رد نواب من كتلة"المستقبل"النيابية على الحملة على مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني بعد استقباله رئيس الهيئة التنفيذية في"القوات اللبنانية"سمير جعجع، كما صدرت مواقف في الإطار نفسه عن جمعيات وروابط بيروتية وشمالية. والتقى قباني، في دار الفتوى امس النائب عمار حوري الذي قال بعد اللقاء:"جئنا بما نمثّل ومن نمثل لنؤيد مفتي الجمهورية في مواقفه الرصينة والرشيدة والحكيمة. وجئنا لنؤكد ان دار الفتوى هي للجميع وفوق الجميع وأن الرمز في دار الفتوى هو المفتي قباني. هذا المقام تعرّض في الآونة الأخيرة لحملة مسعورة جئنا نستنكرها اليوم، هذه الحملة التي طلع علينا بها بعض السياسيين الذين يصغرون ولا يكبرون بحملتهم هذه في محاولة للتطاول على المقام والرمز. وهذا ما لن نسمح به". واعتبر ان الحملة"هي جزء من حملة يتعرض لها عدد من الرؤساء الدينيين والقادة الدينيين في لبنان والتي تتناغم مع الحملة التي تعرضت لها رئاسة الحكومة بشخص الرئيس فؤاد السنيورة. وليس سراً ان هذه الحملة تحاول ان تعطل مسيرة العيش المشترك، مسيرة اتفاق الطائف، مسيرة الوحدة الوطنية، مسيرة احترام الخصوصيات التي نص عليها اتفاق الطائف وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من الدستور. وهنا لا بد من ان نسأل الذين يدعون الى الوحدة الوطنية وإلى حكومة الوحدة الوطنية كيف انهم لا يطيقون ان يجتمع المفتي مع شخصيات وأن يستقبل زعيماً سياسياً، ومع ذلك يدعون الى هذه الوحدة الوطنية. كيف ستبنى هذه الوحدة الوطنية وكل منا ينكأ الجراح ويعود الى صفحات الماضي محاولاً استرجاع تاريخ اسود من هنا أو هناك؟". واستقبل قباني ايضاً النائب وليد عيدو الذي قال بعد اللقاء:"يبدو ان امراً قد صدر للبعض بالتعرض لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الرمز الإسلامي والوطني في لبنان لأسباب لم تعد مجهولة على احد، وأهمها زيادة اجواء التشنج في البلد. وأكدت لسماحة المفتي التفاف المسلمين حوله وحول دوره الوطني الجامع في تكريس المصالحة الوطنية، فقد شبع اللبنانيون من الانقسامات ومن أجواء الحروب الداخلية وهم تواقون الى السلام وإلى المصالحة الوطنية. والغريب ان هناك من يدعو الى حكومة وحدة وطنية تضم الجميع، كما يقولون، ويرفض المصالحة مع اطراف اساسيين في لبنان، لكنهم في واد واللبنانيون والمسلمون في واد آخر. وعليه، نقول رحم الله رجل الحوار والمصالحة الشهيد رشيد كرامي". والتقى قباني مجلس أمناء جمعية المقاصد برئاسة أمين الداعوق الذي قال:"ان دار الفتوى هي دار اللبنانيين جميعاً ومفتوحة لاستقبال الجميع وقد أعربنا لسماحته عن أسفنا الشديد لما يصدر في هذه الأيام وفي الإعلام عن مقامات كبيرة من قادة مجتمعنا، ونحن نرفض التطاول على مقام دار الإفتاء". ورأى النائب محمد قباني في تصريح ان"الحملة على قباني تستهدف شخصه ودوره وما يمثل، وإذ هي تركز على استقباله سمير جعجع، فإن من الواضح ان أهدافها الفعلية تتعدى ذلك وتصب في إطار خطة سياسية تستهدف الرموز والمؤسسات وتريد قلب الأوضاع في البلاد، وهي حملة ندينها ليس فقط لأنها تستهدف مرجعاً روحياً لأغراض سياسية فئوية، بل لأن سماحة المفتي بالذات عرف بوطنيته ومناقبيته التي يشهد له بها الجميع. ثم ان هذه الزيارة تأتي بعدما طوى اتفاق الطائف ملف الحرب الأهلية، وأصدر مجلس النواب قوانين العفو المعروفة". وقال نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي:"تمثل دار الفتوى وسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد راغب قباني مرجعية دينية واجتماعية لها دورها في معايير الواقع السياسي القائم في البلاد، وأن من طبيعة دورها كمرجعية حياد واستماع وتوجيه، خصوصاً في الظروف الراهنة العصيبة التي تهدد وحدة البلاد ان تستقبل من يرغب من السياسيين الفاعلين في الساحة السياسية في زيارة سماحة مفتي الجمهورية ليعرض له أفكاره ويستمع الى نصائحه من غير ان يعني ذلك دعماً وتأييداً". وأضاف:"هذا الدور المركزي الذي يتصل برسالة دار الفتوى يتطلب منا تأييده والعمل على دعمه وإثرائه. إنني افهم موقف دولة الرئيس كرامي وحساسيته الشخصية". وحذر الجميع"من ان تصبح دار الفتوى هدفاً يُرمى لأغراض سياسية راهنة". وأعلن تأييده لدار الفتوى وقراراتها كل من"تيار المستقبل"في عكار وهيئة الإنماء الاجتماعية ورابطة الشباب الاجتماعي لأبناء بيروت ورابطة آل المصري في بيروت.