أثار كليب "العب العب" الذي عُرض أخيراً على الفضائيات الكثير من الاعتراضات، إذ اتهم المؤدي فيه سعد الصغير والشركة المنتجة بالإساءة إلى التراث المصري، بعدما استغلت الشركة أغنية "فات الميعاد" للسيدة أم كلثوم، فاستولت على مقاطع منها وأعادت توزيعها مع إدخال كلمات مبتذلة عليها بهدف الترويج للفيلم السينمائي "قصة الحي الشعبي" الذي سيعرض في عيد الأضحى، الأمر الذي دفع جمعية المؤلفين والملحنين إلى المطالبة بوقف الكليب. وعلق رئيس جمعية الملحنين والمؤلفين الشاعر عمر بطيشة على الموضوع بأنه لم يستطع الصمت"إزاء هذه المهزلة، التي شاهدها الملايين على الفضائيات المختلفة"، لذلك كان عليه أن يتدخل وفي شكل حاسم وفوري لمنع الإساءة إلى رمز من رموز الأغنية العربية، وتساءل:"لا أعرف حقاً كيف يصمت المجتمع على الجرائم التي ترتكبها الفضائيات في حق الغناء؟". وإذا كان بطيشة يأسف للمستوى المتدني الذي وصل إليه حال الغناء بسبب الفضائيات، فإن رئيس الرقابة على المصنفات الفنية علي أبو شادي يؤكد أن صلاحياته كرقيب تقف عند حدود الشريط السينمائي والكاسيت وليس له أي صلاحيات على الفضائيات. وأضاف بطيشة:"تدخلت هذه المرة لأن تلك الأغنية لم تكن ضمن سيناريو الفيلم الذي أجازته الرقابة، لذلك تضامنت مع الشاعر عمر بطيشة رافضاً الإساءة إلى أغان ما زالت تعيش في وجداننا". الأزمة وبعيداً من أغاني"البورنو كليب"التي تبثها الفضائيات الغنائية"ليل - نهار"، وحق كل متفرج في أن يشاهد ما يريد أو يضغط على زر الريموت كونترول لتغيير المحطة، هناك خيط رفيع بين انتشار هذه الأغاني وبين قيام بعض الفضائيات بالترويج لها، إذ دأبت البرامج الرئيسة في بعض المحطات على استضافة نجوم الأفلام وتقديم حلقة للترويج لأفلامهم السينمائية في شكل مسيء الى الذائقة العامة. فمثلاً عندما غنى سعد الصغير للحمار في فيلمه"عليَّا الطرب بالتلاتة"، استضافته قناة"روتانا"، وجلبت الى الاستوديو"حماراً"ليمتطيه ويغني له"بحبك يا حمار"، وهو أمر لا يحتاج الى تعليق! وهنا من الواجب طرح الأسئلة حول مسؤولية الإعلام في تدني الذائقة العامة، خصوصاً القنوات ذات البث المفتوح. فالفضائيات ساعدت على أن يتحول سعد الصغير إلى ظاهرة فنية يتهافت عليها منتجو السينما بعد نجاح أغنيته"بالعربي كده"وپ"شكراً على الآخر". والمفارقة أن سعد الذي غنى"للحمار"وپ"العنب"وپ"البيئة الطحن"قدم في أقل من ستة شهور 20 أغنية وثلاثة أفلام سينمائية استناداً الى نجاحه ونجوميته التي حققتها له الفضائيات.