اندلعت حرب اسعار التذاكر بين شركات النقل الجوي الدولية ايذاناً باطلاق العمل ب"الأجواء المفتوحة" بين الاتحاد الاوربي والمغرب ، لكسر احتكار الشركات الوطنية التي ظلت تسيطر لعقود على الرحلات الجوية بين ضفتي البحر الابيض المتوسط. وتُعرض تذاكر الرحلات من والى أوروبا بأقل من ربع قيمتها التجارية الى نحو 50 دولاراً بهدف جلب اكبر عدد من السياح الأوربيين لقضاء عطلة نهاية السنة في المغرب. ويتوقع ان يتجاوز عدد سياح المغرب 6.6 مليون شخص في عام 2006، نصفهم من اوربا الغربية - بخاصة فرنسا وألمانيا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا. وانضمت شركة الخطوط الملكية المغربية الى مجموعة الناقلات التي تعرض تذاكر بنحو 450 درهماً 50 دولاراً او 42 يورو من نحو ثماني مدن اوروبية، أهمها باريس ولندن ومرسيليا وبروكسل وميلانو وفرانكفورت ودوسلدورف. وقالت الشركة انها تعرض 10 آلاف تذكرة بأسعار تنافسية بين 15 تشرين الثاني نوفمبر و15 كانون الأول ديسمبر المقبل. وتسعى"المغربية"الى منافسة الشركات الجوية الصاعدة"لاو كوست"الخفيضة الاسعار التي دخلت السوق المغربية منذ الخريف الماضي، وحققت ارقاماً قياسية في عدد ركابها بفعل خفض كلفة الرحلات التي لا تشمل الغذاء والموسيقى والسينما والخدمات الأخرى التي تدفع ثمنها مفصولة عن ثمن التذكرة. وتتنافس على السوق المغربية حتى الان خمس شركات جوية هي"جيت فور يو"وپ"الألمانية المغربية"، ، وپ"بلو اطلس" التابعة للخطوط الملكية المغربية ، وپ"رينار" التابعة للمجموعة الجوية الإيرلندية، اضافة الى شركات جوية خاصة من اسبانيا والبرتغال بانتظار دخول شركات اخرى مماثلة السوق المغربية مطلع العام المقبل. وتمثل عطلة نهاية السنة فرصة سانحة امام شركات النقل الجوي خفيضة الكلفة لتحقيق ارباح اضافية، بالافادة من تطور قطاع السياحة الذي بات يمثل أول مصدر للعملة الصعبة في المغرب مستفيداً من زيادة السفر عبر العالم. وقالت المنظمة العالمية للسياحة ان السياحة نحو شمال افريقيا زادت نحو 10 في المئة وحلت المغرب في الرتبة الاولى، وقدر عدد السياح على المستوى العالمي 678 مليون شخص في نهاية آب أغسطس العام الجاري بزيادة 4.5 في المئة، وبلغت حصة المنطقة المغاربية اكثر من 11 مليون سائح. ويراهن المغرب على سياحة الدول الغنية في اوربا وشمال القارة الأميركية والخليج العربي. وقالت مصادر، على سبيل المثال، ان عدد السياح البريطانيين في عام 2007 سيبلغ 375 ألف سائح، لذلك تنظم رحلات مباشرة بين المطارات البريطانية وبعض المدن المغربية مثل مراكش واغادير وفاس وطنجة والصويرة من دون المرور بمطار الدار البيضاء الدولي.