تواصلت في لبنان أمس، المواقف من دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري القيادات اللبنانية إلى جلسات تشاور ابتداء من يوم الاثنين المقبل. واشاد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، الشيخ عبدالامير قبلان، بالمبادرة، معتبراً انها"حكيمة ولمصلحة لبنان". وقال قبلان في خطبة الجمعة امس:"نرفض وضع العصي أمام المبادرة"، معتبراً ان"اذا لم يُتفق عليها، نطالب الرئيس بري باللجوء الى استفتاء شعبي عليها، فإذا اخذت الاكثرية، فالخير والبركة ولتنفذ ارادة الشعب". ورأى رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي أن دعوة الرئيس بري"خطوة حكيمة لتخفيف حدة التشنج السياسي وتقريب وجهات النظر، سعياً إلى إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة"، لافتاً إلى أن"مهما كانت النتائج التي يمكن أن يفضي إليها الحوار، تبقى افضل من السجال السياسي أو التحاور بلغة الشارع وزيادة التوتر بين المواطنين". واعتبر ميقاتي بعد استقباله وفوداً في طرابلس امس، أن"المرحلة التي يمر بها لبنان حالياً مصيرية جداً وتحيط بوطننا جملة مشاكل شائكة وصعوبات خطرة، من شأنها أن تعيده إلى حقبات الصراع المؤلمة اذا لم تتضافر جهود جميع المخلصين لبلورة رؤية موحدة للحل تأخذ في الحسبان التجارب المريرة السابقة لتنطلق منها نحو وضع تصور شامل لحل مستقبلي مستدام". واعتبر وزير الخارجية فوزي صلوخ أن مبادرة الرئيس بري جاءت في وقتها، فالاستحقاقات داهمة، والوضع لا يحتمل الترف السياسي الذي تشكله السجالات". وأضاف صلوخ في تصريح أمس، أن"الوضع الدولي والإقليمي معقد، وهناك إسرائيل التي تحاول دائما تصدير مشاكلها"، داعياً"سائر الأطراف إلى التجاوب مع هذه المبادرة ومن دون تردد أو تأخير". واعتبر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أن"موضوع التشاور هو مبادرة حسن نية يتحمس لها الرئيس بري لانه يريد ان يجمع البلد الى طاولة التشاور بدلاً من أن تكون هناك أزمة في الشارع"، لافتاً الى ان بري"اخذ من مطالب فريق 14 آذار موضوع إجراء الحوار، ويمكن ان البند الاول على جدول التشاور وهو موضوع حكومة الوحدة الوطنية، ان يكون مطلب المعارضة". وقال مكاري بعد زيارته بري أمس:"لا يمكن الكلام في موضوع حكومة الوحدة الوطنية وهناك ازمة رئاسية بنظر فريق 14 اذار والذي انا جزء منه، وسيكون هناك تشاور بين اعضاء هذا الفريق حول هذا الموضوع، من دون وضع هذه الازمة على الجدول". ولفت الى أن"قانون الانتخابات مطلب للجميع، وما فهمته من الرئيس بري هو ان التشاور في هذا الموضوع محصور في نقطتين تتعلقان بالحلول المقترحة من اللجنة المعنية، وهما حجم الدائرة والنظام الانتخابي. وليس هناك من حديث عن انتخابات مبكرة او غير مبكرة". وأضاف:"في المرة الماضية عندما لم اكن إلى طاولة الحوار أدى هذا الأمر إلى نوع من التشنج بيني وبين الرئيس بري، الان اذا طلب مني ان اكون تصل الامور بيني وبينه الى تشنج، واتمنى ألا يطلب ذلك لكي لا تتشنج العلاقة"، مؤكداً أن"الاعضاء انفسهم الذين شاركوا في الحوار مدعوون للتشاور، وانا ممثل بالشيخ سعد الحريري وبفريق 14 اذار وبالرئيس بري". وأكد عضو"تكتل التغيير والإصلاح"النيابي فريد الخازن أن"النزول إلى الشارع كما يقال أمر غير مطروح"، وقال:"نحن نتكلم عن محاسبة الحكومة على أدائها والمطالبة بتغيير الحكومة في موقع المعارضة وعلى أساس أدائها وهذا أمر طبيعي وبالوسائل الديموقراطية". واعتبر الخازن بعد زيارته البطريرك الماروني نصر الله صفير في بكركي أمس، أن"المبادرة التي طرحها الرئيس بري هي في محله"، مؤكداً أن التكتل"يتجه للمشاركة ونحن نتعامل مع هذا الموضوع بايجابية". وأشار رئيس حركة"التجدد الديموقراطي"النائب السابق نسيب لحود الى أن"اللبنانيين كانوا يأملون بأن تتضمن مبادرة الرئيس بري عناوين أخرى أساسية لا تقل أهمية إن لم تكن أهم من تلك المقترحة للتشاور في المرحلة المقبلة، وفي طليعتها العناوين المطروحة أمام مؤتمر الحوار الوطني، سواء التي اتفق عليها أو التي لا تزال عالقة"، معتبراً أن"مهلة ال 15 يوماً قد تكون غير كافية لإحراز تقدم ملموس في مواضيع التشاور". ولفت لحود في تصريح أمس، إلى أن"كل ذلك لا يحول دون التعامل بإيجابية مع تلك المبادرة، لان عناوين طاولة الحوار ستفرض نفسها على طاولة التشاور كما سماها الرئيس بري". واستغرب المجلس الأعلى ل"حزب الوطنيين الأحرار"بعد اجتماعه برئاسة دوري شمعون أمس،"حصر التشاور بعنواني اجندة 8 آذار"، معتبراً ان"لا يمكن التسليم بحصرية البحث في مسألتي حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب والايحاء بضرورة بتهما ايجاباً خلال اسبوعين، ما يعد استسلاماً لمن هدد باللجوء الى الشارع في ما يشبه الاعداد لحركة انقلابية بحجة الدعوة الى الوحدة الوطنية".