية ودك مناطق جبلية في البقاع الشرقي. وقصفت المقاومة مدينة حيفا والعديد من البلدات والمستعمرات الإسرائيلية مثل صفد ونهاريا وكرمائيل شمال إسرائيل وتحدثت المصادر الإسرائيلية، وسط تعتيم على المعلومات عن نتائج هذا القصف، عن سقوط زهاء 100 صاروخ، وعن إصابة 20 اسرائيلياً بجروح.
وكان الطيران الإسرائيلي مشّط القرى الجنوبية في شكل غير مسبوق أمس، وتعذر إحصاء عدد الغارات، مخلفاً 6 شهداء وعشرات الجرحى ودماراً مخيفاً في العديد منها لا سيما بلدة الخيام الحدودية، والكثيفة السكان. وطاول القصف معظم قرى النبطية التي استهدفت فيها ثكنة للجيش والقرى المحيطة بحاصبيا اضافة الى سوق البلدة نفسها، فضلاً عن مدينة بنت جبيل، واستهدف مجرى نهر الليطاني بأكثر من 20 غارة، ودمّر آخر معبر بين جنوب الليطاني وشماله وعزل بذلك الجنوب بعمق 25 كيلومتراً عن سائر لبنان، في ما بدا أنه تمهيد للعمليات البرية.
وكان أمس شهد نزوحاً كبيراً للجنوبيين فاكتظت مراكز استقبال المهجرين في بيروت والجبل بهم بعد أن تضاعفت أعدادهم خلال الساعات ال 48 الماضية، وشهدت الطرقات انتقال عائلات بالسيارات الصغيرة التي رفعت قطع قماش أبيض خوفاً من القصف الإسرائيلي، ونقل جزء من النازحين الجدد الى مناطق شمالية، وسط استمرار صعوبات الإمداد بالمساعدات.
ومع عملية تفريغ اسرائيل لجزء من الجنوب استهدفت الإعلام البصري والسمعي على نطاق واسع أمس فقصفت محطات الإرسال التلفزيونية وهوائيات الهاتف الخليوي في كل من مناطق فتقا في كسروان، جبل تربل قرب طرابلس، جبل أيطو في مرتفعات إهدن وجبل فيع في قضاء الكورة، وأدى قصف محطة الإرسال في فتقا الى استشهاد رئيس المحطة التابعة لتلفزيون"ال. بي. سي"سليمان شدياق وجرح اثنين من العاملين في الإرسال معه. وأدى قصف هذه المحطات الى تعطيل ارسال معظم التلفزيونات اللبنانية بدءاً ب"أل. بي. سي"، مروراً ب"المنار"،"المستقبل"،"تيلي ليبان"الرسمي انتهاء ب"نيو. تي. في"، واذاعة"لبنان الحر"، عن منطقة الشمال ومناطق جبلية أخرى. ورأى وزير الإعلام غازي العريضي أن العدو الإسرائيلي"يريد تحقيق المرحلة الثانية من عدوانه الهمجي من دون اعلام. وهذا يعني أنه يهيئ لارتكاب مجازر جديدة.
وليلاً عاد الطيران الإسرائيلي فأغار على محطة ارسال"أل. بي. سي"في منطقة المزار الجبلية فدمرها بالكامل.
وعلى رغم فتح الممر البحري الإنساني بناء لتحرك فرنسي - دولي فإن إيصال المساعدات الى المنكوبين والنازحين ما زال متعذراً.
وأعلن رئيس مكتب التنسيق العسكري الإسرائيلي لوكالة"فرانس برس"ان اسرائيل فتحت ممراً بحرياً وجوياً آمناً للسماح بوصول شاحنات المساعدات الإنسانية الى لبنان. وقال الميجور اساهيل افراهام"لقد سمحنا بفتح ممر آمن بطول 80 كلم وعرض ثمانية كلم الى ميناء بيروت لوصول السفن والطائرات"، في اشارة الى المروحيات على ما يبدو".
وأضاف:"أعلنا أن أي بلد يرغب في دعم جهود المساعدات الإنسانية للبنان يمكن ان يفعل ذلك بالتنسيق معنا".
إلا أن افراهام أشار الى أنه لم"تتصل أي منظمة دولية مثل الأمم المتحدة بالسلطات الإسرائيلية لتقديم مثل هذا الطلب".
وفي وقت استمر نزوح رعايا العديد من الدول الأجنبية وأنهى بعض السفارات عمليات الإجلاء، وجهت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان السيدة منى همّام باسم وكالات المنظمة الدولية للشؤون الإنسانية رسالة أكدت فيها ان لبنان"يواجه أزمة انسانية لها أبعاد كارثية فالعمليات العسكرية أدت الى تهجير الكثيرين ومحاصرة آخرين وعزلهم... وكل يوم يمر يعني استنفاداً للمخزون الوطني من الأغذية والوقود وبعض الأدوية"... وأشارت الى انه"على رغم قدرة الحكومة على مواجهة الأزمة، تبقى المشكلة الأساسية في عدم القدرة على ايصال السلع الأساسية الى المحتاجين"، وأوضحت أن المؤونة في لبنان تتضاءل. وتوجه وكالات الأمم المتحدة كافة نداء عاجلاً غداً الاثنين للحكومات والمنظمات القادرة على المساعدة لتضم جهودها الى الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية لأن"الوقت ثمين".
مجلس الوزراء
وعقد مجلس الوزراء اللبناني أمس لبحث الوضع الانساني والتطورات الميدانية والتطورات في المواقف السياسية الخارجية والدعوة الى المؤتمر الدولي في روما في 26 تموز يوليو الجاري.
وقال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تعليقاً على استهداف محطات الاتصال والإرسال"ان الاسرائيلي لن يتورع عن القيام بأي شيء ويحاول اصابة أماكن حساسة وهذه آخرها". وعن مشاركة لبنان في المؤتمر الدولي في روما أجاب:"لا دعوة رسمية حتى الآن الى حضور هذا المؤتمر".
وعن بوادر الاجتياح البري وإمكان مشاركة الجيش أكد رئيس الحكومة ان"الجيش اللبناني سيرد اذا تعرض للهجوم".
وعن التنسيق بين الحكومة و"حزب الله"قال:"التنسيق جار مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري وهو على اتصال دائم مع حزب الله". وقال: ان الحكومة تعمل على تحقيق وقف النار"ولن نفقد الأمل ولن نقلل من الصعوبات والسعي مستمر من أجل تحقيق وقف اطلاق نار شامل".
من جهته، أكد بري الذي كان الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله أعلن تفويضه بالتفاوض في تصريحات بثها تلفزيون"إن. بي. إن"الإصرار على"وقف اطلاق نار فوري أولاً وان تبدأ في الوقت نفسه مفاوضات من أجل تبادل المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية بالجنديين الأسيرين وان تتولى الحكومة اللبنانية هذه المفاوضات عبر طرف ثالث، من دون أي حزب أو أي طرف. وهذا مقبول من حزب الله ومن قبلنا".
ورأى بري أن أي مشروع آخر يتعلق بتطبيق القرار الدولي الرقم 1559 أو أي مشاريع أخرى، قابل للنقاش الذي"كنا بدأناه في مؤتمر الحوار اللبناني". واستغرب بري أن تكون الإدارة الأميركية صرحت بأنها لا تطلب مهلة سريعة من اللبنانيين لتنفيذ القرار الدولي وان يصبح الإسرائيلي مسؤولاً عن التنفيذ". وقال:"لسنا على استعداد أبداً أبداً لمناقشة أي اقتراح تحت القصف وهذا ما أبلغته لوزير خارجية فرنسا"فيليب دوست بلازي أول من أمس. وأوضح أنه"لا فرق بين الحكومة وبيني وبين"حزب الله"عندما يتعلق الأمر بعدوان اسرائيلي".
الموقف من واشنطن
وفي واشنطن، أكد مسؤول اميركي رفيع المستوى ل"الحياة"ان الجهود الديبلوماسية الاميركية والدولية لنزع فتيل الازمة اللبنانية-السورية لن تنجح بمعزل عن العمليات العسكرية الاسرائيلية ضد"حزب الله"والتي تستهدف"اضعافه الى اقصى درجة ممكنة بهدف تمكين الحكومة اللبنانية من قبول شروط المبادرة السلمية على أساس القرارات الدولية".
واضاف المسؤول ان بلاده"ستواصل ايضا ضغوطها السياسية على سورية وايران عبر وسائل عدة"لم يوضح طبيعتها"كي تفهم دمشق وطهران انهما لن تستفيدا من استمرار الازمة". واشار الى ان ايران وسورية تقفان وحدهما في مواجهة شبه اجماع عربي ودولي يرفض قيام تنظيمات مسلحة بتحديد الاجندات السياسية لدول المنطقة وخياراتها في كيفية التعامل مع النزاعات الاقليمية.
واشاد المسؤول الاميركي بالدور القيادي لكل من السعودية ومصر في العمل لضمان"عدم تمكن قوى اقليمية من زعزعة الاستقرار في المنطقة من خلال تأجيج النزاعات والسعي للإستفادة من تنظيمات ارهابية تعمل لمصلحتها". وجاء هذا الموقف عشية وصول وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل يرافقه الامين العام لمجلس الامن الوطني السعودي الامير بندر بن سلطان الى واشنطن لإجراء محادثات مع الرئيس جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس تتركز حول افضل السبل لتسوية الازمة وضمان عدم خروجها عن اطار السيطرة بالتعاون مع الاطراف المعنيين.
وذكرت"وكالة الأنباء السعودية"أن سعود الفيصل سينقل رسائل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى قادة أميركا وبريطانيا وروسيا، تتعلق بنزع فتيل الأزمة في منطقة الشرق الأوسط.
وفيما اكد مسؤولون اميركيون رفضهم التفاوض مع ايران وسورية او"حزب الله"في سياق الجهود الديبلوماسية، قالت مصادر ديبلوماسية عربية في واشنطن ان واشنطن لن تعارض قيام اطراف اقليمية اخرى بنقل وجهة نظرها الى كل من دمشق وطهران وحضهما على تهدئة الاوضاع من خلال الضغط على"حزب الله"لوقف التصعيد. ولفت ناطق بإسم مجلس الامن القومي الاميركي الى ان واشنطن لن تطلب من اسرائيل وقف اطلاق النار ضد اهداف عسكرية ل"حزب الله"قبل ان يوافق الحزب على نزع سلاحه والانسجام مع قرار الغالبية اللبنانية وتوجه غالبية دول المنطقة والمجتمع الدولي.
ويتوقع ان يسعى وزير الخارجية السعودي الى اقناع واشنطن بضرورة الضغط على اسرائيل لوقف عملياتها العسكرية فورا لتمكين الجهود الديبلوماسية من تحقيق تقدم في ظل اجواء اكثر موائمة في اطار من الشرعية الدولية.
وكان بوش اكد امس أن أحد اهم اهداف زيارة رايس للمنطقة محاولة عزل ايران وسورية. وقال انها"ستوضح أن حل الازمة يتطلب مواجهة الجماعة الارهابية التي تشن هجمات والدول التي تدعمها". وأضاف أن سورية"هي الراعي الرئيسي"للحزب وزودته بأسلحة إيرانية الصنع، مضيفاً أن أعمال سورية وايران"تهدد الشرق الاوسط برمته وتقف في طريق حل الازمة الحالية وإحلال سلام دائم". واتهم"حزب الله باخفاء الصواريخ في الاحياء المدنية ومحاولاته تقويض الحكومة المنتخبة ديموقراطياً"، ما يظهر أنه"ليس صديقاً للبنان".
قنابل اميركية لاسرائيل
ونقلت صحيفة"نيويوك تايمز"عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الإدارة عجلت تسليم شحنة من القنابل الدقيقة التوجيه إلى إسرائيل بناء على طلب قدمته الاسبوع الماضي. وأضاف المسؤولون أن"قرار الإسراع في شحن الأسلحة إلى إسرائيل اتخذ بعد نقاش بسيط بين مسؤولي إدارة بوش".
ولم يعلن البنتاغون الصفقة، فيما رفضت السفارة الإسرائيلية لدى واشنطن التعليق عليها. وأشارت الصحيفة إلى مخاوف من أن يؤدي الإعلان عن الصفقة إلى"إغضاب الحكومات العربية ودول أخرى، لأنه سيظهر أميركا في موقع المساعد النشط لإسرائيل في حملتها العسكرية ضد لبنان، في مقابل جهود إيران لتسليح حزب الله وتقويته".
ولفت المسؤولون الذين يعملون في وكالتين حكوميتين إلى أن الشحنة الأميركية هي جزء من صفقة تقدر بملايين الدولارات اعتمدت العام الماضي، ويحق لإسرائيل أن تسحب منها وقت الحاجة. غير أن مسؤولين عسكريين اعتبروا طلب إسرائيل العاجل تسلم قنابل موجهة بالليزر والأقمار الاصطناعية"أمراً غير معتاد"يؤكد أن تل أبيب لا تزال لديها لائحة طويلة من الأهداف المطلوب قصفها في لبنان.
وفي حين رفض مسؤولو البنتاغون تقديم وصف تفصيلي للشحنة ومحتوياتها وطريقة شحنها، فإن الصفقة التي طلبت إسرائيل في إطارها هذه الأسلحة تخولها طلب أكثر من 100 قنبلة من طراز"غي بي يو-28"التي توجه بالليزر وتزن نحو 2300 كلغم، وهي مصممة لاختراق التحصينات الخرسانية، إضافة إلى قذائف أخرى موجهة بالأقمار الاصطناعية. وقد تستخدم إسرائيل هذه القنابل للوصول إلى مخابئ"حزب الله"تحت الأرض، حيث يُعتقد أن قادة الحزب يختبأون.
ويصف إعلان الصفقة الذي أصدره البنتاغون العام الماضي قنابل"غي بي يو-28"بأنها"سلاح خاص تم تطويره لاختراق مراكز القيادة الحصينة الموجودة على مسافات بعيدة تحت الأرض". وأضاف أن"القوات الجوية الإسرائيلية ستطلق هذه القنابل باستخدام طائرات اف-15".
اليوماري
وفي ابو ظبي، رجحت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل اليوماري مشاركة بلادها في القوة الدولية المقترحة للمرابطة على الحدود بين لبنان وإسرائيل. وأعربت عن اعتقادها"بأن الرئيس جاك شيراك سيقرر مشاركة فرنسا في هذه القوة"، ولفتت الى أن الاقتراح بتشكيل هذه القوة جاء من قبل شيراك في اجتماع قمة الثماني الذي عقد الأسبوع الماضي في روسيا.
وشددت وزيرة الدفاع الفرنسية في مؤتمر صحافي امس على"أن هذه القوة لا معنى لها إذا لم يرافقها اتفاق يحدد الإطار المناسب لها والمهمات المسندة اليها والوسائل التي ستعطى لها لتنفيذ مهماتها"، إضافة إلى اتفاق يضمن استمرار الأمن والهدوء في المنطقة.
واشارت الوزيرة الفرنسية الى وجود تباين بين الموقفين الفرنسي والأميركي في التحرك لايجاد حل للأزمة الراهنة. وأكدت ان فرنسا"تؤيد قبل أي شيء وقف القتال"على عكس الولايات المتحدة التي تقول بضرورة التوصل الى حل المشكلة قبل وقف القتال. وانتقدت ما ذكرته وزيرة الخارجية الأميركية كونداليز رايس عن أن الأزمة الراهنة هي البداية لشرق أوسط جديد. وقالت:"نسمع الأميركيين يقولون منذ زمن مصطلحي قديم وجديد"، معتبرة ان الأمور لا تتم بهذا الشكل وان أي نموذج سياسي"لا يمكن أن يفرض من الخارج"لأن لكل دولة ثقافتها وتاريخها اللذين لا يمكن تجاوزهما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.