عزت أوساط اسرائيلية غياب بطريرك كنيسة الروم الارثوذكس في القدس عن صلاة"الجمعة العظيمة"أمس الى خشيته من غضب أبناء الكنيسة الفلسطينيين الذين يتهمونه ب"الخيانة والعار"في اعقاب صفقة تأجير"ميدان عمر بن الخطاب"في المدينة المقدسة لمتمولين يهود. واشارت هذه الأوساط الى تزامن الاحتفالات الدينية بعيد الفصح لدى الطوائف الشرقية أمس واليوم وغدا مع ما نشرته صحيفة"معاريف"من أدلة دامغة بأن البطريرك، وخلافاً لادعائه، علم بتفاصيل صفقة البيع، متوقعة ان يزعزع ذلك موقعه على كرسي البطريركية المهزوز اصلاً منذ الكشف الأول عن الصفقة قبل أكثر من شهر. ونشرت الصحيفة في عددها أمس صورة عن الاتفاق الذي أبرمه المسؤول المالي في البطريركية، أقرب المقربين من البطريرك، نيكولاس باباديمس، مع محامي شركة يهودية في 16 آب اغسطس الماضي بعد أن أحضر باباديميس توكيلاً بتصديق كاتب عدل يسمح له بموجبه البطريرك بإبرام الصفقة وتأجير ممتلكات البطريركية لمئات السنين، علماً ان التوكيل تم في حزيران يونيو الماضي في مكتب محام اسرائيلي يدعى يعقوب ميرون. ووفقاً ل"اتفاق التأجير"الذي حمل ختماً رسمياً لباباديمس بصفته المسؤول المالي، تم تأجير فندقي امبريال والبتراء في ميدان عمر بن الخطاب في باب الخليل والمباني المجاورة له للشركة اليهودية ل198 عاماً. وأفادت الصحيفة ان الاتفاق الذي يتألف من 8 صفحات شمل خرائط وصوراً للممتلكات التي تم تأجيرها، مضيفة ان ما ورد فيه يؤكد على نحو قاطع ان البطريرك كان على دراية تامة بتفاصيل الصفقة. وأشارت"معاريف"الى"مرات كثيرة ثبت فيها ان البطريرك لم يقل الحقيقة"، وسخرت من إدعائه الأخير أمام السلطات الأردنية والفلسطينية بأنه لم يمنح توكيلاً بالتصرف بأملاك الطائفة لأحد، وتوقعت بأن يسرع الكشف الجديد عن الاتفاق اجراءات تنحية البطريرك بقرار يتخذه البطريرك الأول برتلماوس الذي يتمتع عملياً بمكانة بابا الارثوذكس في العالم. وكان البطريرك ايرينيوس استنجد الأحد الماضي خلال احتفالات أحد الشعانين بالشرطة الاسرائيلية لتحميه من غضب المصلين الذين هتفوا باتجاهه"عار عليك"و"لا للخونة"وشبهوه ب"يهوذا الاسخريوطي"الذي باع السيد المسيح "بثلاثين من الفضة". ورشق متظاهرون البطريرك بزجاجات ماء فارغة واصطدموا مع مصلين يونانيين يدافعون عن البطريرك. وأعلنت الشرطة الاسرائيلية أمس حال استنفار تحسباً لتظاهرات غاضبة على البطريرك اليوم خلال الاحتفال الديني ب"سبت النور". ويفترض ان يدفع كشف"معاريف"امس الحكومة الأردنية الى إعادة النظر في قرارها، الاسبوع الماضي إمهال البطريرك ثلاثة أشهر لتصويب أوضاع الكنيسة، بعد ان ادعى في لقائه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عدم وجود علاقة له بصفقة"ميدان عمر بن الخطاب".