يحلم صانع ألعاب المنتخب الفرنسي زين الدين زيدان بمنح بلاده لقب مونديال ألمانيا الذي ينطلق الجمعة المقبل، قبل ان يضع حداً لمسيرته الرائعة في الملاعب، التي توجها بلقب النسخة ال16 قبل 8 اعوام بفوز بلاده بالكأس الغالية على حساب البرازيل عام 1998 3- صفر، على ملعب"ستاد دو فرانس"في ضاحية سان دوني الباريسية. ويأمل زيدان بأن يعود الى نكهة الالقاب بعدما غابت عنه لثلاثة مواسم على التوالي مع فريقه الاسباني ريال مدريد، الذي تركه مع انتهاء الموسم، على رغم ارتباطه معه بعقد لعام اضافي. ويشكل زيدان احد رموز الكرة الفرنسية والعالمية التي طبعت الملاعب بأسلوبها الخاص، وهو يعتبر افضل من حمل الرقم"10"في منتخب بلاده، الى جانب ميشال بلاتيني، الذي اهدى فرنسا لقبها الدولي الاول بتتويجها بطلة لامم اوروبا عام 1984 بستجيله 5 اهداف في 9 مباريات، وريمون كوبا، الذي كان قاب قوسين من قيادة بلاده الى نهائي مونديال 1958، الا انه اصطدم بمنتخب برازيلي ضم بصفوفه لاعب يحمل الرقم نفسه، فسقط الفرنسيون وكوبا امام بيليه ورفاقه في الدور نصف النهائي 2-5. ويبقى سجل زيدان الاكثر بريقاً بحصوله على جائزة الكرة الذهبية، التي تمنحها مجلة"فرانس فوتبول"عام 1998، كما حصد في العام عينه لقب افضل لاعب في العالم، ثم كرر الانجاز عام 2000 بعدما قاد"الديوك"الى لقب امم اوروبا خلال ذلك العام، وحصل على الجائزة نفسها عام 2003 . ولم يستطع"زيزو"الابتعاد كثيراً عن اجواء المنتخب بعد اعتزاله اللعب دولياً في آب اغسطس 2004، فعدل عن قراره وعاد الى الساحة الدولية في اب الماضي وسط تهليل الصحف المحلية التي عنونت"لقد عاد". ولعب زيدان دوراً اساسياً مع زميليه العائدين عن الاعتزال مدافع يوفنتوس الايطالي ليليان تورام ولاعب وسط تشلسي الانكليزي كلود ماكيليلي، في تأهل فرنسا الى نهائيات المونديال، وستلعب في المجموعة السابعة الى جانب سويسرا وكوريا الجنوبية وتوغو. واعتبر زيدان انه لم يعد عن اعتزاله اللعب دولياً لكي يلفت الانظار بطريقة مسرحية، بل ليذهب حتى النهاية والفوز باللقب العالمي للمرة الثانية. وما زال الفرنسيون يحلمون باللحظات السحرية التي منحهم اياها زيدان، اولها بتسجيله هدفين في نهائي مونديال بلاده عام 1998 امام البرازيل، وبنجاحه في ترجمة ركلة جزاء في الدقيقة 117 من مباراة فرنسا مع البرتغال في نصف نهائي امم اوروبا 2000 في هولندا وبلجيكا، وتسجيله هدفين في الدقائق الاخيرة من اللقاء امام انكلترا في الدور الاول من بطولة امم اوروبا في البرتغال عام 2004، قلب من خلالهما تأخر بلاده صفر-1 الى فوز 2-1 بفضل ركلة حرة مميزة واخرى من نقطة الجزاء، ليقود فرنسا الى الدور ربع النهائي، قبل ان تخسر امام اليونان صفر-1 التي توجت باللقب على حساب منتخب الدولة المضيفة. وانفطرت قلوب الفرنسيين لاصابة نجمهم الساحر قبل مونديال 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية، ولم يتمكن من المشاركة الا في المباراة الاخيرة في الدور الاول امام الدنمارك، الا انه لم يحل دون خسارة فرنسا صفر-2 وخروجها خالية الوفاض من العرس الكروي من دون ان تهز شباك خصومها في المباريات الثلاث في هذا الدور. وكانت بداية الحلم الفرنسي مع زيدان خلال بطولة امم اوروبا عام 1996 في انكلترا، اذ كان من المتوقع ان يملأ نجمه الصاعد الفراغ الذي تركه كل من اريك كانتونا ودافيد جينولا، الا ان"زيزو"لم يكن على مستوى تطلعات بلاده التي خرجت من نصف النهائي امام تشيخيا، بسبب تعرضه لحادثة سير قبل انطلاق هذا الحدث، ما اثر في مستواه. ويأمل زيدان الذي سيبلغ 34 عاماً في 23 حزيران يونيو المقبل اي يوم لقاء فرنسا مع توغو، بأن يتناسى اخفاقي 2002 و2004 ويقود بلاده إلى مباراة التاسع من تموزيوليو المقبل على الملعب الاولمبي في برلين.