أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة انه لا توجد مبادرة عربية ولا حتى سعودية، إنما هي أفكار سورية حملها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وطالب بوقف آلة القتل في لبنان، معتبراً أن في استطاعة سورية أن تلعب دوراً في إنهاء قضية السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. وأكد السنيورة بعد زيارته رئيس الجمهورية اميل لحود في قصر بعبدا أمس، انه اتفق معه على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب خلال اليومين المقبلين، معلناً أن لحود سيتشاور في شأن مواضيع هذه الدورة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري. ورداً على سؤال عن طرح موضوع مجلس إسلامي سني- شيعي، قال: "الموضوع أعطي اكثر من اللازم. بالأمس طرح في جلسة عابرة بين المفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، وباركها الرئيس بري وباركتها أنا. لكن هذا عملياً لا يعني قيام مؤسسة، إنما عملية تنسيق بين رؤساء الطائفتين"، موضحاً أن هذا الموضوع "من شأنه أن يريح، حتى لا يحصل نوع من التشنجات". وعما إذا كان الحوار المطروح سيشمل غير الممثلين في البرلمان، أجاب: "الحديث الجاري مع الرئيس بري هو حوار برلماني". وأضاف: "هذه خطوة أولى، إذ يجب أن يجرى حوار برلماني، وفي فترة لاحقة يرى الاخوة ما إذا كانوا سيتناولون الموضوع من زاوية ثانية". وعن اقتراح النائب ميشال عون تشكيل حكومة اتحاد وطني، والذي أيده فيه الأمين العام لپ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، رد السنيورة: "العمل يجب أن يرتكز على عودة الزملاء المقاطعين. وأي كلام آخر لا يوصلنا إلى ما نرغب فيه". وعن تعليقه على قول الأمير سعود الفيصل إن "الورقة هي الآن بين أيديكم"، قال السنيورة: "خلال وجودي في المملكة العربية السعودية، نقل لي عبر الهاتف، السفير السعودي في لبنان الأفكار السورية المطروحة، وهي أفكار كان حملها الوزير الأمير سعود الفيصل الذي اكن له كل المحبة والتقدير. وكانت الأفكار مطروحة هي نفسها في السابق، إنما أدخل عليها بعض التعديلات في موضوع ترسيم الحدود والعلاقات الديبلوماسية على أساس صيغ يتفق عليها الطرفان"، مضيفاً: "هذه الأفكار لا تحل المشكلات التي نواجهها والتي نبغي أن نواجهها بكثير من الشجاعة والصراحة مع الإخوان السوريين، والكل يعرف مدى الأهمية التي أعلقها شخصياً ويعلقها معي الكثير من اللبنانيين على ضرورة أن تكون بيننا وبين سورية علاقات صحية وسليمة مبنية على الاحترام المتبادل والاعتراف باستقلال لبنان وسيادته. وبالتالي فإن الورقة المقدمة لا تلبي الأمور التي تجمع الغالبية الساحقة من اللبنانيين على تأكيدها". ورداً على سؤال ما اذا كانت الورقة السورية تتضمن اقتراحاً لتشكيل لجنة أمنية سورية- لبنانية مشتركة، أجاب: "نحن في لبنان حريصون على أن نكون قادرين على تعزيز سيادتنا واستقلالنا. هذا مبدأ أساس، وهو لا يعني أن الاستقلال والسيادة والحصول عليهما موقف معاد لسورية. بالعكس تماماً. كلما استطاع لبنان أن يؤكد سيادته واستقلاله كان ذلك بمثابة قوة له ولسورية، وهذه الورقة لا تلبي الطموحات اللبنانية، ونحن نعتبر أن ثمة خطوات ينبغي التشديد عليها". وأضاف: "أؤكد بداية الموضوع الأمني، وهو يتلخص بإيقاف آلة القتل، ومن جهة ثانية، هناك موضوع الوجود الفلسطيني المسلح خارج المخيمات"، مشيراً إلى قرارات مجلس الوزراء "في ما يتعلق بالاخوة الفلسطينيين، وهي أربعة أمور: الأول يتعلق بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات. وهذا القرار اتخذه مجلس الوزراء مجتمعا بكل أعضائه ويتلخص بأن ليس هناك من مبرر على الإطلاق للوجود الفلسطيني المسلح خارج المخيمات. والثاني يتعلق بالوجود الفلسطيني المسلح داخل المخيمات لجهة تنظيمه وضبطه، وهناك قرار واضح في هذا الخصوص من مجلس الوزراء. والثالث يتعلق بالتمثيل الديبلوماسي. وهذا قرار اتخذه مجلس الوزراء منذ أسبوعين. وفي ذلك نعتبر أننا جديون في تعاوننا مع الاخوة الفلسطينيين. وقمنا بتنفيذ ما تعهدناه في هذا الأمر، إذ لا نربط أي شيء بأي شيء. والرابع يتعلق بالأمور المعيشية والحياتية للفلسطينيين". وقال: "في خصوص الوجود الفلسطيني المسلح خارج المخيمات، فإن الشقيقة سورية تستطيع أن تؤدي دوراً أساسياً في إنهاء هذا الموضوع، واللبنانيون مصممون عليه. وبالتالي هذا ليس انتقاصاً من وضع الفلسطينيين ولا يؤدي إلى إنهاء الوجود الفلسطيني خارج المخيمات، باعتبار أننا نؤثر على حق العودة". وعما إذا كانت المبادرة العربية تأخذ هذا الأمر في الاعتبار، أجاب: "إخواننا العرب يشاركوننا في هذا الشأن. واعتقد انه ستكون هناك محاولات للأشقاء العرب، والشقيقة مصر ستؤدي دوراً في هذا الإطار". وعن حوار اللجنة المكلفة من مجلس الوزراء متابعة الموضوع الفلسطيني، أجاب: "نحن نعمل على هذا الموضوع. لكن الفلسطينيين غير متفقين في ما بينهم". وعن وصف النائب وليد جنبلاط سلاح المقاومة بسلاح الغدر، أجاب: "هذا الأمر رد عليه النائب جنبلاط. وتاريخ وليد جنبلاط الوطني والعروبي لا يحتاج إلى شهادة". ولفت السنيورة إلى أن الوضع الحكومي يؤثر على مؤتمر بيروت- 1، "لكننا مستمرون في العمل والاتصالات والتوضيح، وعقدنا جلسات مع كل الوزراء، ليكونوا على بينة من هذا البرنامج، وقمت بخطوات أخرى للقاء الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام لخلق حالة من التوافق على هذا البرنامج. ومن المهم أن يسود الاتفاق عليه من جميع اللبنانيين لأن على أساسه نتقدم من المجتمع الدولي والأصدقاء في العالم لمساعدتنا، فإذا لم نكن متفقين عليه، لا يمكن تكرار ما تم تحويله إلى مأساة في باريس- 2، علماً انه كانت له إيجابية كبيرة، لكنها أجهضت بعدم التوافق وعدم السير بالإصلاحات التي كانت سائرة". وعن كيفية حصول تلاق في المواقف بين الرئيس لحود المؤيد للمبادرة العربية، وبين موقفه المتحفظ عنها، أجاب: "أعتقد أننا لا نستعمل كلمة مبادرة عربية. لا توجد مبادرة عربية، ولا حتى سعودية. هي أفكار سورية حملها الأمير سعود الفيصل، ولكن ليست هناك بعد مبادرة عربية. حتى ما قيل بالنسبة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، لم تكن هناك مبادرة عربية بل كانت أفكار حملها ولم تجر متابعتها".