نظمت المانيا الغربية نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 1974، وهي المرة الوحيدة التي اقيم فيها"المونديال"على ارض ألمانية في 76 عاماً، وضمت تشكيلة أصحاب الأرض عدداً من الأفذاذ في تاريخ اللعبة، وعلى رأسهم كابتن المنتخب فرانز بيكنباور، وهو الرئيس الحالي للجنة المنظمة لكأس العالم 2006، ومعه الهداف الاول في تاريخ"المونديال"برصيد 14 هدفًا غيرد مولر، والمدافعان بول براتيز وبيرتي فوغتس، ولاعبا الوسط اوفرات ونيتزر، ووصلت ثقة الجماهير الالمانية بمنتخبها الذروة قبل تلك النهائيات، وكشفت استطلاعات الرأي التي أجريت بين الجماهير في عامي 1973 و1974 عن ارتفاع نسبة الترشيحات الى 71 في المئة بين الالمان لفوز منتخبهم بالكأس، ولم يتوقع اي الماني عدم اجتياز بلاده الدور الاول، وبالفعل فازت المانيا الغربية بالكأس، بعد ما تغلبت في المباراة النهائية على هولندا 2-1. مرت السنوات سريعة... وعادت نهائيات كأس العالم الى المانيا في 2006، لتصبح رابع دولة في التاريخ تنظم النهائيات مرتين بعد المكسيك 1970 و1986، وايطاليا 1934 و1990، وفرنسا 1938 و1998، ولكن تشكيلتها الحالية لا تضم اي لاعب من الأفذاذ عالمياً، باستثناء نجمين من اصحاب المستوى الاول، ولكن ليس بين الصفوة، وهما الحارس اوليفر كان والكابتن مايكل بالاك، ومع انخفاض عدد النجوم اهتزت ثقة جماهير الكرة الالمانية بمنتخبها، وهي لا تنسى أن فريقها بطل اوروبا 1996 - وهو اللقب الاخير للماكينات الالمانية دولياً - لم يتجاوز الدور الاول في بطولتي اوروبا 2000 و2004 في حدث مؤسف، ولقي هزيمة مذلة في ربع نهائي"مونديال"1998 من كرواتيا صفر- 3، وعلى رغم حصوله على المركز الثاني في كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، الا ان لم يلتقِ في كل الادوار اي منتخب كبير مثل ايطاليا، أو فرنسا، أو انكلترا، أو اسبانيا، أو الارجنتين، وسقط امام اول منتخب قوي صفر- 2 عندما واجه البرازيل في النهائي، وسبق للألمان خلال التصفيات السقوط المهين في ملعبهم وامام جماهيرهم في ميونيخ 1- 5 في مواجهة المنتخب الانكليزي، واخيراً، لم تحصل المانيا - ومجدداً على ملعبها ووسط جمهورها - على افضل من المركز الثالث في كأس القارات الصيف الماضي، بعد البرازيلوالارجنتين. اهتزاز النتائج ونقص النجوم وضياع الثقة، هي اسباب النقص الحاد في ترشيحات مكاتب المراهنات لمصلحة منتخب المانيا، في سباق الفوز بكأس العالم، ولكن المدهش كان في استطلاع الرأي الذي اجراه معهد"فورسا"الالماني في الاسبوع الجاري، بين ألف مشجع متحمس من اصحاب البطاقات الموسمية، التابعة لاربعين نادياً من الأندية المشاركة في مسابقات الدوري الالماني بدرجاته الثلاث الاولى، وهو استطلاع يجريه"فورسا"كل ثلاثة أشهر لقراءة حماسة وثقة الالمان بمنتخبهم، وهبطت نسبة الاشخاص الذين يرشحون المانيا للفوز بالكأس من 9 في المئة في نهاية 2005 الى 3 في المئة فقط، بعد الخسارة الثقيلة لالمانيا ودياً قبل اسبوعين امام ايطاليا 1-4، وتباينت آراء 97 في المئة ممن شاركوا في الاستفتاء، بين عدم القدرة على تجاوز الدور الاول في المجموعة التي تضم بولونيا واكوادور وكوستاريكا، ويرى 2 في المئة فقط أن المانيا لن تعبر هذا الحاجز، على رغم وجودها وسط جمهورها، وتباينت آراء 95 في المئة بين مغادرة"المونديال"في الادوار الثلاثة الاخرى، بين ثمن النهائي وربع النهائي ونصف النهائي، وكشف 66 في المئة من الذين أدلوا بأصواتهم في استطلاع الرأي، ثقتهم الكاملة بالمدير الفني الوطني يورغني كلينسمان، على رغم الهزيمة من ايطاليا، وطالبوا باستمراره حتى نهاية"المونديال"مهما كانت النتائج، ولو خسر مجدداً أمام الولايات المتحدة في المباراة الودية المقررة مساء 22 آذار مارس الجاري في دورتموند، ولدى الالمان مباراتان أخريان قبل انطلاق كأس العالم، ضد اليابان مساء 30 ايار مايو في ليفركوزن، وضد كولومبيا مساء 2 حزيران يونيو في غلادباخ... اي قبل اسبوع من مباراته الافتتاحية في"المونديال"ضد كوستاريكا. ورد كلينسمان على الجماهير الواثقة بقدراته، والراغبة في استمراره، بمنح ثقة مماثلة للاعبين الذين خسروا من ايطاليا 1-4، واكد استمرارهم في تمثيل بلادهم في نهائيات كأس العالم، وأعلن المدير الفني لألمانيا قائمة لاعبيه لمباراة الولايات المتحدة، وبينها 20 ممن كانوا في لقاء ايطاليا.