أعلن في القاهرة امس أن الرئيس حسني مبارك سيلتقي اليوم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في منتجع شرم الشيخ للبحث في سبل معالجة الازمة السورية - اللبنانية. وكان مبارك التقى في شرم الشيخ ايضاً الاثنين الماضي الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان زار الرياض والتقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اليوم نفسه، وعلى رغم أن المصادر المصرية الرسمية اكتفت بالاشارة إلى أن مبارك سيبحث مع السنيورة في الوصول لحل للمشكلة في ضوء الجهود العربية والزيارات والجهود المشتركة مع السعودية لتحقيق ذلك الغرض الا أن انباء افادت أن القاهرة تسعى إلى صياغة سيناريو يتيح للجنة التحقيق الدولية سماع أقوال الرئيس السوري من دون أن يسبب ذلك حرجاً لدمشق، ومن بين السيناريوات أن يجيب الاسد على اسئلة توجه له كتابة من دون أن يحضر جلسة تحقيق أو أن يواجه بشكل مباشر المحققين. وكان الأسد رفض في حديث أدلى به الى صحيفة"الاسبوع"المصرية المثول أمام لجنة التحقيق الدولية، ويقوم الموقف المصري على اقناع سورية بتلبية مطالب لجنة التحقيق من دون التصادم معها، وفي الوقت نفسه السعي لدى اللبنانيين الى عدم التصعيد السياسي والاعلامي ضد دمشق لتفادي مزيد من تدهور العلاقة بين الطرفين وحتى لا تفسر استجابة سورية للمطالب الدولية بأنها خضوع لضغوط اللبنانيين. الى ذلك، عبرت صحيفة"تشرين"الحكومية، عن تفاؤلها بقمتي جدة وشرم الشيخ واعتبرت انهما"تعيدان الأمل إلى النفوس المتعبة القلقة"، واكدت"إنهما خطوة صحيحة على طريق طويل نرجو أن يتواصل خدمة للأمة ولمصالحها وصيانة لوجودها المهدد". واعتبرت"تشرين"في مقال لها امس، ان قمتي جدة وشرم الشيخ"خير دليل على أن القادة العرب في ساعات الشدة يلتقون على موقف واحد وهدف واحد هو حماية الأمة وصيانة حدودها ووجودها". وبعد ان اشارت إلى المخاطر التي تحيق بالامة العربية كلها وليس سورية وحدها، اكدت"ان هذه المخاطر باتت ملموسة على أرض الواقع من العراق النازف إلى فلسطين الملتهبة إلى لبنان الذي يريدونه ممراً لمشروع الشرق الأوسط الكبير، أو بعبارة أكثر وضوحاً الشرق الأوسط الإسرائيلي عبر أدوات محلية وإقليمية ودولية لا نرى ضرورة لتعدادها وإشهارها لأنها أضحت معروفة ولم تعد تخفي حقدها على سورية وعلى كل ما هو وطني وشريف ومقاوم". واكدت ان نظرية"الفوضى البناءة"التي ابتدعها المحافظون الجدد لم تعد في طور النظرية، بل أضحت في طور التطبيق قبل اغتيال رفيق الحريري بأشهر وسنوات، وقالت :"ها هم العرب يكتوون بنار هذه الفوضى لكنهم لا يرفعون الرايات البيض أو يستسلمون للقدر المصنوع لهم ولمنطقتنا وللعرب أجمعين".