احيا الفلسطينيون في الوطن والشتات امس ذكرى مرور 58 عاماً على النكبة عام 1948، عندما احتلت المنظمات الصهيونية الجزء الأكبر من فلسطين التاريخية واقامت عليه دولة اسرائيل بعد ان طردت غالبية سكانها وحولتهم الى لاجئين في الدول المحيطة. وقد كشف تقرير للجهاز المركزي للاحصاء بهذه المناسبة ان عدد الفلسطينيين في الوطن والشتات بلغ أكثر من 11 مليونا اكثر من نصفهم بقليل من اللاجئين. وفي كلمة بهذه المناسبة قال الرئيس محمود عباس:"كنت ادرك ان الجانب الاسرائيلي يبحث عن اي ذريعة للادعاء بعدم وجود شريك فلسطيني لكي يواصل خطته الاحادية الجانب التي تستهدف الاستيلاء على قسم كبير من مساحة الضفة الغربية". واضاف ان ذلك"يعني عمليا القضاء على الحل القائم على اساس حل الدولتين، حسب رؤية الرئيس الاميركي جورج بوش وحسب ما ورد في خطة خريطة الطريق التي اقرها مجلس الامن الدولي تحت الرقم 1515". وقال عباس ان"المرحلة خطيرة وخطيرة جدا، فاسرائيل تواصل حصار وعزل القدس والاسراع في استكمال بناء جدار الفصل العنصري والاجتياحات يومية لمدننا وقرانا ومخيماتنا وكذلك عمليات القتل والاغتيال والاعتقال لابناء شعبنا والتدمير والتجريف لاراضينا". ودعا الرئيس الفلسطيني الاسرائيليين الى جعل العام الحالي 2006 عام سلام بين الجانبين، وخاطب الاسرائيليين قائلاً:"أقول لجيراننا الإسرائيليين، إننا نريد صنع سلام عادل ودائم معكم. نريد مستقبلاً أفضل لأبنائنا وأبنائكم، فتعالوا لنجعل من هذا العام عام السلام، ولنجلس إلى طاولة المفاوضات، بعيداً عن سياسة الإملاءات والحلول الأحادية الجانب، وليتوقف التذرع بعدم وجود شريك فلسطيني، فالشريك موجود، ونحن نمد يدنا إليكم لنصنع السلام"سلاماً نسعى لتحقيقه عبر التفاوض". ودعا اللجنة الرباعية إلى عقد مؤتمر دولي يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وخطة خريطة الطريق محدداً اهداف الفلسطينيين بالوصول الى سلام"تقوم بموجبه دولة فلسطينية حرة ديموقراطية عاصمتها القدس الشريف". وطالب الفلسطينيين بعدم اطلاق الصواريخ من قطاع غزة مشيرا الى ان اسرائيل تستخدم هذه الصواريخ"العابثة"حسب تعبيره وسيلة لتصعيد عدوانها العسكري ضد القطاع. ودعا حكومة"حماس"، من دون ان يذكرها بالاسم، الى تبني مبادرات سياسية، مشيراً الى ان هذه المبادرات الى جانب الكفاح الفلسطيني المسلح كانت الوسيلة لنيل الاعتراف الدولي والعربي بالهوية الفلسطينية. ونظمت في الاراضي الفلسطينية مسيرات ومهرجانات ومؤتمرات جماهرية وندوات ثقافية ومعارض تراث لاحياء ذكرى ضياع فلسطين واقامة اسرائيل. وانطلقت المسيرات عند الثانية عشرة ظهرا بعد اطلاق صفارات انذار في عدد من المدن وعبر اذاعة"صوت فلسطين". وبين الجهاز المركزي للاحصاء في تقرير له عن اوضاع الفلسطينيين في ذكرى النكبة ان عدد الشعب الفلسطيني تضاعف سبع مرات منذ النكبة عام 48. وقال التقرير ان عدد الفلسطينيين بلغ حوالي 11.1 مليون نسمة، نصفهم تقريباً 5.1 مليون نسمة لاجئون. وجاء في تقرير جهاز الاحصاء ان اسرائيل احتلت عام 48 ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية، وانها دمّرت 531 تجمعاً سكانياً وطردت وشردت حوالي 85 في المئة من السكان. وجاء في التقرير ان عدد الفلسطينيين الذي طردوا في عام النكبة بلغ 750.000 نسمة، وان حوالي 350.000 نسمة هُجروا في العام 1967. واشار الى ان اللاجئين يتوزعون في الأردن نحو 3 مليون ونحو 1.6 مليون في باقي الدول العربية، فيما يتوزع الباقون في مختلف أنحاء الكون. وتوقع التقرير ان يتساوى عدد الفلسطينيين واليهود في فلسطين التاريخية الواقعة بين النهر والبحر بحلول عام 2010. وقال التقرير ان اللاجئين يعيشون في 59 مخيماً تتوزع بواقع: 10 مخيمات في كل من الأردن وسورية، و12 مخيماً في لبنان و19 مخيماً في الضفة، و8 مخيمات في قطاع غزة. وأشار الى ان 42.5 في المئة من السكان الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية هم لاجئون.