لن يجد الجمهور الكروي مباراة نهائية على كأس دوري ابطال اوروبا، اكثر متعة مما هو متوقع في اللقاء بين الفريقين الاكثر اثارة وتشويقاً في السنوات الاخيرة، ارسنال الانكليزي وبرشلونة الاسباني، قد يكون النهائي الحلم للجميع، عدا لمدربيهما الفرنسي آرسين فينغر والهولندي فرانك رايكارد. لطالما تألق ارسنال في السنوات الاخيرة، وابدع في تقديم اجمل العروض، بقيادة نجمه الفرنسي تييري هنري وزملائه، مثلما أبدع برشلونة في العامين الاخيرين بقيادة الساحر البرازيلي رونالدينيو، لكن الفريقين الاكثر اثارة وعقلية ابداعية في الكرة الاوروبية، قد يولدان عرضاً كارثياً في 17 من الشهر الجاري في العاصمة الفرنسية باريس، كون الرهبة المتبادلة من قدرات الآخر الهجومية، والمواهب الفتاكة التي يتمتع بها كل فريق، قد تجبر المدربين على تخفيف حدة المغامرة والتركيز على ضمان تأمين المنطقة الدفاعية، وربما تكثيف الوجود العددي في المناطق الخلفية، اعتماداً على الهجمات المرتدة، مثلما فعلا في لقاءي الاياب في المرحلة السابقة ضد فياريال الاسباني وميلان الايطالي، كي يضمنا تأهلهما. قد يفتخر فينغر بوصول فريقه الى المباراة النهائية للمرة الاولى في تاريخ النادي اللندني، لكنه كم كان يتمنى الا يضم منافسه على اللقب الاغلى في اوروبا افضل لاعب في العالم البرازيلي رونالدينيو، وافضل لاعب افريقي الكاميروني صامويل ايتو، وكم كان يتمنى لو ان رأسية الاوكراني اندريه شيفتشينكو التي دخلت المرمى وألغاه حكم المباراة بداعي ارتكاب لاعب ميلان خطأ لم يحدث، أدت إلى صعود ميلان، مثلما تمنى رايكارد لو ان الارجنتيني ريكيلمي نجح في تسجيل ركلة الجزاء في الوقت الحرج من المباراة ضد ارسنال، وتغير منافسه على اللقب الى الجار فياريال الاقل خطورة. وللمقارنة، فإن المباراة النهائية الموسم الماضي جمعت اكثر فريقين تمتعاً بعقلية دفاعية خلال المشوار الى المباراة النهائية، ليفربول الانكليزي وميلان الايطالي، لكنهما انتجا واحدة من اروع المباريات، ان لم تكن الاروع، في تاريخ المسابقة، بعدما تقدم الطليان بثلاثة اهداف في الشوط الاول، ليرد عليهم الانكليز بمثلها، في اكثر الاحداث اثارة وتشويقاً، خصوصاً بعد كسبهم ركلات الترجيح الموقفة لدقات القلب. اذا كنا شهدنا نصف اثارة في مباراة الموسم الماضي، فإننا سنكون على موعد مع سهرة جميلة، لكن بعض المؤشرات والحسابات قد تقود الى توقع لقاء سلبي، خصوصاً ان اللقاء سيكون خاتمة المنافسات في القارة الاوروبية، التي تسبق"المونديال"العالمي، الذي يعلو وحده فوق استحقاق"التشامبيونز ليغ".