تكرار التسريحة ذاتها، واللجوء إلى مراكز العناية بالبشرة في المناسبات، يبدو أمراً مزعجاً ومكلفاً لكثير من الفتيات السعوديات، على رغم أن جميعهن يحرصن على ذلك. لكن فكرة بدأت تأخذ حيزاً واسعاً من الانتشار أخيراً، دفعت عدداً من الشابات الى توسيع دائرة الإنفاق على الموضة لتشمل الالتحاق بدورات لتصفيف الشعر وأخرى في الماكياج وثالثة في صباغة الشعر وتلوين الخصلات تنظمها مراكز العناية بالبشرة بأسعار وأوقات مختلفة تصل إلى 130 دولاراً في الساعة الواحدة، وفي فترات تتجاوز الشهرين في بعض الأحيان. تؤكد سلمى 25 سنة التي التحقت بدورة في الماكياج أن ما دفعها إلى الالتحاق بالدورة، حاجتها اليومية لوضع الماكياج قبل الذهاب إلى العمل وفي حفلات المساء والأعراس، ولارتفاع تكلفة الماكياج في صالونات التجميل. وعلى رغم قولها أنها لم تستفد كثيراً مما تعلمته بسبب قصر المدة وعدم إتقان المدربة مهارات الماكياج، تنوي الالتحاق بدورات أخرى مشابهة تأمل من خلالها في الاستغناء عن الذهاب إلى صالونات التجميل. ولا يختلف الأمر كثيراً لدى لولو 23 سنة التي التحقت بدورات عدة لتصفيف الشعر والعناية بالبشرة، إلى جانب دورات أخرى في الماكياج، مشيرة إلى أنها حرصت على الالتحاق بمثل هذه الدورات لحاجتها إلى"تثقيف"نفسها في المقام الأول، ولعدم قناعتها بالماكياج في الصالونات التي لا"تفهم نوعية الماكياج والتسريحة التي تناسب الفتاة السعودية". وتبين لولو أنها استطاعت خلال فترة قصيرة من التحاقها بالدورات الاستغناء عن الذهاب إلى صالونات التجميل بنسبة 80 في المئة، إلى جانب مساعدة زميلاتها وقريباتها في وضع الماكياج وتصفيف الشعر، مشيرة إلى أن أبزر ما تعلمته في دورات التجميل، طريقة اختيار أدوات التجميل الملائمة لبشرتها، ونوعية الماركات المناسبة لها. وتشير إيمان العطار التي تعمل في أحد المراكز النسائية المتخصصة بتقديم الدورات التدريبية إلى أن مركزها بدأ بتقديم الدورات منذ أكثر من 6 سنوات، وقوبل حينها باستغراب العديد من الزائرات نظراً الى انحصار مفهوم التدريب بالمجالات التقنية والإدارية لدى العديد من الزائرات، مبينة أن المفهوم تغير كثيراً خلال السنتين الأخيرتين على وجه التحديد، وحظيت دورات الماكياج والعناية بالبشرة بإقبال كثيف من الفتيات من سن السادسة عشرة إلى سن الثلاثين، مشيرة إلى أن عدداً من الملتحقات بالدورات يهدفن إلى إقامة مشاريع تجارية من طريق الاستثمار في صالونات التجميل ومراكز العناية بالبشرة، فيما تهدف نسبة أخرى وخصوصاً في الأعمار ما دون الرابعة والعشرين إلى معرفة طريقة وضع الماكياج واختيار التسريحات المناسبة لهن، وأنواع الماكياج والشركات الملائمة للشراء. وتبين العطار أن مدة الدورات التي يقدمها المركز تتراوح بين شهر إلى شهر ونصف بمعدل ساعتين يومياً تستطيع من خلالها الفتاة إنجاز تسريحة وماكياج كامل لنفسها من دون مساعدة الآخرين، موضحة أن المدربات هن ممن حصلن على شهادات جامعية في تخصص التجميل والعناية بالبشرة، الأمر الذي كثف الإقبال على مركزها. وأدت كثافة الإقبال على دورات التجميل، إلى كثرة المراكز والصالونات التي تقدم تلك الدورات، بحسب نهى 28 سنة التي التحقت بعدد من الدورات التجميلية إلى حد ضياع هوية تلك الدورات، وقيام معظم الصالونات بتقديمها بطرق مختلفة وبأوقات تختصر ببضع ساعات طمعاً في جذب عدد أكبر من المتدربات، من دون وجود مفهوم واضح للتدريب لديها، وتصف نهى التي تمتلك أحد صالونات التجميل والخياطة وضع دورات التجميل بالمشوش وغير الواضح، إذ أن مجرد المعرفة ببعض أساسات التجميل تدفع بعض العاملات في المجال إلى تنصيب أنفسهن مدربات ومعلمات في فنون تصفيف الشعر والماكياج والعناية بالبشرة.