سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عمليات إجلاء منكوبي الاعصار "كاترينا" مستمرة وسط مخاوف من تفشي الأمراض . الديموقراطيون يصعدون حملتهم على إدارة بوش ويصرون على لجنة تحقيق في التقصير بالاغاثة
صعّد الكونغرس الأميركي أمس، تحركه المندّد بطريقة استجابة إدارة بوش للإعصار"كاترينا"، مع إصرار نواب الحزب الديموقراطي على تعيين لجنة مستقلة للتحقيق لتحديد الأخطاء والمسؤوليات المترتبة عن الإعصار، ومطالبتهم خلال جلسة استماع ساخنة لمسؤولين في الإدارة، باستقالة مدير هيئة الطوارئ الفيديرالية مايكل براون. ويأتي ذلك في وقت تحاول شرطة مدينة نيوأورلينز جاهدة العمل على إجلاء جميع الناجين من المدينة التي بات البقاء فيها يشكل خطراً على الصحة العامة، فيما قدر عدد الباقين في المدينة بنحو 10 آلاف شخصاً. خطر بيئي ويقول خبراء إنه لا سبيل للتخلص من خليط سام من المواد الكيماوية والفضلات البشرية في المدينة إلا بضخها في نهر الميسيسبي أو في بحيرة بونتشارترين، ما يزيد من احتمالات حدوث كارثة بيئية في أعقاب الإعصار. ومن الممكن أن تؤدي الرغبة الملحة في التخلص من المياه في المدينة الغارقة إلى موت الأسماك وتسميم المسطحات المائية القريبة من نيوأورلينز، إضافة إلى خليج المكسيك عند مصب نهر الميسيسبي. وبدأت ولاية لويزيانا والوكالات الفيديرالية اختبار صلاحية المياه. لكن خبراء البيئة قالوا إن المياه الملوثة والراكدة الممزوجة بالكيماويات في الشوارع، غير صالحة للاستخدام، ويمكن أن تحتوي على بقايا أي شيء يمكن تخيله. ويتعين على السلطات في المدينة تنظيف المنازل والمصانع والمصافي والمستشفيات والمباني الأخرى من الغازولين والديزل والمواد الحافظة والمبيضة والفضلات البشرية والأحماض والكحوليات وغيرها من المواد. لكن السكان المتشبثين بالبقاء في مدينتهم التي تشتهر لكونها مهد موسيقى الجاز قبل أن تكتسب شهرة دولية كمنطقة كوارث على غرار المستويات التي تحدث في دول العالم الثالث، يقولون انهم يخشون إجلاءهم إلى مناطق أخرى لا عائلات لهم فيها ولا موارد تعيلهم. عاصفة سياسية في موازاة ذلك، تنامت عاصفة سياسية بسبب بطء عمليات الإغاثة. وتعهد الرئيس الأميركي جورج بوش بمراجعة الأخطاء التي وقعت في رد الفعل الأولي على الإعصار، وبقيادة تحقيق في شأن عمليات الطوارئ. لكنه رفض دعوات لإجراء تحقيق فوري في أسوأ كارثة إنسانية في تاريخ الولاياتالمتحدة. وقال بوش في أعقاب اجتماع للحكومة لمناقشة التحديات في أعقاب الأزمة إنه يريد إنقاذ الأرواح وحل المشكلات قبل توجيه اللوم. وصرح بأنه سيجري تحقيقاً لتحديد الصحيح والخطأ بهدف تحسين التعاون بين السلطات الفيديرالية والمحلية وسلطات الولايات، تحسباً لأي أزمات في المستقبل. وأضاف:"المهم أن نفهم العلاقة بين الحكومة الفيديرالية وحكومة الولاية... عندما يتعلق الأمر بكارثة كبيرة". انقسام وفي مشهد يناقض الجلسات الأولى التي تبعت حوادث 11 أيلول سبتمبر 2001 حين بدت قيادات الحزبين موحدة، انقسمت القيادات تلك ليل أول من أمس في جلسة استجواب في شأن الإعصار جمعت وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ووزير الأمن القومي مايكل شيرتوف ومسؤولين من هيئة الطوارئ ووزارتي الصحة والبيئة. واعترف شيرتوف ورامسفيلد بالأخطاء التي وقعت بعد حدوث الكارثة، واعتبروا أن"الظروف كانت الأقوى"وأن الأولوية اليوم هي في متابعة عمليات الإغاثة والتأهيل بدل"توجيه الأصابع والقاء اللوم على طرف أو آخر". وشكك الديموقراطيون بآلية هذا التحقيق وطالبوا بلجنة مستقلة شبيهة بلجنة 11 أيلول لتولي المهمة. كما طالب هؤلاء بإقالة مدير هيئة الطوارئ مايكل براون، لتأخره في التحرك حتى وقت لاحق بعد وقوع الكارثة. وطرح نواب جمهوريون، يتخوقون من تداعيات الكارثة على انتخابات الكونغرس السنة المقبلة، حلًا وسطاً يؤيد تعيين لجنة من نواب الكونغرس تشرف على التحقيق. وقدرت تكاليف الإعصار بمئة بليون دولار، أي خمسة أضعاف اعتداءات 11 أيلول، كما صنف الخبراء أزمة النفط التي خلقتها الكارثة بالأسوأ منذ الحرب العراقية - الإيرانية 1980- 1988. ويتوقع أن يوافق الكونغرس على مساعدة قدرها 40 بليون دولار هذا الأسبوع بعد اجتماع للرئيس جورج بوش مع قياداته. وقالت السناتور الجمهورية سوزان كولينز التي ستقود تحقيقاً تجريه لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ"إذا كان أداء نظامنا بهذا المستوى المتدني على رغم عدم وجود عدو، كيف سيتثنى للدولة الفيديرالية والحكومات المحلية أن تتعامل مع هجوم إرهابي يحدث من دون إنذار مسبق ويكون حريصاً على إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى والدمار". ووصفت رد فعل الحكومة على الإعصار كاترينا بأنه"غير مؤات في شكل مؤسف". إيران تنفي المساعدة نفطياً وفي طهران، نفت وزارة النفط الإيرانية المعلومات التي تحدثت عن أن إيران عرضت مساعدة نفطية على الولاياتالمتحدة للمساعدة في تخفيف أزمة الطاقة التي تواجهها نتيجة الإعصار. وأعلن حسين كاظمبور اردبيلي ممثل إيران في منظمة"اوبك"بحسب ما جاء في الموقع الإعلامي لوزارة النفط، أن "قرار الولاياتالمتحدة فرض عقوبات اقتصادية على إيران وتدابير أخرى هي العقبات الرئيسة لتقديم المساعدة".