أكد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بعد اجتماعه برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في دار الفتوى أمس، أن"الدعوات المغرضة لإسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في الشارع انقلاب على الشرعية الدستورية"، معتبراً أن كل محاولة لإسقاط الحكومة في الشارع عمل"غير دستوري وينشر الفوضى في البلاد". وبحث المجلس في اجتماعه أمس المستجدات على الساحة اللبنانية، وأصدر بياناً تلاه الشيخ محمد أنيس أروادي جاء فيه:"إن المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، حرصاً منه على الوحدة بين المسلمين خصوصاً، وعلى الوحدة الوطنية بين اللبنانيين عموماً، وتمسكاً منه بالدولة اللبنانية وباعتبار لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه، والتزاماً منه بوثيقة الوفاق الوطني وبالمؤسسات الدستورية الشرعية، يقرر الآتي: أولاً: دعوة القيادات السياسية والوطنية جميعها إلى العمل على وقف أسباب التدهور الذي دفع البلاد إلى أبواب الفتنة، واستئناف الحوار الجاد والمسؤول وتحكيم العقل والضمير والمصلحة الوطنية العليا. ثانياً: الترفع في الخطاب السياسي عن إثارة النعرات المذهبية والطائفية واحترام الاختلافات في وجهات النظر السياسية وتحكيم الدستور والقوانين والعودة إلى العمل السياسي في إطار المؤسسات الدستورية. ثالثاً: دعوة اللبنانيين إلى الالتزام بوحدتهم الوطنية، ونبذ الانقسامات، والترفع عن المهاترات. رابعاً: رفض منطق التخوين والإدانة وتشويه الحقائق واعتماد الحكمة والصدق والشفافية في معالجة القضايا الوطنية والعلاقات بين المسؤولين. خامساً: التنديد بالدعوات المغرضة لإسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في الشارع واعتبار ذلك انقلاباً على الشرعية الدستورية. سادساً: التأكيد كل محاولة لإسقاط الحكومة في الشارع عمل غير دستوري وينشر الفوضى في البلاد، ويرفضه المجلس لتعارضه مع القواعد والأعراف اللبنانية، ولا يجوز تجاوزه على الإطلاق لأنه يشكل اعتداء على المؤسسات الدستورية وانتهاكاً للنظام الديموقراطي الذي هو صمام أمان الوطن والسلم الأهلي. سابعاً: يتمنى المجلس على رئيس مجلس النواب نبيه بري ان يتحمل مسؤولياته الدستورية والتاريخية بالمبادرة الى دعوة المجلس النيابي إلى الاجتماع في أسرع وقت، لكي يستعيد دوره الشرعي والوطني درءاً للفتنة وحفاظاً على وحدة الوطن والشعب، خصوصاً في ما يتعلق بموضوع المحكمة ذات الطابع الدولي. ثامناً: التنويه بالمقترحات البناءة التي صدرت عن مجلس المطارنة الموارنة ودعوة القيادات الوطنية إلى التفكير بإيجابية في هذه المقترحات، اضافة الى المقترحات العملية التي عرضها رئيس مجلس الوزراء للخروج من المأزق السياسي الراهن. تاسعاً: الإشادة بالدور الوطني الذي يقوم به الجيش وقوى الأمن الداخلي وسائر القوى الأمنية وبما تبذله من انضباط من أجل حفظ الأمن والاستقرار ووحدة البلاد. عاشراً: التحذير من مخاطر الشلل الذي أصاب المؤسسات الرسمية والخاصة والذي يلحق بالاقتصاد الوطني أسوأ الأضرار، لما يسببه من استفحال البطالة والهجرة والتردي الاجتماعي. وزار وفد من المجلس الشرعي برئاسة نائب رئيسه عمر مسقاوي بعد ظهر أمس رئيس"تيار المستقبل"النائب الحريري الذي أمل بتخطي الصعاب والوصول الى حل يرضي جميع اللبنانيين وقال:"هناك من يطرح شروطاً لتأليف حكومة يسميها حكومة وحدة وطنية، نحن لا نعارض تأليف حكومة وحدة وطنية حقيقية، وانما نرفض ما يطالب به هؤلاء تحت هذا الشعار لأن الاستجابة لمطالبهم بتأليف مثل هذه الحكومة لا يحل المشكل القائم على الاطلاق بل يضيف مشكلاً جديداً الى المشاكل الموجودة في الوقت الحاضر، نحن نرى وجوب وضع كل المشاكل القائمة على الطاولة والعمل على حلها، ومن دون ذلك سيبقى الوضع المتأزم قائماً". إلى ذلك، أكد رئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق، بعد لقائه المفتي قباني، انه"لا يجوز أن يعتدى على رئاسة مجلس الوزراء مهما كانت الأسباب ولا نقبل بالشتائم والإهانات كما نرفض سقوط أي مقام في الشارع ونؤيد حرية الرأي الديموقراطي بحسب الأصول والقوانين". وأوضح أن الزيارة هي زيارة"دعم وتأييد لسماحته في الموقف الذي صدر عنه في جامع الإمام علي بن أبي طالب في الطريق الجديدة بعدم إسقاط الحكومة في الشارع". وأضاف:"تمنينا على المفتي قباني القيام بالاتصالات اللازمة في هذا الإطار". وخاطب المعتصمين قائلاً:"يكفي هذا القدر من الاعتصام لقد وصلت الرسالة، الاستمرار في الاعتصام لا يوصل إلى نتيجة، ويجب علينا تعزيز الوحدة ونبذ الاحتقان في الشارع رأفة بالمواطن الذي يعاني من أزمة اقتصادية ومعيشية لا أحد يرضى بها من المعتصمين ولا الحكومة"، آملاً بأن"يعود في البلد جو الائتلاف والحوار والتشاور وعدم التأثر بالأجواء الإقليمية والدولية، فنحن جميعاً أخوة". كما التقى وفداً من رجال الأعمال من الجالية اللبنانية في دولة الكويت الذي أيد مواقفه الوطنية والإسلامية، وأكد دعمه لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة. المرابطون من ناحية ثانية، اعتبرت حركة الناصريين المستقلين - المرابطون في رسالة مفتوحة الى السيد حسن نصر الله أن"الدعوة الى إسقاط الحكومة هي دعوة الى حرب أهلية ستنحصر بين ما تمثلون من الشيعة وبين ما نمثل من المسلمين من أهل السنّة والجماعة، لأننا لن نسمح بالمسّ بمقام رئاسة الحكومة وهذا موقف عبّرت عنه رجالاتنا من مفتي الجمهورية الى آخر مجاهد فينا". وأضافت:"ان الحل الوحيد للخروج من المأزق هو الحوار بينكم وبين رئيس الحكومة الممثل الشرعي السياسي الأعلى لطائفة المسلمين في مؤسسات الجمهورية اللبنانية الدستورية".