بعضها أغفل المونديال التزاماً بقرارات الفيفا . بانوراما عن المواقع الالكترونية العربية الرياضية : بين متابعة لاهثة لكأس العالم الكروية و ... تجاهلها !

ربما لا يصعب تفسير الاهتمام الذي تبديه شبكة الانترنت بكأس العالم لكرة القدم - المانيا 2006، خصوصاً ان كليهما عالمي التطلع والهوية والانتشار. وتنشر الشبكة الدولية للكومبيوتر أليافها الضوئية على امتداد الكوكب الأزرق. وكذلك يصعب العثور على حدث يشد اهتمام أكثرية شعوب الأرض على اختلاف أجناسها مثلما يفعل مونديال كرة القدم.
إذاً، يعكس اهتمام الانترنت بالمونديال واقع التفاعل بين الواسطة الاعلامية العالمية والحدث المنتشر في الحيّز الذي تُغطّيه تلك الواسطة عينها. ومن البديهي ان يحدث ذلك الامر أيضاً على صعيد عربي.
وتُظهر مجموعة كبيرة من المواقع الالكترونية العربية اهتماماً متعدد الأوجه بالمونديال، خصوصاً بعد"الإزعاج"الذي ولّده احتكار إحدى الفضائيات العربية بث مباريات المونديال الى هذه المنطقة، ما أضاف بُعداً جديداً الى اهتمامات المواقع الرقمية العربية بالمونديال.
الرقص على إيقاع الحدث
فيما ترقص المسابقة الكروية على ايقاعات"تانغو"الفريق الارجنتيني و"سامبا"الفريق البرازيلي، تبدو المواقع العربية المهتمة بالمونديال وكأنها ترقص على ايقاع السعي الى مواكبة الحدث الكروي. وتسعى الى مساعدة الجمهور العربي على مواكبة الحدث وتزويده بشتى المعلومات المتجددة باستمرار. وبدت مهتمة باستقطاب الجمهور الواسع، وخصوصاً الشباب الذين يمثلون الشريحة الاكبر من مستخدمي الانترنت. وبذا، دخلت تلك المواقع في منافسة، ولو نسبية، مع تنافس مع التلفزيون، على رغم امتلاك هذا الأخير وسائل جذب قوية كالصورة الحية والصوت والبث الآني وغيرها.
وفي المقابل، عمد بعض المواقع الالكترونية العربية المتخصصة بكرة القدم، مثل موقع"غول.نت"goal.net، الى... تجاهل المونديال! وتابع نشاطاته المتخصصة في متابعة أخبار تلك الرياضة بعيداً من كأس العالم، وكأن"كأساً"لم تكن. وينطبق الوصف عينه على الموقع العربي الضخم"ارابس غايت.كوم"arabsgate.com الذي غابت أخبار المونديال بشكل كلي عن قسمه المُخصص للرياضة.
واكتفى الموقع الليبي"ليبيكو.كوم"www.libico.com بنشر بعض أخبار الپ"فيفا"وقراراته المتصلة بالمونديال. ويلفت الى انه ركّز على انزعاج تلك الهيئة من بث صور المباريات على شبكات الإنترنت، وكذلك اعلانها العزم على تجنب حدوث الأمر في المونديال التالي. هل يمثّل الامر تبريراً من الموقع لعدم بث صور المباريات ووقائعها؟ أيّاً كان الجواب، فان ذلك الامر لم يمنع موقع"ليبيكو.كوم"من وضع استفتاء صغير عن افضل لاعب في المونديال.
وفي المقلب الآخر من المشهد الالكتروني العربي، عملت بعض المواقع بجهد على ملاحقة ايقاع الحدث الكروي. عبر نقل فوري لنتائج المباريات، مع تبيان نقاط الفرق وأهدافها وترتيبها ومجموعاتها، كالموقع الخليجي"يو آيه إي ويب.كوم"uaeweb.com. ونشر موقع"لايف سكور.كوم"livescore.com، الذي يُعرّف عن نفسه باعتباره متخصصاً في متابعة نتائج مباريات كرة القدم في كل انحاء العالم مباشرة.
وتتضمنت الصفحات الرياضية في مواقع مثل"راتب.كومratteb.com و"غاونت. جيران. كوم"gawnet.jeeran.com و"عيون.كوم"eyoon.com وغيرها أبواباً خاصة بأخبار كأس العالم ونتائجها. كما نظّمت بعض المسابقات مثل ترشيح المنتخب الذي سيفوز بالكأس في النهائيات، مع تخصيص جوائز للرابح كعامل جذب لزيارة الموقع. كما عرضت الأخبار والاستفتاءات الرياضية حول أفضل لاعب وأفضل منتخب وما الى ذلك.
بدا من البديهي ان تحظى كأس العالم في كرة القدم بحصة الأسد في المواقع والاقسام الشبكية المتخصصة بتلك الرياضة أصلاً. كما توسعت في تغطيتها لأخبار المونديال الى حد واسع، ما جعلها مصادر ثرية بالمعلومات، بما يُغني عما عداها.
جهد في المواقع المتخصصة كروياً
يعطي موقع"ارابو.كوم"arabo.com منفذاً الى موقع"كورة.كوم"kooora.com، المتخصص بالكرة المستديرة. وعند الدخول إليه تستقبلك في أعلى الشاشة مفاتيح ثلاثة تحمل عناوين"نتائج وصور حيّة"وهي تنقل أشرطة مُصوّرة عن آخر ثلاث مباريات منتهية في الكأس الألمانية. ويبدأ العرض من لحظة حضور الجمهور الى الملعب، وحتى صافرة الختام. كما تعرض لقطات مُنتقاة من المباريات وصوراً للاعبين العالميين. وأثناء المباريات الفعلية، ينقل الموقع صوراً مباشرة منها مذكراً كل فترة بنتيجتها، فتشعر وكأنك تتابع المباريات عبر شريط صوري حي متقلب ينسيك مسألة البث الحصري للمونديال.
ولا يكتفي الموقع بنقل صور المباريات إنما يقدم صفحة رياضية أشبه بمجلة شاملة مخصصة للمونديال.
فتنوع العناوين التي يشملها هذا الباب تزيد الموقع غنى في المعلومات وجذباً للمستخدم، وتعطيه الأفضلية عن سواه من المواقع الرياضية العربية المواكبة لمجريات الكأس العالمية في كرة القدم. وتشمل هذه عناوين وأخبار المراحل والنتائج، وتقارير مُطوّلة عن المنتخبات المُشاركة تشمل تاريخها وتشيكلاتها وخططها وتدريباتها وغيرها. كما تعرض تقارير عن المدن التي تستضيف المنافسات، وملاعبها وشوارعها واستعداداتها وغيرها.
وكذلك تُسلّط الضوء على ما يشبه ال"بيبلوغرافيا"عن هدافي كأس العالم وصوراً لمبارياتهم والاهداف التي سجلوها فأعطتهم شهرتهم. كما تلقي الضوء على اللاعبين والمدربين من جوانب عدة، إضافة إلى التصفيات المؤهلة لنيل الكأس، ومنتديات المونديال ومعلومات وإحصاءات ونوادر، ما يضيف جواً ممتعاً للموقع.
وتعرض موسوعة شاملة عن تاريخ كأس العالم منذ العام 1930. ولا يقتصر الأمر على الأخبار والمعلومات والتغطيات، بل تنتقل لتعرض بشكل بانورامي علاقة العالم العربي بالحدث تحت عنوان"العرب وكأس العالم". كما تفرد قسماً تتحدث فيه شخصيات معروفة في عالم الفن والسياسة عن الساحرة المستديرة، ويحمل عنوان"مشاهير يتحدثون عن كرة القدم"وهذه لفتة ذكية في جذب المستخدم الى الموقع لا سيما أن المشاهير يشكلون مادة دسمة تشفي غليل حشرية الفرد.
وينطبق وصف مُشابه على موقع"سبورت فور ايفر.كوم"sport4ever.com الذي يُعنون موقعه بعبارة"البث المباشر". والحال ان تلك"المباشرة"إنما تقتصر على نقل صور للمباريات ونتائجها بالإضافة إلى صور للأخطاء والأهداف المسجلة والجمهور. وعلى الرغم تخصص الموقع في مواكبة كأس العالم، الا انه يكتفي بنقل الصور والنتائج، مبتعداً عن مستجدات الأخبار والتقارير والتحاليل الرياضية، لا سيما تلك التي تتناول قرارات الفيفا والعقود والصفقات الرياضية، والتي تغيب عنه بشكل كلي. ويظهر مشهد معاكس في موقع"بايف ورلد كاب 2006. انفو"piveworldcup2006.info الذي تغيب عنه الصور وتكثر فيه الجداول الكبيرة المحتوية معلومات واسعة عن اللاعبين وعدد الأهداف ونقاط الفرق وغيرها. كما يعرض تقاريرحول تغطيات المباريات وتحقيقات رياضية لآخر الأخبار المتنوعة وأحاديث اللاعبين والمدربين وسواها. وفي المحصلة، يمكن الاعتبار أن المواقع العربية الرياضية عملت بجهد على مواكبة الحدث وإن بطريقة غير تقليدية متخطية حواجز الاحتكار لتقدم الأفضل وتبقى مرجعاً رياضياً إعلامياً ومعلوماتياً جاهزاً في كل لحظة.